ما يحدث في لبنان الشقيق ، استجابة طبيعية للارتدادات التي ستصيب المنطقة
حـرب عالمـية بكـل المقـاييس ، خسـر فيها معسـكر ، وربـح فيها معـسكر آخر
ما يحــدث فـي لبنـان ، ليـس إلا تبـاشير لما سيـحدث في كـل الأنظـمة العربية
القانون الطبيعي الذي يحكم الطبيعة والانسان ، [ لكل فعل ردة فعل توازيه في الشدة ] .
عندما قامت المخابرات الأمريكية طبعاً بالتعاون مع اسرائيل بقتل الحريري الأب ، كان إيذاناً ببداية خلخلة المنطقة ، وتوطئة لتحقيق ( الفوضى الخلاقة ) التي كان من أهدافها ، تدمير سورية ، وتمزيقها ، وسحق حزب الله ، وصولاً إلى إيران ، والقضاء المبرم على أي تحرك تقدمي عقلاني في المنطقة ، وتنصيب الاسلام السياسي استكمالاً لإغلاق عقول المنطقة ، وبذلك تتحقق السيطرة الأمريكية من خلال أدواتها ، وعلى رأسها الوكيل الحصري اسرائيل ، والملوك العملاء ، والحكام الأجراء ، وتغلق الطريق أمام النفوذ الروسي الصيني ، وهذا الأهم .
منذ ذلك التاريخ ، لم يصبح لبنان ساحة للتآمر على سورية فحسب ، بل لم يسمح له بالعيش ساعة هدوء واحدة ، حيث جيء ( بسعد المسكين ، الغر ) الذي لم يدخل في حياته أي معترك سياسي ، بل كان كبقية أبناء الأغنياء ، منصرفاً إلى لذاته وشهواته ، ولما لم يتمكنوا من خلال ذلك تحقيق أهدافهم ، شنوا حرباً على حزب الله ، التي هلل لها سعد الغر ، ومن والاه ونصره من العملاء ، ومن مملكة بني سعود ، وغيرها وغيرها من أنظمة التآمر .
خسروا الحرب ، وانتصر حزب الله نصراً مؤزراً ، فكان أولُ نُذرِ توازنٍ بين معسكرين .
ولما لم يتمكن معسكر العدوان من تحقيق ما هدف إليه ، شنت الحرب على سورية ، التي لم يكن لها مثيلاً في التاريخ ، ولما كان قد اشترك فيها كل معسكر العدوان ، بكل تشكيلاته ، ولواحقه .
سارعت جميع الدول المعنية ، وجميع الحركات المستهدفة بالحرب لنصرة سورية ، فأخذت الحرب نموذجاً جديداً لحرب عالمية بين معسكرين ، بالوكالة حيناً ، وبمساهمات خلفية أحاييناً .
[ انتصرت سورية ومعسكرها ، وما بقي ليس إلا تصفيات لبعض دماملها ، ] .
هذه الحرب بنتيجتيها :
أولاً ـــ الخسران المبين لمعسكر عدواني ( سطا على التاريخ قروناً ) ، بكامل تشكيلاته وعلى رأسه أمريكا .
ثانياً ـــ نصر مؤزر ليس لسورية وحدها ، ولحلفائها ، وأصدقائها ، فحسب ، بل نصر تاريخي بكل المعايير لكل شعوب العالم ، بما فيها شعوب دول العدوان ذاتها المسلوبة الحرية .
حرب عالمية ، وخسران لمعسكر مسيطر ، ونصر لمحور آخر ، لابد وأن تخلخل جميع بنى الأنظمة المغلوبة ، وتوقظ بنى الأنظمة الرابحة للنهوض بمهماتها الجديدة .
فالأولى ــــ [ ستعيش شعوبها حالة قلقة ، تنذر بحالة مخاض ، واستفاقة ، سيولد عنها تغيير جذري شامل ، في بناها الدولتية ، وفي وعيها ، ودورها التاريخي ، وسينتج عنه فكاك لحلف الناتو ذاته ] .
والثانية ــــ [ ستعزز وحدتها ، وتطور بناها ، لمواجهة التغيير المفصلي التاريخي ، وتوقظ بناها الاجتماعية ، للنهوض بالمهمات الجديدة التي حملَّها لها التاريخ الآن . ] .
من هنا نطل على الارهاصات التي تعم لبنان ، والتي ستمزق بالتدريج البنى العتيقة ، ويولد لبنان العربي الجديد ، الذي سيضمر فيه التعصب الديني ، وستتعزز لحمته الوطنية ، وسيعود ( سعد المسكين ) إلى ممارسة هواياته التي شب عليها .
وعلينا أن نثق أن ما يحدث في لبنان الآن ، ليس إلا بداية ارهاصات وتخلخلات ستشهدها دول المنطقة ، ابتداءً من ممالك الخليج المرهونة للغرب ، التي ستمزق شعوبها كل الحجب ، التي حالت بينها وبين رؤية واقعها المذري ، ( ثروة منهوبة ، جزء للملوك والأمراء ، والباقي يسدد بدلات أجور لحماية أولئك الملوك ) ، وسيستيقظ الخليج كما المنطقة على عصر جديد .
.......نعم يحق لنا أن نعتز [ بأن سورية هي التي أعادت التاريخ إلى قاعدته ، بعد أن وضعه الغرب المستعمر قروناً على رأسه ]