كتب الأستاذ حليم خاتون: هل يصحح قرداحي الغلط، ويفرض سيادة لبنان
عين علی العدو
كتب الأستاذ حليم خاتون: هل يصحح قرداحي الغلط، ويفرض سيادة لبنان
حليم خاتون
28 تشرين الأول 2021 , 15:06 م
كتب الأستاذ حليم خاتون: كما في كل شيء في لبنان، ينقسم البلد إلى أقليتين، تناقض أحداهما الأخرى دائماً بينما تلجأ الأغلبية إلى الصمت، تسير في ظل الحائط وتدعو الرب للسترة... ١- فريق الراديكاليين في

كتب الأستاذ حليم خاتون:

كما في كل شيء في لبنان، ينقسم البلد إلى أقليتين، تناقض أحداهما الأخرى دائماً بينما تلجأ الأغلبية إلى الصمت، تسير في ظل الحائط وتدعو الرب للسترة...

١- فريق الراديكاليين في١٤ آذار أو ما تبقى منها...
هو فريق (اميركا والسعودية دائما على حق)...

٢- فريق  الراديكاليين في ٨ آذار، هو فريق (أميركا والسعودية دائما على خطأ)...

٣- فريق النأي بالنفس الذي يضم الرماديين من ٨آذار، وجماعة مين ما أخذ امي، أقول له يا عمًي...

هؤلاء في أغلب الأحيان قريبون من ١٤ آذار لأن الوطن عندهم مرتبط بجيوبهم...

هم يستطيعون أن يكونوا مع السعودية ومع اميركا... ويستطيعون أيضاً ان يكونوا مع إيران وسوريا، شرط أن توافق اميركا والسعودية من أجل ضمان استمرار لغة مصالحهم هذه...

لا يستغرب الناس عادة أن يفجر بنو سعود كل يوم مشكلة في العالم العربي... هم وجدوا من أجل هذا...

دور هؤلاء لا يختلف كثيرا عن أدوار غيرهم من كلاب حراسة مصالح الغرب في المنطقة...

لم توجد في المنطقة حركة تحرر وتحرير إلا وكان هؤلاء أول أعدائها...

لسبب ما قرر محمد بن سلمان أمس إطلاق كلابه مرة أخرى ضد لبنان...

يقول البعض أن السعودية اقتربت كثيرا من إعلان التطبيع العلني مع هبوط اول طائرة إسرائيلية على أرض مملكة الرمال... لذلك، قرر جمع بقية المشيخات الخليجية حول مملكته في خطوة استباقية...

"الجماعة بدهم يتغدونا قبل أن نتعشاهم..."

ليس أكثر تأثيرا في الجاهلية العربية الحديثة من الحديث عن الصفويين والمجوس الذين يسيطرون على لبنان واليمن وربما العراق وسوريا واي بلد قد ينطق عزة وكرامة...

ارسل محمد بن سلمان كلاب الشم عنده لإيجاد مادة جديدة تتلهى بها جاهلية العالم العربي... فوجدوا في أحد أكثر رجال لبنان رصانة ربما، ما اعتبروه جريمة...

لقد ارتكب الوزير قرداحي معصية كبرى...

وصف وزير الإعلام اللبناني الحرب على اليمن بالحرب العبثية... 

لم يرد الرجل ان يقول الحقيقة الفجة في وجه بني سعود وبني زايد...

لجأ إلى لغة ديبلوماسية هادئة محاولا قدر الإمكان ردع المجرم عن الاستمرار في ارتكاب الجريمة لمصلحة الإستعمار...

ديبلوماسية كادت تلامس السذاجة...

رغم هذا، لم يستطع نيرون تحمّل كلمةِِ بالكاد لامست الحقيقة، فقرر إشعال لبنان بسيجارة أميركية غربية عفنة... 

هل أخطأ الوزير قرداحي؟

بصراحة، "ما حدًش يزعل، آه..."
أخطأ الوزير...

لقد ارتكب الوزير نصف خطيئة حين قال نصف الحقيقة...

لأن الحقيقة هي أن الحرب الكونية على اليمن ليست عبثية على الإطلاق...

العدوان على اليمن، هو عدوان اميركي غربي صهيوني بامتياز مع واجهة من أغبياء العرب تتقدمهم مملكة بني سعود بالتضامن والتكافل مع تجمع يقوده بنو زايد من آخر اجيال المعاقين العرب... 

