قراءة في اعلان مدريد الصادر عن مؤتمر ما يسمى بالمسار الفلسطيني البديل بتاريخ 7 نوفمبر 2021 , بالطبع لن نخوض في الديباجة اللغوية والسردية التاريخية فهذه عموميات لا تقدم ولا تؤخر , في البداية واضح جدا اننا امام دكان سياسية جديدة في الساحة الفلسطينية , ويبدو ان اصحاب المسار قد اختاروا اسم ( حركة المسار الفلسطيني الثوري ) لدكانهم هذه دون ان يحددوا باي شىء هم ثوريون .
يقول اصحاب المسار في اعلانهم العبارات التالية , اولا (تلتزم حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل بالعمل على تصعيد النضال السياسي والجماهيري والميداني ضد نهج التصفية والاستسلام ) , ثانيا ( تؤكد حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل على تعزيز وحدة معسكر المقاومة في فلسطين والمنطقة العربية والعالم , الذي يضم تيارات سياسية وفكرية متعددة ويحتضن مختلف الوان الطيف العربي والاسلامي والاممي ) , ثالثا ( في الوقت الذي ندعو فيه الى مواجهة نهج التطبيع مع الكيان الصهيوني , ونلتزم بمقاطعة شاملة لمؤسساته ,فاننا نؤكد على تعزيز العلاقة مع مختلف الشخصيات اليهودية المناضلة والمناهضة للصهيونية والعنصرية والاستعمار , الداعمة لحقوق شعبنا ومقاومته الباسلة لتحرير فلسطين واقامة المجتمع الديمقراطي القائم على قيم العدل والمساواة والخالي من الاستغلال الطبقي والصهيونية ) , وهنا اجد نفسى مدفوعا للتعليق الفوري ,,,يعني يا جماعة المسار ضرورية كل هذه الديباجة اللغوية . قولوها وبالحرف الواحد انكم مع الدولة الديمقراطية الواحدة وبكافة سكانها بما فيهم المستوطنين , ولا داعي لكل هذا اللف والدوران .
بعد كل ما تقدم ينكرون علينا القول بانهم من اتباع فتى الموساد عزمي بشارة , الا تدل العبارات السابقة وتشير الى افكار ونظريات فتى الموساد عزمي بشارة , يلاحظ انهم وعند حديثهم عن معسكر المقاومة وقوى المقاومة العربية انهم لم يشيروا ولا باى كلمة لمحور المقاومة واطراف محور المقاومة , وهذا يدفعنا للتساؤل من جديد ما المقصود ومن المقصود بقوى ومعسكر المقاومة وفق مفهوم جماعة المسار هذا , وهنا استوقفتني عبارة ( ان هذا المعسكر الشعبي , وحده القادر على مواجهة قوى الاستعمار والعنصرية والاستغلال وتحرير الارض الفلسطينية والعربية واسقاط نهج الاستسلام .....الى ان يصلوا لعبارة ..نرى ان مهمة تطوير قدرة معسكر المقاومة وتماسك جبهتنا الداخلية الفلسطينية والعربية تشترط الحوار الداخلي الصريح بين مختلف تياراته السياسية والفكرية واقطابه الوطنية والاجتماعية المتعددة , بما يخدم تحرر شعوبنا من سطوة الهيمنة الخارجية ومن انظمة القمع والاستبداد في الداخل ) , وهذا بالطبع يدفعنا ايضا للتساؤل من المقصود بانظمة القمع والاستبداد , واليست هذه العبارة من العبارات المشهورة لفتى الموساد عزمي بشارة .
اخيرا ان الاعلان بمجمله لا يعدو ان يكون اكثر من لغو وتصفيط كلام لا يقدم ولا يؤخر , ان اعلانهم ومع كثرة ترديدهم للكلمات المنمقة من معسكر المقاومة وقوى المقاومة وثورى وثوار وثوريون , الا ان اعلانهم يخلو من اي اشارة او ذكر للكفاح المسلح كأرقى اشكال النضال والثورة وكطريق وحيد للتحرير والعودة , واضح جدا اننا امام حركة انجزة "NGO,s" تدعو للدولة الواحدة بكل مواطنيها بما فيهم المستوطنين .. فبئس المسار وبئس البديل