كتب الاستاذ محمد محسن عن صراع أمريكا الأخير مع شعوبنا مقالاً هاماً..
أخبار وتقارير
كتب الاستاذ محمد محسن عن صراع أمريكا الأخير مع شعوبنا مقالاً هاماً..
محمد محسن
12 تشرين الثاني 2019 , 04:54 ص

أرادت أمريكا الهيــمنة علـى العـالم ، وبغــرور المنتـصـر هاجـمت دول المنـطقة
هـزيمة أمريكا هــي : هـزيمة لإسرائيل ، وهـزيمتهما ، انتصار لشعوب المنطقة
لن تتخلى أمريكا عن سيطرتها ، قبل تفـجير كـل ألغـامها ، واستنفار كل عمـلائها


الكل الوطني يتمنى أن لا تذهب الأمور في لبنان والعراق ، إلى مواقع التصادم والاقتتال ، ولكن لا يجوز أن ننسى أن الغرب بكل دوله وأذرعه ، وبخاصة أمريكا ، لا يمكن أن يخرج مزموماً مدحوراً ، إلا بعد أن يفجر كل الألغام التي زرعها ، ويزج ببقايا الإرهابيين المختبئين، ويحرك العملاء ، والطابور الخامس والسادس ، وحتى الذين في قلوبهم زِيغٌ مذهبي ، والكثير ممن كانوا محسوبين على ماركس ، أو ناصر ، أو البعث ، وإذا بهم تظهرهم الحرب على حقيقتهم ، ( من فصيلة المثقفين القشريين ) ، سيدفع بكل هذه القطعان ، إلى ساحات العراق ولبنان ، ساعياً لعرقلة المعركة الحسم ، معركة الخلاص التي باتت في الربع الأخير .
ليس هيناً ، بل أجده أحياناً أقرب للمستحيل ، أن يقتنع من رهن حياته ومصيره كابراً عن كابر إلى العمالة لأمريكا ، أومن عاش تحت حمايتها ، أن هناك حد أدنى من احتمال هزيمتها !!، حتى وكل من يعتقد حد الجزم القاطع أن أمريكا الكلية القدرة ، والتي تحرك السياسات العالمية بإصبعها ، [ القوية ، القادرة على فعل أي أمر تريد ] ، يمكن أن تهزم !!.
، ومن ولد وشب وكبر ، وهو يرى اسرائيل الوكيل الحصري لأمريكا ، تمسك ( المساس ) لتضرب به من يحاول الخروج على الصف الأمريكي .
كل هؤلاء لا يمكن أن يسلموا أن أمريكا ستترك البلاد والعباد وسترحل ، وتترك محميتها اسرائيل ، مكشوفة بدون غطاء ، وكذلك محمياتها الخليجية .
.
أما الخاسر الأكبر فهي ( حركات الاسلام السياسي ) وعلى رأسها الوهابية ، والاخوانية ، والتي كانت الأدوات الأهم لأمريكا وعملائها ، في تدمير البلاد والعباد ، والتي كانت واثقة من استلام مقاليد الحكم في جميع الدول الاسلامية ، بناءً على الوعود الأمريكية ، التي أوصلت مرسي ، والغنوشي ، والتي كانت تثق أن سورية على بعد أيام أو أسابيع من السقوط ، وتكون احدى الولايات الاسلامية .
كل هؤلاء خسروا حروبهم ، وخسروا معها أحلامهم ، وعلى رأسهم اسرائيل ، التي تعيش حالة هلع حقيقية ، فالصغير ، والكبير فيها ، وبخاصة الرأسمالي (الجبان) ، لابد وأنه يناقش بينه وبين نفسه (سناريو) حرب قادمة ، يتخيل آلاف الصواريخ تنهال على مطاراته ، ومدنه ، وشركاته ، وعلى (ديمونة) ذاتها ، من ايران ، والعراق ، وسورية ، وحزب الله ، وغزة ، ولن ينسوا الخصم الجديد اليمن الذي أضيف إلى معسكر أعدائها .
