كتب المحلل السياسي د. عمران زهوي عن  تطور الحروب وعن حروب الجيل الخامس مقالاً هاماً.
دراسات و أبحاث
كتب المحلل السياسي د. عمران زهوي عن تطور الحروب وعن حروب الجيل الخامس مقالاً هاماً.
د. عمران زهوي
10 تشرين الثاني 2019 , 03:15 ص

 كتب د.عمران زهوي, كاتب ومحلل سياسي, عن الحروب وعن انواع الحروب وعن حروب الجيل الخامس التي تُشن حالياً مقالاً هاماً.

المقال يعدد أنواع الحروب بدءً من حروب الجيل الأول ووصولاً بحروب الجيل الخامس بأسلوب علمي, هدف الحروب واحد وان اختلفت مسمياتها حسب أدوات العصر ومتطلباته ومفرداته, لأهمية المقال نضعه بين ايديكم لما فيه من معلومات قيمة وفوائد جمة للقارئ العربي, تتقدم إضاءات بالشكر لكاتب المقال الدكتور عمران زهوي.

إضاءات

 

المقال:

اختلفت الأساليب المتبعة من قبل الدول وجيوشها منذ معاهدة (وستفاليا ) عام 1648-1860، الى يومنا هذا، والاجيال اختلفت نتيجة تطوير الاداء والاسلحة المستخدمة، والإمكانات والميزانيات الضخمة، والتسابق بين الدول العظمى على توسيع رقعة نفوذهم في العالم، وعدم التعويل على العنصر البشري باعداد كبيرة، والقوة البرية لم تعد الأساس كما في السابق، لذلك مررنا بعدة اجيال.

 

الجيل الأول: حروب الجيل الأول استخدمت فيها الدول البنادق والمدافع البدائية لشن حروبها، واعتمدت على شن معارك بين جيشين متناحرين في أرض محددة، وبتكتيكات حربية تقليدية، وبهذا دخلت حروب القرون الـ17 و الـ18 والـ19 ضمن هذا التعريف، ومن أمثلتها الحروب النابليونية في أوروبا عام 1803-1815.

 

أما الجيل الثاني: فظهر خلال الحرب العالمية الأولى بظهور المعدات العسكرية الحديثة كالمدرعات الثقيلة والطائرات المقاتلة، وتميزها بشن ضربات استباقية بالمدفعيات والطائرات، بهدف إحداث خسائر كبرى للعدو.

 

في حين أن الجيل الثالث: اعتمد بشكل أساسي على التطور التكنولوجي للقوة العسكرية، وخصوصاً ظهور الدبابات وتطور صناعة الطائرات المقاتلة ونظم الأتصالات، والتي أتاحت القيام بمناورات عسكرية لم تكن موجودة من قبل، هذا بالإضافة إلى الاعتماد على عنصر السرعة والمفاجأة وهو ما عرف “بالحرب المتحركة”، والتلاعب العقلي بالخصم لتحطيمه من الداخل، وهو ما اعتمدته القوات الألمانية خلال الحربين العالميتين، وفي الحرب العربية الصهيونية عام 1967.

 

أما حرب الجيل الرابع: فاعتمدت على أسلوب حرب العصابات، فبحسب المحلل السياسي الأمريكي “بيل ليند”، يعتمد الجيل الرابع على الجماعات والعصابات الإرهابية مثل «داعش والقاعدة وطالبان» لشن عمليات نوعية، دون الحاجة إلى أرض معركة تقليدية كما في السابق، ولا لنقاط التقاء بين جيشين متصارعين.

 

-حروب الجيل الخامس واهدافها.

 

1-مع تطور وسائل الإعلام، والسوشال ميديا والتي تعد من أهم الوسائل المستخدمة في حروب الجيل الخامس، تم استغلالها في إدارة العلاقات بين الدول، وصناعة رأي عام معارض للسلطة السياسية في الدولة، وذلك لإضعاف قدرتها على الضبط والتحكم في العلاقة بين المجتمع والدولة.

 

2-إن تكلفة استخدام القوة العسكرية عالية جداً، وتعمل على استنزاف القوة الاقتصادية للدول، لذلك عمدت هذه الدول إلى خلق ما يسمى “الحرب الأقل تكلفة”.

 

أخيراً: قدرة الدول على عقد تحالفات، أو ما يعرف بمفهوم “التشبيك” مع كيانات وتنظيمات وأفراد غير حكومية لممارسة سلوك عدواني، مستغلة بذلك التطور الحاصل في دور هذه الكيانات في العلاقات الدولية، ومبتعدة بذلك عن مفهوم التحالفات التقليدي، وهذا يعني أن الجيلين الرابع والخامس من الحروب يختلفان كلياً عن الأجيال السابقة بعدم اعتمادهما على ساحة قتال لشن هجمات فيها، وهذا ما استخدم في عالمنا العربي بما يسمى (بالربيع العربي) وهو ما وصلنا اليه اليوم في لبنان وكل دلالته واضحه، طبعاً بغض النظر ان هناك الكثيرين نزلوا الى الشارع عفوياً وما يزالون حاملين في اجندتهم الهم الوطني ومحاربة الفاسدين، ولكن نجح الأمريكيون مع ادواتهم الداخلية بركوب الحراك الى حد ما في بعض المناطق، ولكن وعي الشعب اللبناني كان لهم بالمرصاد، فتلاشت وفشلت مخططاتهم واجنداتهم بشكل كبير.

 

حمى الله لبنان وشعبه، على امل ان تقوم السلطة بدورها تجاه المواطنين، كي لا نصل الى يوم يهدد الأمن الوطني والاستقرار الإجتماعي البلاد..وإلا على لبنان السلام.

المصدر: وكالات+إضاءات