كتب الأستاذ حليم خاتون:
تاريخ ملوث لرجل بيضة القبان.
منذ أن ورث صبي الموتو، منصب الزعامة على الحركة الوطنية اللبنانية في أسوأ إداء لمجموعة من الأحزاب التي ادعت الانتماء إلى اليسار، فإذا بها أكثر رجعية حتى من القوى الرجعية...
على ماذا استند هؤلاء في عملية تسمية وليد جنبلاط على رأس الحركة الوطنية... ؟
إنها ببساطة العقلية القبلية العشائرية التي لم يستطع لا جورج حاوي ولا محسن ابراهيم الخروج منها...
حتى لو عاد هؤلاء إلى الخلاف العقائدي الحاد بين الأممية الثالثة التي ادّعوا الانتماء إليها وأممية التقدمي الاشتراكي الثانية التي لم تتأخر لحظة في الانخراط إلى جانب الجيش الابيض المدعوم من بريطانيا في محاربة وغزو الجمهورية الاشتراكية الفتية...
إنها نفس الأممية الثانية التي تآمرت مع حكومة القيصر الألماني في اغتيال المناضلين الأممين روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنيخت لوأد الثورة في المانيا، وهو ما ساعد على بقاء نظام سمح لديكتاتور مجنون اسمه ادولف هتلر في الوصول إلى السلطة وبدء حرب عالمية انتهت على مجزرة بشرية خسر فيها أكثر من خمسون مليون إنسان حياتهم.
لنعد إلى وليد جنبلاط...
الرجل الذي يشكل أحد أهم أعمدة الفساد في لبنان...
وليد جنبلاط الذي يتزاوج مع أي وضع يسمح له بالبقاء على رأس سلطة ما، أي سلطة... مش مهم...
وليد جنبلاط كان إلى جانب ابو عمار حين كان أبو عمار حاكماً بأمره في لبنان...
أنه نفس وليد جنبلاط الذي استقبل في بيته شيمون بيريز لأسباب لم تظهر حتى اليوم، والذي لم يكن صدفة بل بناءََ على اتصالات اجراها قياديون من التقدمي الاشتراكي مع ضباط الإحتلال...
يومها، وكما كل العملاء، ظن وليد جنبلاط ان اسرائيل دخلت إلى لبنان لتبقى، فحاول التأقلم مع الوضع الجديد والاستفادة منه للبقاء على زعامة تؤمن له امتصاص المزيد من الثروة...
إنه نفس وليد جنبلاط الذي جلس على كرسي في مكتب الرئيس حافظ الأسد، بعد أن تيقن أن هذا الرئيس قادر على طرد الاسرائيلي، وان سوريا هي التي سوف تحكم لبنان...
دخل وليد جنبلاط إلى اتفاق الطائف ، ليكون الرئيس الرابع في ترويكا حكمت لبنان في العقدين السابقين، فكان بكل جدارة، شريك الحريرية المضارب في كل ما ارتكبته في لبنان منذ التسعينيات...
ليس سراََ أبداً، ما كان يحصل عليه وليد جنبلاط من رفيق الحريري...
كان رفيق الحريري يشتري سكوت أمثال وليد جنبلاط على ما يدور من صفقات في لبنان بأعطيات سخية جداََ...
في النهاية لم يكن رفيق الحريري يدفع من جيبه...
رفيق الحريري الآتي من المقاولات يضع دائماً نسبة ما لمن في أيديهم الأمر...
في كل مرة كان وليد جنبلاط يحتج على قرار من قرارات الحريري أو يبدأ حملة انتقاد ضد الحكومة كان الرئيس الحريري يقول لمستشاريه أن الوقت حان لإرسال السامسونايت إليه...
مرة واحدة رفض وليد جنبلاط السامسونايت التي تحوي مليوني دولار...
ومرر طلباََ آخر...
انه يريد قصر كليمنصو...
عاد الحريري وارسل له السامسونايت مع سند القصر...
وليد جنبلاط الشريك في كل النهب والفساد في لبنان، يريد من الرجل الشريف الآدمي جورج قرداحي ان يستقيل...
وليد جنبلاط لا يفهم لغة الكرامة الوطنية...
لقد إعتاد على نمط حياة يقوم على النهب واستجداء أصحاب المال...
منذ أن أجتمع مع بيريز، أفهمه هذا الاخير أن موقعه في الأممية الثانية يفرض عليه الإنخراط في نظام دولي قائم على سيطرة الصهيونية...
منذ ذلك اليوم عرف وليد جنبلاط ان قدْره في هذا النظام هو زبّال في نيويورك... لذلك أصدر ذلك التصريح يوم كان يلوح بالعلم الفرنسي راجيا مثل أمثاله لو يعود زمن الاستعمار...
لأنه ينتمي موضوعياََ إلى مزبلة التاريخ، لا يستطيع وليد جنبلاط إلا ان يكون دائما في المحور المعادي لسوريا والمقاومة...
وليد جنبلاط.
اصمت. وتقاعد طالما انك اجبن من الإقدام على الانتحار...
من لا كرامة عنده ولا إحساس بالعزة، لا يمكن إلا ان يكون جبانا...
أنت جبان، كمن صنعك، منذ أن تم صنعك...
سم