الأطماع التركية في الأرض السورية واضحة وتتوافق مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية, فكلما تمددت تركيا يزداد ميدان الرماية الإسرائيلي, تركيا هي العمق الإستراتيجي للكيان الصهيوني "اسرائيل", فيها يتم تدريب سلاح الجو الصهيوني ومنها انطلقت سابقاً الغارات الصهيونية على معهد أبحاث دير الزور او مشروع المفاعل الذري المزعوم, لو كان أردوغان صادقاً في مزاعمه لاتجه للدولة السورية لينسق معها ولو كان صادقاً لما أنشأ معسكرات اللجوء للسوريين قبل بدء الأحداث فيها, أطماع أردوغان ستتحطم على قلعة الصمود السوري, أردوغان لن ينال ألآ الخزي والعار ولن ينال لا هو ولا مشغليه الصهاينة من الأرض السورية ونهايته القريبة باتت جلية, فإقتصاده ينهار وحزبه يتفكك ويوم حسابه أضحى وشيكاً, نقدم لكم هذا المقال عن نوايا أردوغان وأطماعه في سوريا..
إضاءات
بدت الاستعدادات لعملية عسكرية تركية وشيكة في شرقي الفرات مكتملة أمس، في انتظار الساعة الصفر. العملية التي باتت، بالنسبة إلى «قسد» والفصائل السورية الموالية لأنقرة أمراً واقعاً ومسألة وقت، تَظهر الولايات المتحدة عاجزة عن فرملتها
تشهد المناطق الحدودية مع تركيا في شرقي الفرات هدوءاً حذراً، تخترقه أصوات الدبابات والآليات العسكرية التركية التي لا تزال تنفذ انتشاراً على الحدود، مُتخِذةً وضعيات عسكرية تنبئ بعمل هجومي قادم. يجري ذلك في وقت تُسيّر فيه القوات الأميركية عدة دوريات برية، وأخرى جوية، بين مدينتَي تل أبيض ورأس العين، في محاولة لطمأنة حلفائها في «قسد» الذين يخشون هجوماً تركياً وشيكاً، ويعدّون لمواجهته. ومع أن جميع المؤشرات تشي بأن العملية العسكرية التركية باتت قريبة، إلا أنها لم تنطلق بعد، وسط حديث عن إمكانية تأجيلها إلى حين التفاهم بشكل أكبر على تفاصيلها مع الأميركيين.
وبعد ساعات من تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء السبت، بأن قواته أنهت استعداداتها لشنّ «عملية على الأرض ومن الجو (...) ستبدأ في أقرب وقت، اليوم أو غداً» في المناطق الواقعة شرقي الفرات، سارعت «قسد» إلى الدفع بتعزيزات كبيرة نحو مدينتَي رأس العين وتل أبيض ومحيطهما في ريفَي الحسكة والرقة. وأفادت مصادر ميدانية، بأن «قسد دفعت ما يزيد على 3 آلاف مقاتل مع معدّات مختلفة باتجاه مناطق حدودية، لمواجهة أيّ هجوم تركي مرتقب هناك». وأشارت المصادر إلى أن «مدينة أقجة قلعة التركية شهدت تحركات غير معتادة للجيش التركي، مع معلومات عن نصب مرابض مدفعية في المنطقة». وكانت نُشرت، في وقت سابق أمس، صور جوية لمرابض مدفعية استحدثتها القوات التركية على الحدود، تضاف إلى صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر التعزيزات التي يدفع بها الجيش التركي نحو المنطقة. كذلك، عمدت «قسد» إلى تحريك أنصارها في شرقي الفرات للاحتجاج على التحركات التركية العسكرية، من خلال تنظيم تظاهرة حاشدة أمام نقطة مراقبة أميركية في بلدة تل أرقم في ريف رأس العين، بهدف الضغط على الأميركيين لدفعهم إلى الحؤول دون الهجوم التركي.
