كتب الأستاذ حليم خاتون:
كما اتصل بك محمد نجيب ميقاتي، سوف يتصل بك كل من ليس لديه ذرة شرف ولا نقطة كرامة...
قد يخرج مئات، وربما آلاف المعتوهين أو المخبولين إلى الشارع، لا فرق...
قد يخرج عملاء اسرائيل وأميركا وطبعا، عملاء مملكة الرمال التي لا خير فيها، ولا خير منها...
قد يخرج مَن ظهورهم احدودبت من كثر الإنحناء لأولي الأمر حتى تظنن أنه ساجد يقبًل الأرض شكراً لمشيخات أقل ما يقال فيها إنها لم ترث من قيم العرب غير ما جاءنا من يزيد وزياد ابن ابيه والحجاج... لعن الله السابقين منهم، واللاحقين...
سوف يخرج كل هؤلاء يرجونك أن تتقدم باستقالتك، لكي يستمر لبنان خاضعاً ذليلاََ مستعطياََ، بينما هم يسرقون المال، وينهبون الدولة، ويقومون بتجويع الأيتام والأرامل...
"الحياة وقفة عزّ"، كما قال المعلم الشهيد، أنطون سعادة...
"الموقف كلمة" كما علمنا الإمام الحسين ابن علي...
"لا تنحني، لكي لا يقفز الجميع من فوقك"، كما قال المناضل الكبير نيلسون مانديلا...
كثير، كثير من الأقوال، لكثيرِِ كثير من كبار البشرية الذين لا يشبهون في شيء كل الكلاب التي سوف ترجوك تقديم الإستقالة...
نحن اهل العزة والكرامة والشرف في هذا الوطن الصغير،
نقولها لك، بالصوت الجهوري الذي لا يعلو عليه أي صوت حرِِ آخر،
نرجوك، لا تتقدم باستقالةِِ سوف تعيد لبنان إلى حالة الذل التي كنا فيها مع كل الحكومات، ومع كل الرؤساء، ومع كل المجالس والإدارات التي حكمت هذا الوطن وجعلت منه ملهى ليلياََ، وجعلت ثقافته غناءََ ورقصاََ، لا فن فيه، ولا ثقافة...
حكام عملوا على إقفال المطابع، وإحراق الكتب على جمرات النرجيلة حتى باتت مجموعة مجلدات جبران خليل جبران تباع كما البصل والبطاطا...
طالما انت واقف بعزِِ،
أنت تمثل لبنان الأبي...
طالما انت شامخ،
أنت تمثل "شموخ الارز في القمم"...
كما انت عارف بالكثير من اقوال أعظم الأئمة وأكثرهم بلاغة وعلماََ...
من المؤكد أنك أكثر العارفين بمبادئ السيد المسيح ورفضه الخضوع لتجار الهيكل...
إحمل عصى المسيح مرة أخرى واطرد كل هؤلاء من هيكل الوطن...
وقل لشعب لبنان الأبي ما قاله السيد قبل أكثر من ألفي عام من السير على طريق الجلجلة...
ليس بالخبز وحده، يحيا الإنسان
قد نجوع...
قد نعطش...
لكن والله لن نعطي اللئيم ابن اللئيمة، إعطاء الذليل...
الرب شاهد أن في لبنان أسود تقف معك، وخلفك، وحولك، لتحميك، طالما انت واقف تدافع عن كرامة وعزة وشرف الوطن...
