تخبط وارباك بين أعداء سوريا\ المهندس مدحت ابو الرب 
مقالات
تخبط وارباك بين أعداء سوريا\ المهندس مدحت ابو الرب 
المهندس مدحت ابو الرب
20 تشرين الأول 2019 , 06:05 ص

 

  رغم ان قرار الانسحاب الامريكي من سوريا لم يكن مفاجئا  الا ان الطريقه التي اخذ بها ترامب القرار كانت غريبه وسيئة كطباعه السيئة 

على كل ما اود الإشارة إليه ان هذا الموضوع أظهر التشظي والتفكك بين الحلفاء وأظهرهم بمظهر قوم ضربهم زلزال مع علمهم بقدومه . 

قيادة هذا الحلف وأعني أمريكا أثبتت انه لا صديق لها   فقد باعت حلفاؤها الاكراد بتغريده وبطريقه مفاجئه ومهينة لم تسمح لهم بالاستعداد او حتى ترتيب امورهم .
   وهروب أمريكا  بهذا الشكل يفقدها مصداقيتها كدولة عظمى . لكن هذه الدولة بدأت تهرم وعلامات الهرم تظهر بعدم قدرتها على نشر جيشها او تخبطها بأتخاذ القرارت الإستراتيجية الهامة . 
فعادة في امريكا يؤخذ القرار بعد  التحضير له باجتماعات مع مجلس الامن القومي والدفاع والخارجيه ووكالة لاستخبارات الامريكيه  اما هذا القرار فقد اخذ منفردا من ترامب والدليل على ذلك ان القوات الامريكيه انسحبت من قواعدها  تاركه خلفها معدات واجهزه وهذا ما كشفه الاعلام المصور بعد دخوله لهذه القواعد .

   اما حلف الناتو فقد  اصابه الزلزال ايضا وظهر هذا الحلف بمظهر دول العالم الثالث وكأنه جامعة الدول العربية كل يغني على ليلاه ... فأمينه العام  صرح انه يفهم تخوف تركيا وتحركها لدرء الخطر  عن حدودها ... فيما احد اعضاء الناتو  فرنسا احتحت على مهاجمة الاكراد من قبل الجيش التركي اما المانيا وكندا والنرويج فقد امتنعت عن ارسال السلاح لتركيا العضو في هذا الحلف. 

    اما حالة الارباك في دول الخليج فهي المضحك المبكي. فدول الخليج  كانت تدعم الكنتون الكردي بدفع الاموال وامريكا تسلح  حيث زار السبهان المنطقه عدة مرات فهذه الدول التي كانت تمتلك ورقة تعتقد انها رابحه ضد النفوذ التركي لم تعد تدري ما هو دورها وماذا تفعل وتبخرت كل الجهود والاموال بتغريده ترامبيه.

اما الأطراف الرئيسية المتصارعة وأقصد هنا تركيا والاكراد  فقد ظهرت على حقيقتها بأنها بلا مبادئ وبلا الحد الادنى من الاخلاق الانسانية فاردوغان يهدد اوروبا بارسال اللاجئين السورين إليها..... كما فعل في المرة السابقة  حيث القى بهم إلى مصيرهم في غياهب البحار ليغرق منهم من يغرق. ....  فقط للضغط على اوروبا التي دفعت  فيما بعد ثلاث مليارات دولار بشكل سنوي لتتوقف بعدها الهجره ولم نعد نسمع عنها. 
    اما الاكراد فلم يكونوا اكثر حرصا على المبادئ او الاخلاقا عندما هددوا بفتح السجون لداعش في حال استمر العدوان التركي. واثبتوا انهم اداه في يد الامريكي حيث كان الباب مفتوحا لهم في دمشق للتوصل الى تفاهم يتم من خلاله نشر الجيش العربي السوري على الحدود التركيه السوريه مما يفقد الاتراك الذريعه في عدوانهم ويجنب العباد والبلاد سفك المزيد من الدماء 

    اما يسمى  بالثوره السوريه فقد أثبتت انها مجرد اداه في يد التركي الذي غير اسم جيشها من الجيش الحر الى الجيش الوطني وسلحهم ونقلهم ليقاتلوا اعداء التركي بعيدا عن هدفهم المعلن وهو محاربة النظام  مما يجعل وصفهم بالمرتزقه اقل ما يمكن ان يقال .

   اما المستفيد الأكبر من كل هذا الأرباك والتفكك فقد كانت الدولة السورية التي كانت تراقب كل هذه  التطورات ... فاتخذت قرارها الجريء بنشر الجيش العربي السوري في الجزيرة السورية مؤكدة على تحرير كل شبر من أراضيها مهما اشتدت الأزمة وطال الزمن .

المصدر: وكالات+إضاءات