من جهتها، حاولت واشنطن تطمين حلفائها الأكراد عبر تسيير دوريات مكوّنة من سبع عربات «همر» في المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين، توازياً مع استمرار تحليق الطائرات الحربية التابعة لـ«التحالف الدولي». وعلى مستوى المواقف، حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، شون روبرتسون، من «أي عملية تركية شمال سوريا ستقوّض المصالح المشتركة بين البلدين». وأكد أن «الجانب الأميركي متمسّك باتفاق المنطقة الآمنة»، لافتاً إلى أن «وزير الدفاع الأميركي أخبر نظيره التركي بضرورة التعاون المشترك لجعل الآلية الأمنية تعمل على أرض الواقع، لكونها الطريقة الأفضل للمنطقة». وكان الرئيس التركي رأى أن «الرئيس دونالد ترامب أدرج مسألة انسحاب قوات بلاده من منطقة شرقي نهر الفرات السورية (على أجندته)، لكن من هم حوله لم يعملوا إلى الآن بتوصياته».
أعادت «الإدارة الذاتية» التلويح بملف مخيم الهول لعائلات مقاتلي تنظيم «داعش»
في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم ما يسمى «الجيش الوطني»، يوسف حمود، في تصريحات إعلامية، أن «الجيش الوطني سيشارك إلى جانب تركيا في معركة شرقي الفرات»، لافتاً إلى أن «الهجوم بات في مراحل التجهيزات الأخيرة». وحدّد حمود الهدف من المعركة بـ«المحافظة على وحدة سوريا وطرد العناصر الإرهابيين الخارجيين»، مضيفاً أن «الهدف الأهم هو إعادة اللاجئين المهجّرين قسراً إلى مناطقهم». ويربط مراقبون بين الاستعجال في الإعلان عن دمج «الجبهة الوطنية للتحرير»، وهي تجمع فصائل من «الجيش الحرّ» في محافظة إدلب مع «الجيش الوطني السوري» الذي تدعمه تركيا والمنتشر في منطقتَي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، بحاجة أنقرة إلى هذه القوات للمشاركة في العملية المرتقبة شرقي الفرات. وتأتي عملية الدمج تلك كحلقة في سلسلة ترتيبات تعدّها تركيا للمنطقة السورية الشمالية. وفي هذا الإطار، تشير مصادر مطلعة على تطورات الشمال إلى أن هنالك ما يشبه «التوافق» على أن «الجيش الوطني سيخوض معركتين، والمعركتان فيهما جزء صوَري، وجزء فعلي»، موضحة أن هاتين المعركتين «ستكونان تحت سقف التفاهمات: أولاً تأمين شريط حدودي آمن شرقي الفرات، وثانياً تنفيذ تفاهمات غربي الفرات، من فتح الطرقات وتضييق انتشار هيئة تحرير الشام مرحلياً». وتتابع المصادر أن المهمة الأولى لـ«الجيش الوطني» في شرقي الفرات ستُكلَّف بها «الفيالق: الأول والثاني والثالث، وتحديداً الفيلق الثالث المنتشر في منطقة جرابلس، وهذه الفيالق قد رفعت جاهزيتها، وهي تنتظر الأوامر لبدء العملية».
في المقابل، أكد مدير المركز الإعلامي لـ«قسد»، مصطفى بالي، أن «قواتنا لن تتردّد في تحويل أي هجوم تركي على مناطقنا إلى حرب شاملة». كذلك أعادت «الإدارة الذاتية» التلويح بملف مخيم الهول لعائلات مقاتلي تنظيم «داعش»، ومخاطر الهجوم التركي في هذا الجانب، وتأثيره على قدرة «قسد» على ضبط المخيمات لديها، في محاولة لاستدعاء الدعم الدولي لمنع الهجوم التركي. وحذرت «الذاتية»، في تصريح، من أن «أي هجوم تركي سيزعزع الاستقرار، وستكون له تبعات خطيرة مع وجود آلاف الدواعش وعوائلهم في سجون الإدارة الذاتية ومخيماتها، ما قد يصعّب السيطرة عليهم في حال تنفيذ تركيا لتهديداتها».