مظاهرات لبنان في وسائط التواصل العربية, وحقائق ووقائع في مقال لكاتب أردني..
مقالات
مظاهرات لبنان في وسائط التواصل العربية, وحقائق ووقائع في مقال لكاتب أردني..
عبد الهادي راجي المجالي
21 تشرين الأول 2019 , 23:20 م

كتب الكاتب الأردني عبد الهادي راجي المجالي مقالاً عن مظاهرات لبنان أشار فيه لبعض ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من تفاهات وسخافات, فلبنان ليس بلد الصبايا الجميلات فحسب, بل هو بلد المقاومة التي أذلت الأعداء, بلد الفلاسفة والأدباء والشعراء, كما وهو بلد الفن الراقي, بلد فيروز والرحابنة وجوليا بطرس وغيرهن\هم من القامات الفنية الراقية, وهو البلد الذي جدد الأمل بالنصر بعدما فقدنا الأمل وتمكن منا الوهن واليأس, ولبنان هو من استعاد مفردات العزة والكرامة للأمة العربية والتي كادت ان تختفي من قواميسنا العربية, ننشر المقال لما فيه من فائدة.

إضاءات

 

لبنان: كتب عبد الهادي راجي المجالي\ كاتب عربي أردني

... أمضيت ليلتي أمس وأنا أتابع ما يحدث في لبنان, وفي ذات الوقت أتابع ردات الفعل.. للأسف لدينا النظرة مختلفة تماما, فالبعض يتعاطى مع لبنان على أنه وطن الصبايا الجميلات والدلع, لهذا تفنن في البحث عن صور النساء اللواتي خرجن للشارع, وتفنن أيضا في تعليقات غزلية بحتة.. وكأن الوضع هناك مجرد (مزحة).. أو أنه مجرد استعراض للجمال, أو أن ما يحدث في الشوارع هو حفلة صاخبة لراغب علامة

لبنان غير ذلك تماما, لبنان ليس تلك الفتاة الجميلة, وهو ليس ذاك (الدلع) في اللهجة, ولبنان لا يختصر في مراهق يبحث فقط عن صور بنات في عمر الورد كي يطلق تعليقات, تنم عن شبق وضيق أفق

لبنان هو الذي أسس حركة التنوير في العالم العربي, وهو الذي علمنا الحب والحرب, لبنان هو تلك المسافة الفاصلة بين صوت فيروز حين تغني لشادي, وبين الصاروخ الذي يدك قاعدة اسرائيلية في الجنوب.. ولبنان هو جبران وأنطوان سعادة, هو الرحابنه.. وهو فوق كل ذلك وبعد كل ذلك.. يبقى الوطن الذي تتدفق العروبة, في سفوح جباله.. حين تغتال العروبة.. ولبنان هو سعيد عقل, الذي علم الدنيا كيف تولد القصيدة جامحة مثل الخيل, التي لا تطوعها الميادين

لبنان ليس وجه نانسي عجرم, ولا فستان أليسا, ولا ألحان راغب علامة.. وهو ليس ذاك الدلع في لهجة صبية, خرجت من (جونيه) أمس كي تلتحق بأصدقائها في المسيرة, هو بوصلة العالم العربي وحين تهتز شوارعه فعليك أن تعرف, أن انعكاسات هذا الإهتزاز.. ستصل عواصم وبلدان كثيرة في المنطقة

يكفي هذا السخف المنثور على صفحات الفيس بوك, ويكفي أن يختصر لبنان فقط في الجدائل والعيون.. حتى تعرف هذا الوطن جيدا عليك أن تراه بقلبك, وليس بعيونك.. وحين تفعل ذلك على الأقل ستعرف معنى الحياة, لبنان كان وسيظل الوريد الذي يغذي عالمنا العربي, بالحب والمعرفة والقتال.. والصبر

المصدر: وكالات+إضاءات
الأكثر قراءة تفجير أجهزة
تفجير أجهزة" البيجر"،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً