أرادت أمريكا الهيــمنة علـى العـالم ، وبغــرور المنتـصـر هاجـمت دول المنـطقة
هـزيمة أمريكا هــي : هـزيمة لإسرائيل ، وهـزيمتهما ، انتصار لشعوب المنطقة
لن تتخلى أمريكا عن سيطرتها ، قبل تفـجير كـل ألغـامها ، واستنفار كل عمـلائها
الكل الوطني يتمنى أن لا تذهب الأمور في لبنان والعراق ، إلى مواقع التصادم والاقتتال ، ولكن لا يجوز أن ننسى أن الغرب بكل دوله وأذرعه ، وبخاصة أمريكا ، لا يمكن أن يخرج مزموماً مدحوراً ، إلا بعد أن يفجر كل الألغام التي زرعها ، ويزج ببقايا الإرهابيين المختبئين، ويحرك العملاء ، والطابور الخامس والسادس ، وحتى الذين في قلوبهم زِيغٌ مذهبي ، والكثير ممن كانوا محسوبين على ماركس ، أو ناصر ، أو البعث ، وإذا بهم تظهرهم الحرب على حقيقتهم ، ( من فصيلة المثقفين القشريين ) ، سيدفع بكل هذه القطعان ، إلى ساحات العراق ولبنان ، ساعياً لعرقلة المعركة الحسم ، معركة الخلاص التي باتت في الربع الأخير .
ليس هيناً ، بل أجده أحياناً أقرب للمستحيل ، أن يقتنع من رهن حياته ومصيره كابراً عن كابر إلى العمالة لأمريكا ، أومن عاش تحت حمايتها ، أن هناك حد أدنى من احتمال هزيمتها !!، حتى وكل من يعتقد حد الجزم القاطع أن أمريكا الكلية القدرة ، والتي تحرك السياسات العالمية بإصبعها ، [ القوية ، القادرة على فعل أي أمر تريد ] ، يمكن أن تهزم !!.
، ومن ولد وشب وكبر ، وهو يرى اسرائيل الوكيل الحصري لأمريكا ، تمسك ( المساس ) لتضرب به من يحاول الخروج على الصف الأمريكي .
كل هؤلاء لا يمكن أن يسلموا أن أمريكا ستترك البلاد والعباد وسترحل ، وتترك محميتها اسرائيل ، مكشوفة بدون غطاء ، وكذلك محمياتها الخليجية .
.
أما الخاسر الأكبر فهي ( حركات الاسلام السياسي ) وعلى رأسها الوهابية ، والاخوانية ، والتي كانت الأدوات الأهم لأمريكا وعملائها ، في تدمير البلاد والعباد ، والتي كانت واثقة من استلام مقاليد الحكم في جميع الدول الاسلامية ، بناءً على الوعود الأمريكية ، التي أوصلت مرسي ، والغنوشي ، والتي كانت تثق أن سورية على بعد أيام أو أسابيع من السقوط ، وتكون احدى الولايات الاسلامية .
كل هؤلاء خسروا حروبهم ، وخسروا معها أحلامهم ، وعلى رأسهم اسرائيل ، التي تعيش حالة هلع حقيقية ، فالصغير ، والكبير فيها ، وبخاصة الرأسمالي (الجبان) ، لابد وأنه يناقش بينه وبين نفسه (سناريو) حرب قادمة ، يتخيل آلاف الصواريخ تنهال على مطاراته ، ومدنه ، وشركاته ، وعلى (ديمونة) ذاتها ، من ايران ، والعراق ، وسورية ، وحزب الله ، وغزة ، ولن ينسوا الخصم الجديد اليمن الذي أضيف إلى معسكر أعدائها .
العاقل منهم (سَيُلَمِّسُ) على رأسه ، وسيفكر بالهرب ، وسيعمل على لملمة أمواله سعياً وراء الخروج الآمن ، وهذا ليس تمنٍ ، بل هو اكتشاف .
وسيضيف إلى خوفهم خوفاً قول الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) :
[ الناتو في حالة موت سريري ] ، وهذه حقيقة ، ـــ كنت قد أشرت إلى انتهاء دوره منذ أربع سنوات ـــ .
وسيتذكرون دمار أرامكو ، والفجيرة ، (وسيتساءلون أين البتريوت الأمريكي ؟) .
وما سيزيدهم هلعاً قول الرئيس الأمريكي ترامب ذاته [ الطازج ] :
(لولا منا لسقطت السعودية بأسبوع واحد ، ولولا السعودية لغادرت اسرائيل) ، من هنا يحق لنا الربط الوجودي ، بين الوجود الإسرائيلي ــــ الخليجي ، وبين الوجود الأمريكي ـــ .
وأنا أثق أنهم لايزالون يتذكرون فاجعة هروب الجيش ( الذي كان لا يقهر) أمام بعض من مقاتلي حزب الله الشجعان ، عام / 2006 / ؟؟.
إذا أضفنا لكل هذا التحولات الدراماتيكية ، التي تحدث في حديقة أمريكا الخلفية ( أمريكا اللاتينية ) ونجاح اليسار ، في الارجنتين ، وكوبا ، وفنزويلا ، والذي انضم إليهم المناضل البرازيلي ( لولا دي سلفا ) الذي خرج من السجن ما قبل البارحة ، والذي تعهد بإعادة اليسار إلى البرازيل .
نعم [ اسقطوا المناضل ابن الشعب الأمريكي الأصيل [ ايفو مورالس ] ولكن هذا انتصار من عشرات الخسائر التي منيت بها أمريكا ، ومنها فشلها في فنزويلا [ مدورو ] ، ولكن المتفحص يدرك أن هذه الخسارة ستكون درساً لليسار في أمريكا اللاتينية . ولابد أن تعود بيليفيا التي روت دماء المناضل الأممي [ غيفارا ] أراضيها ، وبصحبتها البرازيل برازيل [ لولا دي سلفا ] إلى المعسكر الساعي للحرية .
خسران أمريكي على جميع الساحات ، وما تفجير المجتمع في لبنان والعراق ، سوى المحاولة الأخيرة لإنقاذ سمعتها التي تحطمت على أرض الشرق العربي ، وكل خسران لأي ميدان يتقدم على حسابها ، القطب المشرقي الذي تقوده روسيا الوارثة ( للمرحلة السوفييتية ذات المحتوى الأخلاقي ) و( الصين التي ورثت ثورة " ماو تسي تونك " البلوريتارية العظيمة .
وإذا ما أضفنا إلى خصائص هذا القطب الانسانية ، [ عواطف الشرق ، وأبعاده الانسانية ــــ الاجتماعية ـــ التي تحميها فلسفات الشرق ] ، والتي لم تغتلها بعد الحضارة الغربية الاستهلاكية ، التي رسخت الفردية ، وشيئت الانسان . وحولته إلى انسان استهلاكي ، المستعد لتدمير البشرية من أجل مصلحته الفردية ، والتي باتت تشكل خطراً حقيقياً على حضارة البشرية ، لأنها اغتالت قيم الحب ، والتعاضد الانساني ، ورسخت " غريزة اللذة " وسخرت التقدم العلمي لا لرفاه الانسان ورقيه ، بل للسيطرة عليه وعلى مقدراته .
لذلك قررت حركة التاريخ انقاذ التاريخ.