عملية نجران, أسبابها, أبعادها وارتداداتها\ العميد ناجي الزعبي
مقالات
عملية نجران, أسبابها, أبعادها وارتداداتها\ العميد ناجي الزعبي
ناجي الزعبي
1 تشرين الأول 2019 , 12:17 م

 

أتت عملية نجران البرية بعد مبادرة السلام التي اعلن عنها  رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط والتي ردت عليها السعودية بارتكاب المجازر بغاراتها الجوية على المدنيين وأبادت أسر باكملها، وبعد سلسلة من الإنذارات من قائد الثورة عبد ألملك الحوثي ومهدي المشاط ومحمد علي الحوثي ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي  الذي وقف على مشارف نجران وأكد ان الجيش واللجان ماضون في الدفاع عن اليمن .

وكما عملية افيفيم التي أتت بعد إنذار حزب الله للعدو اثر ارتقاء شهيديه بدمشق وحادثة الطائرة المسيرة بالضاحية الجنوبية ، وأثر تساقط صواريخ المقاومة بغزة على أسدود وعسقلان إبان حمل نتنياهو الانتخابية ، 

وبعد عملية الفجيرة وسواحل دبي مجهولتي النسب التي استهدفت ناقلات النفط - اي المصالح الاميركية - التي هدد ترامب بانه سيقيم الدنيا ولن يقعدها في حال استهدافها ، والأدهى انه تلاها  

عملية خط ارامكو شرق/ غرب ، وحقل الشيبة ، ثم اسقاط الطائرة المسيرة الأثمن والأعظم تقنية وقدرات فوق الأراضي الايرانية والتي كانت بمثابة زلزال عسكري تبدى في الإرباك العسكري وفي الإطاحة ببولتون مستشار ترامب للأمن القومي .

ثم تتويجاً لهذه العمليات النوعية أتت عملية ارامكو بخريص وبقيق والتي تعتبر قلب الصناعات النفطية السعودية والعالم والمصالح الاميركية الأكثر أهمية .

كانت كل هذه العمليات بعد إنذار واضح وصريح من ايران وحزب الله والمقاومة بغزة والجيش واللجان الشعبية وبرغم ذلك نفذت على أفضل وجه ممكن وأحدثت اذى بليغ في الطرف المعتدي الامر الذي يشي بالعجز الفاضح وروح الهزيمة لدى اميركا وأدواتها ء، كما كانت نمطاً من حروب السايبروالتطور التقني الايراني واليمني والتي  ظهر من خلالها عجز  قاعدة العند والاسطول السابع وما يناهز ال ٧٠ الف جندي والقواعد  والأقمار الصناعية الاميركية في المنطقة والعجز الصهيوني  والسعودي الفاضح .

  اتت هذه العملية  الاستراتيجية بعد المعرض  العسكري اليمني لمنظومات الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية ،   وطرح مبادرة السلام اليمنية من قبل قائد الثورة عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي  المشاط في رسالة واضحة تؤكد جنوح اليمن للسلم برغم عناصر القوة التي يملكها لكن كانت المحصلة هزيمة تقنية واقتصادية اميركية سعودية 

وبسبب الإصرار الاميركي على المضي في العدوان على الشعب اليمني وارتكاب المجازر بين صفوف المدنيين في اليوم التالي لمبادرة السلام  .

 نفذ اليمن العملية البرية في نجران بعد حصار للقوات السعودية لمدة ٤٨ساعة وبعد إنذار صريح وواضح بان هناك عمليات اكبر من عملية ارامكووكانت العملية فضيحة عسكرية كبرى فسقوط ثلاثة ألوية سبقها سقوط لواء قبل بضعة أسابيع ب كتاف مؤشر على ان التفوق اليمني لا يقتصر على التفوق التقني بل والتفوق الميداني وبأن اليمن يستهدف اضافة للمصالح الاميركية المباشرة الذراع والأداة العسكرية الميدانية السعودية التي باتت بمثابة الساقطة عسكرياً  .

لقد جرى في هذه العمليات ارساء قواعد ومعايير عسكرية مزجت بين الحرب التقنية - السايبر - والحرب الكلاسيكية وحرب التحرير الشعبية  ، وجرى تطبيق المعايير والخطط والعلوم العسكرية بكل دقة ودينامية وبسالة مع مراعاة النبل والشرف العسكري .

لقد استخدم الجيش واللجان الخداع والمباغتة والاستدراج برغم تواضع الإمكانيات الاستخبارية مقارنة بامتلاك السعودية احدث اجهزة التجسس والاستطلاع والأقمار الصناعية ونفذ اليمنيون سلسلة من الهجمات استهدفت كسر ارادة الخصم وشل ارادته وأظهرت عجزاً لم نشهد له مثيل الا بالمعارك الكبرى.

لقد جرى قتال العدو بقطعات المشاة والمجموعات الخفيفة المتحركة في حالة مزج للحرب التقليدية وحرب العصابات وتكامل  والاستخدام الامثل لصنوف الاسلحة .

ان سقوط ثلاث ألوية يعني ان الجيش واللجان كانوا بمجابهة لقوة بحجم فرقة مجحفلة مسندة بسلاح الجو والمدفعية والقوة الصاروخية وأحدث الاسلحة والمعدات  ،  وبالعرف العسكري كان ينبغي توفير ثلاث فرق يمنية لخوض المعركة ضد القوة السعودية اي ما نسبته ثلاثة الى واحد بين القوة المهاجمة والقوة المدافعة ، لكن اتضح ان القوة اليمنية المهاجمة كانت متواضعة جداً الامر الذي يعني انها أوقعت هزيمة معنوية ونفسية وإدراكية قبل الهزيمة الميدانيةوبأن الركون للمرتزقة امر محكوم بالهزيمة فالمرتزق السعودي اتي للحصول على المال لا للقتال

من اهم المعايير العسكرية تقييم وتقدير قوة الخصم وإعداد العدة والقوة الملائمة لهزيمته لكن من الواضح ان الاستهانة والترهل الاميركي والصهيوني والسعودي هو ماتسبب بسلسلة الهزائم والإخفاقات وقد تسبب عجز السعودية الفاضح ايضاً عن فضائح للصناعات العسكرية الاميركية كصواريخ هوك ومنظومات الدفاع الجوي وفشل الباتريوت مما يسددضر للصناعات العسكرية لشركات الاسلحة الاميركية متعدية الجنسيات وقد استثمر بوتين بخطوة ذكية هذا العجز بعرضه بيع ال اس ٣٠٠ و ٤٠٠ للسعودية في رسالة لسوق السلاح الدولي 

كما تسببت عملية ارامكو بخسارة لترليوتي دولار القيمة  المتوقعة لطرح اسهمها للبيع.

ان الفشل التقني وقدرة الجيش واللجان على اختراق العمق السعودي والفشل الميداني وسقوط مثل هذا الكم من القوات السعودية دفع ترامب لارسال رسائل مع رئيس الوزراء الباكستاني والعراقي للوساطة بين اميركا والسعودية وايران  تؤسس لمرحلة جديدة وتمهد لحج اميركي سعودي امراتي  لايران ثم للجيش واللجان ،

وقد اهتدت اليمن لاختصار الزمن بتسديد ضرباتها المباشرة للمعتدي الاميركي الحقيقي لإنجاز (مهمة إيقاف العدوان)   والانتقال لفجر عالم جديد

 

ناجي الزعبي 

عمان ٢٠١٩/١٠/١

المصدر: وكالات+إضاءات