العاقل منهم (سَيُلَمِّسُ) على رأسه ، وسيفكر بالهرب ، وسيعمل على لملمة أمواله سعياً وراء الخروج الآمن ، وهذا ليس تمنٍ ، بل هو اكتشاف .
وسيضيف إلى خوفهم خوفاً قول الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) :
[ الناتو في حالة موت سريري ] ، وهذه حقيقة ، ـــ كنت قد أشرت إلى انتهاء دوره منذ أربع سنوات ـــ .
وسيتذكرون دمار أرامكو ، والفجيرة ، (وسيتساءلون أين البتريوت الأمريكي ؟) .
وما سيزيدهم هلعاً قول الرئيس الأمريكي ترامب ذاته [ الطازج ] :
(لولا منا لسقطت السعودية بأسبوع واحد ، ولولا السعودية لغادرت اسرائيل) ، من هنا يحق لنا الربط الوجودي ، بين الوجود الإسرائيلي ــــ الخليجي ، وبين الوجود الأمريكي ـــ .
وأنا أثق أنهم لايزالون يتذكرون فاجعة هروب الجيش ( الذي كان لا يقهر) أمام بعض من مقاتلي حزب الله الشجعان ، عام / 2006 / ؟؟.
إذا أضفنا لكل هذا التحولات الدراماتيكية ، التي تحدث في حديقة أمريكا الخلفية ( أمريكا اللاتينية ) ونجاح اليسار ، في الارجنتين ، وكوبا ، وفنزويلا ، والذي انضم إليهم المناضل البرازيلي ( لولا دي سلفا ) الذي خرج من السجن ما قبل البارحة ، والذي تعهد بإعادة اليسار إلى البرازيل .
نعم [ اسقطوا المناضل ابن الشعب الأمريكي الأصيل [ ايفو مورالس ] ولكن هذا انتصار من عشرات الخسائر التي منيت بها أمريكا ، ومنها فشلها في فنزويلا [ مدورو ] ، ولكن المتفحص يدرك أن هذه الخسارة ستكون درساً لليسار في أمريكا اللاتينية . ولابد أن تعود بيليفيا التي روت دماء المناضل الأممي [ غيفارا ] أراضيها ، وبصحبتها البرازيل برازيل [ لولا دي سلفا ] إلى المعسكر الساعي للحرية .
خسران أمريكي على جميع الساحات ، وما تفجير المجتمع في لبنان والعراق ، سوى المحاولة الأخيرة لإنقاذ سمعتها التي تحطمت على أرض الشرق العربي ، وكل خسران لأي ميدان يتقدم على حسابها ، القطب المشرقي الذي تقوده روسيا الوارثة ( للمرحلة السوفييتية ذات المحتوى الأخلاقي ) و( الصين التي ورثت ثورة " ماو تسي تونك " البلوريتارية العظيمة .
وإذا ما أضفنا إلى خصائص هذا القطب الانسانية ، [ عواطف الشرق ، وأبعاده الانسانية ــــ الاجتماعية ـــ التي تحميها فلسفات الشرق ] ، والتي لم تغتلها بعد الحضارة الغربية الاستهلاكية ، التي رسخت الفردية ، وشيئت الانسان . وحولته إلى انسان استهلاكي ، المستعد لتدمير البشرية من أجل مصلحته الفردية ، والتي باتت تشكل خطراً حقيقياً على حضارة البشرية ، لأنها اغتالت قيم الحب ، والتعاضد الانساني ، ورسخت " غريزة اللذة " وسخرت التقدم العلمي لا لرفاه الانسان ورقيه ، بل للسيطرة عليه وعلى مقدراته .
لذلك قررت حركة التاريخ انقاذ التاريخ.

المصدر: وكالات+إضاءات