هل يحق للوزير جورج قرداحي ان يسمي جريمة حصدت مئات آلاف الشهداء وأكثر من مليون ونصف المليون جريح من إخواننا في أرض أصل العرب بالحرب العبثية...

عفوا، معالي الوزير...
الحرب على اليمن هي وصية مرت من جيل إلى جيل في عائلة بني سعود من أجل كسر هذا البلد الذي صدّر ابناءه إلى كل العالم العربي وسواحل شمال افريقيا حيث اسسوا شعوباََ وحضارات كلها تبدأ من اليمن السعيد الضارب في التاريخ...

أمس على الميادين غضب الضيف الكويتي، السيد المطيري من كلمة "عبثية" وكاد مثل غيره يهدد اللبنانيين في معيشتهم إذا لم يتم تأديب الوزير المشاغب...

السيد المطيري لم يسمع دونالد ترامب يستهزئ بسلمان السعودي، ويقول عنه أنه ليس أكثر من كيس مال عتيق يجب ان يكون كما كان دائما عند أميركا...

تماما كما جلس محمد بن سلمان كالطفل أمام ترامب يهز رأسه ببلاهة موافقا على نصائح ترامب ونظرياته حول قوة السلاح الأميركي الذي حوله أنصار الله إلى خردة...

المطلوب من الوزير قرداحي فعلا، تصحيح تعريف هذه الحرب، ووصفها بما تستحقه من صفات الإجرام والاستزلام للإمبريالية والاستعمار خدمة لإسرائيل... بدل اللجوء إلى التوصيف العبثي الديبلوماسي...

محمد بن سلمان، أو MBS، كما يحب مناداته، ربما لعقدة أميركية لا نعرف سرّها... جذب إلى صفًه أمس، كل وطاويط الليل الذين كانوا يرقصون حول سعد الحريري يوم الخبط واللبط والاستقالة تحت التهديد...

هؤلاء، لا جدوى تُرتجى منهم...
قد ولدوا عبيدا واعتادوا على قيود غير مرئية تربط رقابهم
بحوافرهم...

ريفي، جعجع، المر، عقاب صقر... وغيرهم...

هؤلاء يقبضون كل آخر شهر ثمن نباحهم الذي لا ينقطع...

غير المفهوم هو استعار نباح من لا يقبض... كأنه يزيد عيار النباح، علّ بعض شيوخ الجاهلية في الجزيرة العربية يسمعونه ويرسلون شيكاََ يشتري كرامات وشرف وعزة، هي من الاساس مفقودة عند هؤلاء...

لكن المأساة، هي عند الرماديين...
أهل النأي بالنفس...
تماما كما نأى عُقاب صقر بنفسه وجلب لطف الله اثنين وربما النيترات إلى لبنان لتذهب بعدها إلى سوريا...

ألم يحن الوقت الذي ينفض لبنان عن ذاته كل هذا الذل، ويتوقف عن التسول ويعمل بدلا من ذلك على إلقاء القبض على كل السفلة 
الذين نهبوا اموال اللبنانيين واموال الدولة...

هل كُتب علينا تذوق المهانة كل صباح ومساء من قبل مجموعة مجرمين وسفاحين وقتلة سيطروا على الجزيرة العربية وأحالوها اصطبلا لخيل الأميركيين والصهاينة...؟

منذ الطفولة ونحن نسمع شوشو يردد أغنية "شحادين يا بلدنا، قالوا عنا، شحادين"...

الجمهورية الاولى كانت جمهورية شحادين... وكان السعودي يهددنا في لقمتنا لأن لبنان كان يقف مع جمال عبد الناصر...

جاءت الجمهورية الثانية مع الطائف، وسار رفيق الحريري على نفس نهج الشحادة وأضاف إليها عيارا ثقيلا من النهب والفساد...

ألم يحن الوقت للجمهورية الثالثة... تستعيد الاموال المنهوبة وتقوم ببناء دولة القانون والعدالة، فنعطي أولئك المتربصين بنا درساََ بأننا كما نجحنا في المقاومة وكما نجحنا في التحرير...
سوف ننجح في بناء دولة عزة وكرامة لا يجرأ عليها صبيان بن سلمان أو زعران زعرانه في لبنان...
سؤال موجه تحديداً إلى حزب الله...
              

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري