الخاسر من مقاطعة روسيّا هي أوروبا.
الأوروبي يصنّع العداء الروسي و السعودي يصنّع العداء الأيراني.
كتب: المحامي محمد احمد الروسان
عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
ما زلت أحسب وأعتقد، انّ مستقبل العالم يتقرر ضمن عقيدتين اثنتين: امّا علاقات تسودها المواجهة والهيمنة، أو بالتعاون والتنمية في ظل فرض عالم متعدد الأقطاب، بسبب الفعل الروسي والصيني وجلّ دول البريكس وعلى رأسها الهند، وعبر الفالقة السورية ومسارات خطوط أنابيب النفط والغاز. يتجسّد وبتجذّر في شخص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثنائية هيلاري كلنتون وباراك أوباما – قابلة للتطور كثلاثية عبر جون بايدن مثلاً، وبعبارة أوضح: تجد فيه العنصرية البيضاء في هيلاري واستتباعاً في جون بايدن، والحقد على لون الذات في أوباما، كون المشغّل واحد(البلدربيرغ الأمريكي رغم الأنقلاب الأبيض داخل نواته، بين دولة الظل العميقة الجديدة، والتي رأت في ترامب امتداد لها، بعكس الدولة العميقة الكلاسيكية والتي ترى في هيلاري وأوباما امتداد لها وبالتالي لاحقاً قد يكون بديلهما جون بايدن)، وأمريكا ما زالت كما هي من الداخل لم تتغير وان تغير الرئيس، فالأخير عنوان حكومة الأتوقراطية الأمريكية الداخلية حكومة الأغنياء"طبقة الأرستقراطيين الأغنياء" وأداتهم التنفيذية المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فأمريكا لا يغيّرها حاكم، لأنّه افراز المناخ الداخلي وتشابكاته الخارجية والداخلية في حكومة الخفاء الأشباح نتاج البلدربيرغ، لا بل هو صدى المصالح الطبقية الحاكمة، والأخيرة يعبر عنها الكونغرس الأمريكي بكارتلات أعضائه كممثلين للشركات والمصانع. ويبدو أنّ ادارة الرئيس ترامب ومن خلفها كارتلات حزبه الجمهوري، اقتنعوا جميعاً بكلام(يونغ سوك لي، ضابط مخابرات أمريكي عامل)هو نائب مساعد مدير مركز مهمة كوريا(كبرنامج في السي أي ايه)عندما قال: أن الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ أون، هو سياسي مغرق بالعقلانية والحكمة، يخطط للبقاء في الحكم لأكبر فترة ممكنة ويموت في السرير. وكباحث ومتابع ومراقب، أرى أنّ هذا هو الرأي السائد في أروقة المجتمع المخابراتي الولاياتي الأمريكي بجانب آراء سائدة أخرى، يشكل قرائن قطعية تصل درجة الأدلة القطعية، وثمة فجوات عميقة بين كوادر الصفوف الثانية والثالثة في جهاز المخابرات الأمريكي من جهة، وادارة الرئيس دونالد ترامب(وخاصةً مجلس الأمن القومي الأمريكي)بل وترامب نفسه من جهة أخرى ازاء السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ومنها الملف الكوري الشمالي، والملف الصيني، والملف الأوروبي، والملف الأيراني، والملف الروسي، وملف الصراع العربي الأسرائيلي، والملف الأوكراني، وملف تركيا ودول أسيا الوسطى والدور التركي فيها كمغفر متقدم للناتو ازاء روسيا والحدائق السابقة لموسكو في جلّ أسيا الوسطى حيث بدأ العبث بها وفيها ومن جديد وبشكل أعمق، بعد ارسال بوتين لقاذفتين نوويتين استراتيجيتين الى فنزويلا مؤخراً، والأخيرة حدائق خلفية لليانكي الأمريكي، وكذلك ازاء أساس كل الملفات السابقة، الملف السوري كفالقة استراتيجية وكقطب رحى لجلّ مكونات سلال ملفات الخلافات الدولية السابقة والقادمة. واضح أنّ الدولة العميقة في واشنطن، تعتبر ترامب طارئاً عليها ومؤقتاً، وبأنّها من القوّة بمكان بحيث تحجمه أو ربما تنهي ولايته قبل الانتخابات الرئاسية 2020 م أو على الاقل افشاله، ومشكلة الرئيس ترامب أنّ جمهوره الأنتخابي من الطبقة ذات الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى وجزء كبير من الريف – ثمة انزياحات من الشريحة العليا في الطبقة الوسطى داخل المجتمع الامريكي نحو ترامب، قد تصل الى استدارة كاملة، فيتعاظم جمهوره في انتخابات 2020 م مما قد يفشل توجهات ومخططات الدولة العميقة في افشاله، وأيضا من أصحاب الوظائف المتوسطة وهذا نفس جمهور أودلف هتلر، مع فارق عن أودلف هتلر أنّ الرأسمالية كانت مع هتلر انتخابياً، وفي حالة ترامب المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي هو مع البنتاغون والكونغرس، أي أنّ نسبة الشارع مع ترامب كل نسبة رأس المال مع خصومه، وخصوم الرئيس ترامب يعتبرون أنّ العداء لروسيا هو ماكينة تشغيل الجيش عالمياً، كون الأقتصاد الأمريكي وبشكل دائم التأكيد على انّه اقتصاد حروب قائم على الحروب، قطعاً وفصلاً الرئيس ترامب ليس ضد هذا، ولكنه مع محاولة توريط روسيّا لتقاسم العالم وابعادها عن الصين لمنافسة أو ضرب او اضعاف الصين، عبر حروب الوكالة القادمة في بحر الصين الجنوبي والتوترات فيه، عبر استخدام واشنطن للدول الاخرى المطلة عليه كبيادق أمريكيه في اشغالات للصين عن رؤيتها أو على الأقل اعاقتها(نلحظ أنّ خطوط الغاز بدأت تترسم عبر قوّة سيبيريا الى الصين بصفقات تتجاوز 600 مليار $). الرئيس ترامب تواجهه مشكلة أوروبا التي ضاقت ذرعاً بالضغط الأمريكي(لاحظنا ذلك في قمة الناتو الاخيرة في بريطانيا والتباينات الاوروبية الامريكية)، وان كانت أوروبا هي مؤسسة العداء لروسيّا، لكنها غير قادرة على فك الهدنة مع موسكو لأسباب منها ملف الطاقة وتشعباته ومسارات أنابيبه عبر الفالقة السورية وغيرها، وفي نفس الوقت وذاته غير قادرة على الخروج من طاعة شريكها التجاري المالي الأمريكي، وما نتيجة حاصل السنوات الست الماضية تحديداً، أنّ الخاسر من مقاطعة روسيّا هي أوروبا، لا بل أن تجربة العقوبات السابقة على روسيّا، دفعت موسكو الى شكل ما من الأنسحاب نحو دواخلها الجغرافية والمناخية، أي تحريك وتطوير الصناعة والزراعة والتجارة والأستثمارات في الداخل، مما أفقد أوروبا سوقاً هائلة جداً، قادت بشكل أو بآخر الى خروج بريطاني من الأتحاد الأوروبي(بريكست) وقريباً فرنسا عبر(فيركست)، بعد أنّ أدّت لندن دورها كحصان طروادة في داخل الأتحاد الأوروبي للسيّد الأمريكي والسيّد الصهيوني. من ناحية أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وان كان اقتصادها قائم على الحروب، الاّ أنّ جلّ اقتصادها متخارجاً، وخاصةً أنّ الشركات الأمريكية التي خرجت الى الصين والهند(كبعض شركات صناعة الحاسوب من وادي السيلكون وشركات صناعة السيّارات كفورد وغيرها)ليس سهلاً كان الحال عليها، لأنّ تخفيض الضرائب عليها كما يزعم الرئيس ترامب لا يوازي أو يغطي أرباحها من تدني الأجور العاملة في الخارج الأمريكي، بالمقارنة نجد رأس المال ليس متحمساً للمقاطعة، وان كان رأس المال الأمريكي دفع ترامب الى فرض ضرائب على منتجات الشركات الأمريكية التي غادرت الى الخارج لدفعها الى العودة ولكنه فشل في ذلك، فلجأ الى التهديد بقانون جاستا الأمريكي بحق الرياض وقطر وغيرهما من مملكات القلق العربي على الخليج، فنال ما نال من الرياض وقطر وسينال المزيد، ويوظف الجميع ضد الجميع، وليس من مصلحة أمريكا حل الأزمة الخليجية، لا بل يسعون الى تقسيم السعودية عبر التسليح لساحات أخرى، وخاصة بعض الأطراف العراقية في الساحة العراقية، في حين أبو ظبي تدفع بصمت وأكثر مما يتصور البعض، وعلى جلّ دول الخليج أن تساهم في تنفيذ برنامج الرئيس ترامب في الداخل الأمريكي مقابل حمايتها. وهل تناقض المواقف لدى الرئيس الجدلي ترامب ازاء ملفات الخلافات الأمريكية الأوروبية(ملف القدس وجلّ القضية الفلسطينية وحركة الأستيطان والملف الأيراني مثلاً)من شأنها أن ترفع القيود وتحرّر القرار الأوروبي؟ وهل خيارات الرئيس الأمريكي أحرجت حلفائه والأمم المتحدة، قبل أن تحرج خصومه وأعدائه؟ هل يقود دونالد سفينة واشنطن دي سي نحو العزلة الكونية، وبالتالي تتجه الولايات المتحدة الأمريكية كي تكون قلعة أممية لوحدها بسبب جدلية الرئيس الحالي ترامب وزئبقيته المفرطة؟. الجمهوري ترامب يفتح معركة مع ايران الان بعد فشل توظيف مظاهرات 2017 م وبعد فشل أيضاً، توظيفات الاحتجاجات الاخيرة في ايران لخدة الأهداف الامريكية والاسرائيلية في الداخل الايراني، وبعد هزيمة داعش من قبل سورية وروسيّا وايران وحزب الله والقوّات الرديفة والحليفة الأخرى.
ملاحظة: في نهاية هذا الاشتباك السياسي، هناك رابط يوتيوبي، مقابلة الكاتب مع قناة الكوثر الفضائية بجزئين: كيف اجتازت ايران الاحداث الاخيرة بامتياز وأفشلت المخططات الخارجية؟.
وهنا نلحظ مروحة مؤشرات تزايد تناقضات ترامب مع حلفائه الأوروبيين بسبب معركته مع طهران، عبر ذريعة حركة الأحتجاجات الأخيرة، ويعي الأوروبي الى حد ما أن هذا النهج الأمريكي هو لأستعادة المبادرة الدولية وروحها بعد هزيمة داعش، وممارسة لاستراتيجية مراكمة الضغوط على ايران لتقدم تنازلات في ملفات الصورايخ البالستية، وموضوع اليمن والكف عن نقل السلاح وتقنية الصواريخ ومسارات تطورها بجانب مستلزماتها، والهدف في النهاية بعد طهران هي تركيا، لذا رأينا شراسة الموقف التركي في دعم ايران، ليس حبّاً بطهران وانما خوفاً من مخططات أمريكا القادمة بحق أنقرة، والموقف الأشرس في دعم ايران بلا أدنى شك هو الموقف الروسي والمتفاقم في الدعم وشراسة الأدوات الروسية، ازاء خاصرتها الجنوبية(ايران) كخاصرة ضعيفة الى حد ما. انّ الكباش الداخلي الذي جرى ويجري في ايران تموضع ويتموضع في التالي: احتراب النخبة السياسية في النظام الجمهوري القائم، والمس بالرعاية الاجتماعية للطبقات الفقيرة، والأزمة الاقتصادية التي يتداخل فيها تأثير الحصار المالي والعقوبات بتهم فساد(تحاربها طهران بقوة لملفات الفساد الداخلي، باشراف وتوجيه من المرشد وحكومة روحاني). الديمقراطيون في أمريكا عندما كانوا في الحكم، مارسوا استراتيجية الأستنزاف في المنطقة والعالم والأدارة من الخلف على مدار تسع من السنيين، والجمهوريون حتّى اللحظة يمارسون استراتيجية تفكيك الأحلاف، من خلال تعميق استراتجيات البلبلة لتعميق الفوضى، بعبارة أخرى هم يمزجون بين الأستراتيجيتين ليخرجوا بكوكتيل استراتيجيات تذهب بالولايات المتحدة الأمريكية نحو المزيد من المتاهات، والبدء من بحر الصين الجنوبي والعلاقات مع تايوان، وتفكيك العلاقات الروسية الصينية باعطاء روسيّا مزيد من النفوذ في مجالاتها الحيوية وخاصة مساحات أوروبا الشرقية وفي سورية، والتصعيد ازاء ايران لدفعها للتنازلات في موضوعة الصواريخ البالستية، وفي حالة الفشل سيمارسون سياسات تمييع العلاقات مع طهران. وهذا الأوان الدولي والحالة، وبعد مرور أزيد من ثلاثة أعوام على حكم الجمهوري لأمريكا، استولدت كارتلات كوادر الحزب الجمهوري استراتيجية حديثة ازاء ايران والمنطقة، يمكن تسميتها باستراتيجية(الثنائي كوشنير بيبي)حيث أجندة كوشنير وما يمثله في الداخل الأمريكي ونتنياهو ازاء ايران وحلفائها والمنطقة واحدة. لا شك أنّ القوام الجيو– سياسي السوري، يمارس ويتفاعل بقوّة على مجمل مكونات الخارطة الجيو – سياسية الشرق الأوسطية، وكما تشير معطيات التاريخ والجغرافيا، إلى أنّ تأثير العامل السوري، كعامل إقليمي حيوي في هذه المنطقة، تتطابق آليات عمله وتأثيره، مع مفهوم العامل الجغرافي الحتمي، والذي تحدث عنه جميع خبراء علم الجيويولتيك، وعلم الجغرافيا الإستراتيجية، وعلم الجغرافيا الإقليمية، وحتّى علم الجغرافيا المناخية، حيث تؤكد معطيات العلم الأخير، بأنّ الطبيعة المناخية لدول الجوار الإقليمي السوري، لن تستطيع مطلقاً الإفلات من تأثيرات العامل المناخي الدمشقي، فهل استعدت عمّان ولبنان والعراق وتركيا لذلك جيداً، بعض الساحات الأحتجاجات تتصاعد فيها وتتحول من الأجتماعي الى السياسي؟. الأمريكي وبتوجيه من البريطاني، حيث الأخير يدير الأول، حاولا انتزاع قيمة سورية الجيوبوليتكية، عبر محاولات انشاء منطقة عازلة في الشمال السوري عزل سورية عن تركيا وأوروبا(نشر التركي لمنظومات دفاع جوي في دار عزّة على الحدود مع سورية بحجة الكرد في عفرين؟ أم أنّه محاولة عاشرة لأنشاء منطقة عازلة هناك؟)، ويستوليان على الشمال الشرقي لسورية والجنوب الشرقي وجلّ الشرق السوري الى الجنوب، فتحيلان سورية الى جزيرة معزولة عن أوروبا وأسيا جيوبوليتيكيّاً(وفشلا فشلاً ذريعاً، ونتائج لغة الميدان السوري طاغية، والجيش السوري في جلّ الجغرافيا السورية، والمعركة الأهم وفي الظل بدأت في استعادة ادلب وشطب جبهة النصرة هناك). بعبارة أخرى تعزل سورية عن فلسطين المحتلة وقضيتها وصراعها الأستراتيجي، فتنتهي قيمة الجغرافيا الأستثنائية التي تتمتع بها سورية، فالمعركة والصراع هو على هذه الحغرافيا قبل أن تكون ويكون على السياسة في سورية ونسقها، لقد فشلوا جميعاً، والجيش السوري يقاتل الآن على سفوح جبل الشيخ واستعادة بيت جن خازوق بعقد في ايست الأسرائيلي الصهيوني المحتل. وسورية هي المنفذ الوحيد المتصل بين كل البر الأسيوي والبحر المتوسط، وحاول جلّ السفلة في الحدث السوري من الطرف الثالث من أصلاء ووكلاء عبر حرب البروكسي، الأستيلاء على شرقها من التنف وحتى السويداء(ما زالوا يحاولون وسيفشلوا)، ليصار الى قضم هذه الميزة الجيوبوليتيكية وتحويلها الى شبه جزيرة بمنفذ وحيد على البحر المتوسط، كما حاولوا الأستيلاء على وبعض من القنيطرة لكي تكون سورية عزلت بشكل كلي عن القضية الفلسطينية، لأخراجها من الصراع مع "اسرائيل" ليصار الى تصفية القضية الفلسطينية وعلى حساب الجغرافيا والديمغرافيا الأردنية ليس عبر مفهوم الوطن البديل بل النظام السياسي البديل بديمغرافيات جديدة حالية ولاحقة(قرار ترامب بخصوص القدس، وقرار ادارته انّ المستوطنات تتسق مع القانون الدولي، وقرار حزب الليكود الحزب الحاكم بضم الضفة الغربية المحتلة، وتوجهات نتنياهو بضم غور الاردن وأراضي شمال البحر الميت، مع قرار الكنيست الصهيوني في اقرار قانون أساس القدس بالقراءة الثالثة، وهو انعكاس لقرار المجرم ترامب، وقمم الرئيس دونالد ترمب مع غلمان مملكات القلق العربي على الخليج، واجتماعات جيراد كوشنير في دار الندوة في الرياض، للقضاء على الأسلام المحمدي المتنور، كل ما ذكر سابقاً هو تظهير لما شرحت وأوضحت). نعم لسورية قيمة فالقيّة جغرافية استراتيجية فريدة من نوعها، بجانب أنّها نقطة تقاطع بين أسيا وأوروبا وأفريقيا، انتزعت فلسطين عبر بلفور فعزلت الشام عن أفريقيا، واليوم يراد عزلها عن أوروبا شمالاً وأسيا شرقاً وشمال غرب أسيا أيضاً بشكل خاص، حيث مفاتيح الأخيرة دمشق ومن يملك المفتاح السوري يملك جلّ أسيا. ثمة محاولات لترسيم معالم المرحلة المقبلة في جلّ المنطقة فهل ترضى موسكو بذلك؟ وهل ترغب في اجهاضه؟ اذا سورية دخلت مرحلة جديدة بعد فشل كلّ الرهانات السابقة وعناوينها السياسية مفتوحة في كل الأتجاهات والمسارات، والحلفاء صامدون الى جانب دمشق، ولكن الأسرائيلي ومعه مستحثّات الرجعية العربية الحديثة والمستحدثة بسبب المال الخليجي قادرون على تسويق هذا المشروع دوليّا وهنا الخطورة في الشرق السوري والجنوب السوري. أمريكا دولة ديكتاتورية الحزب الواحد بأحد الوجهين السياسيين، ان جمهوري، وان ديمقراطي، انتقلت من حكم الديمقراطية الى حكم البلوتوقراطية(أي حكم الأغنياء والأثرياء نتاجات ذراع البلدربيرغ الأمريكي، انّه المجمّع الصناعي الحربي)بملحقات ديمقراطية يسيل لها لعاب التوابع ودول الأعتلال العربي والخوزمتجي. صحيح واقع ومعطيات وداتا معلومات، أنّ مشروع الأدارة السابقة، يتموضع في تصدير تناقضات أمريكا الداخلية بحروب الى الخارج ونهب وقتل الأمم الأخرى، لصالح الكارتلات المالية والأستثمارية في منظومة وول ستريت، يقابله مشروع دونالد ترامب في تعميق مشاكل أمريكا الداخلية على حساب غير البيض وعلى حساب المهمشين والنساء وغيرهم، ولعب دور بلاك ووتر كشركة حماية للكيانات الهشّة والتابعة والمتوحشّة، ثم تجيء بعض منظومات الحكم الأوروبي التي هي سبب وجود الأسرائيلي الصهيوني في منطقتنا، وتعلن أنّ أوروبا قلقة من تفكير ترامب عبر ترك أو تقليص دور واشنطن في الناتو. وتعلن كوادر مؤسسة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: أنّ القارة العجوز بحاجة الى جيش للدفاع عنها والتدخل الخارجي وكررها صبي مرته الرئيس الفرنسي ماكرون، وهي هذه الأوروبا من تقوم بتصنيع العداء الروسي، كما هي الرياض تعمل على تصنيع العداء الأيراني، أوروبا المنافقة الصلفة بجلافة، هي من دمّرت ليبيا وتحاول اخراج سورية من التاريخ عبر مسحها، خاصة وأنّ الحرب على سورية ونسقها السياسي بدأت حرب بريطانية فرنسية سريّة، ثم جاء الأمريكي وتوابعه في المنطقة. نعم العرب كثبان بشرية على غرار الكثبان الرملية تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، وأمريكا صارت ضرورة شيطانية لبعض العرب، والغرب كان يعلم أنّ ذلك الوحش الأيديولوجي القاعدة وداعش يترعرع في دورتنا الدموية، وعملوا على برمجته إلى اللحظة المناسبة التي تدق فيها ساعة الانفجار، وعندما تبعثر السوريون الطبيعيون تبعثر العرب معهم، والأمريكان تسكنهم قعقعة المصالح بينما العرب تسكنهم قعقعة الغرائز، ولا أحد يستطيع أن يغسل تلك الخطيئة التي تدعى العرب، والخلاف بين العربان حول تقاسم الجثث والموتى فقط. الكيان الصهيوني(ثكنة المرتزقة)المصنوعة من شتات يهود العالم وصهاينتهم في فلسطين المحتلة كل فلسطين، الى حد ما وبشكل جزئي، هو على مشارف قوّة اقليمية بفعل غطاء دولي متعدد، يشترك بتدعيمه بعض العرب وبعض المسلمين لا بقواه الذاتية، أرسيت قواعده منذ زمن اغتصاب فلسطين من القرن الماضي، وما يجري الآن من الاستعداد لهبّة شعبوية فلسطينية تترسم على شكل مقاومة صامتة ساكنة تتحوّا ناراً وشنّاراً في الضفة الغربية المحتلة، تتحول نحو لاحقاً الى انتفاضة مسلّحة في كامل الضفة الغربية المحتلة وغزّة المحتلة وفي داخل الشمال الفلسطيني المحتل(ثكنة المرتزقة اسرائيل)، تحدد مصير هذا الكيان وأفق بقائه واستمراره كقوّة اقليمية بفعل الغطاء السابق ذكره، في ظلّ هذه الرؤية التي في طريقها الى انتفاضة ثالثة متعددة أشكال النضال بما فيها المسلّح، أعمق من سابقتيها حتّى وان تم احتوائها لاحقاً، من بعض العرب الصهاينة وبعض المسلمين الصهاينة، كون الحالة الفلسطينية في حالة استمرار لبقاء الأسباب والمسببات لأستمرار الأحتلال، والمسارات الخيانية الأستئصالية للشعب الفلسطيني الحي، لآنّها ببساطة(أي الهبّة الشعبوية المرجوة)ستنهي استراتيجية ادارة النزاع التي ينتهجها الصهيوني بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة منذ زمن(حكومة تصريف اعمال الى الان)، والمسندة من البعض العربي لا يقيم اتفاقيات معلنة مع تل أبيب عاصمة ثكنة المرتزقة هذه، وعلاقات هذا البعض العربي أقوى من علاقات عمّان والقاهرة مع هذا الكيان الصهيوني.
ملاحظة: مقابلة الكاتب على اذاعة سبوتنيك الروسية في 5 – 12 – 2019 م وقتها: 13 دقيقة --- في نهاية هذا التحليل.
وبالرغم من الموقف والفعل من سياسات الرئيس أردوغان وحكومته، من سورية قلب الشرق وتاجه، ودفعه لزبالة الأرهابيين الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع منذ بداية المسألة السورية كموأمرة أممية، الاّ أنّنا نرى أنّ البلدربيرغ الأمريكي يضع تركيا(الجغرافيا والديمغرافيا)ضمن دوائر استهدافه ولو بعد حين، وما تفجيرات العاصمة التركية القادمة(المعلومات تقول أنّ الأمريكي يعد لشيء من هذا القبيل لعرقلة تفاهمات التركي مع الروسي بخصوص ادلب، وليراجع التركي اندفاعاته نحو البحر الأحمر، والقاعدة العسكرية التركية في الصومال وفي قطر، وبعد تدشين مصنع ذخيرة في الدوحة) وبعض مساحات الجغرافيا التركية والتي تقع بين الحين والآخر، الآ مؤشر بسيط رغم جزالته على صدق ذلك، وان كان بالمعنى التكتيكي ليؤسس للمسار الأستراتيجي لاحقاً. لذلك من زاوية الغرب ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، ينظرون الى الجمهورية التركيّة بأنّها يجب أن تبقى تحت رعاية غطاء دولي يمنع وفاتها من ناحية، بسبب تساوقها مع رؤى البلدربيرغ الأمريكي في الداخل السوري والمنطقة وها هو الأرهاب يرتد عليها وسيرتد عليها بعد استعادة الجيش السوري لأدلب، ويمنع شفائها من لوثة الأرهاب وعقابيلها وتداعياتها من ناحية أخرى، والتفجيرات المتتالية خلال الماضي القريب قرينة صحّة قطعية على ما هو مرسوم. في حين أنّ الجمهورية المصرية العربية، تحاول جاهدةً حياكة غطاء دولي واسع(بالرغم من ترددها من سورية لصيانة الأمن القومي العربي، حيث نريد موقفا مصرياً أكثر وضوحاً وفعلاً، وان كانت القاهرة ساندت بشكل واضح الفعل العسكري الروسي في الدواخل السورية)وما زالت القاهرة أسيرة ورهينة لمعادلات دولية وداخلية، حيث العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تمسك بمفاصل دورة حياتها السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية، عبر مظلة دولية سمحت بانتاج آلية تعطيل لقواها الذاتية عبر اتفاقيات كامب ديفيد1979 م، لكي يكتمل حول معصمها القيد. وصحيح أنّ الرياض قوّة اقليمية ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية وبفعل غطاء دولي أرسيت قواعده في أربعينيات القرن الماضي لا بقواها الذاتية، كشف ذلك بكل وضوح الفخ اليمني لكي يستنزف السعودية ماليّاً وما أبعد من ذلك. وسورية ورغم الجراح والنزف المتعدد، بنسقها السياسي وجيشها العربي العقائدي ومقاومتها الشعبوية، وصمود شعبها ومجتمعها وتماسك القطاع العام وعدم انهياره، رغم الحرب الكونية والصراع على سورية وفي سورية وثبات وصمود الرئيس الأسد، هي من تمنع الأصوليات الأرهابية الثلاث: الصهيونية العالمية، الوهابية وهي اس وجذر الأولى، العثمانية الجديدة، من تفجير المنطقة بالكامل. الفدرالية الروسيّة بفعلها العسكري تحاول ملىء الفراغ المتأتي عن فشل السياسات الأميركية، وعلى رقعة جغرافية تؤدي عليها اسرائيل دوراً محوريّاً. انّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ترى في الوجود العسكري الروسي في سورية، من شأنه أن يولّد استقراراً فيما تسميه تل أبيب(سورية الصغرى)، حيث ذلك يطيل أمد القتال في سورية ويستنزفها هذه هي المعادلة الأسرائيلية الأستراتيجية المفضّلة، كما ترى ذات ثكنة المرتزقة هذه أنّ الوجود العسكري الروسي قد يحد من قدرة الدولة السورية وجيشها، وايران وحزب الله على الدخول في حرب مع اسرائيل وعليها، كونه في حالة الحرب فانّ الوسيط سيكون على الأرض وفي الميدان ويملك علاقات مع الجميع. مقابل خشية ثكنة المرتزقة هذه أنّ الفعل العسكري الروسي الشامل والمتعدد على كامل الجغرافيا السورية بما فيه الساحل السوري الطويل، أن يحد ويقيّد العديد من سلّة النشاطات الأسرائيلية البحرية، خاصة بعد(وجود اس300 مع الجيش السوري واس400 مع الروس في قواعدهم في الداخل السوري)وضرب مواقع دواعش الماما الأمريكية بالصواريخ الروسية من بحر قزوين(بحر الخزر)وعلى مسافة 1500 كيلو متر في الشمال السوري في وقته وحينه في بدايات التدخل الروسي الشرعي في سورية، وأصابت أهدافها بدقة متناهية، وما تلاها من صواريخ من ذات النوع، وما سيأتي في قادم الأيام مع بدء معركة الظل معركة تحرير ادلب واستعادتها من الأرهاب، مما جعل البنتاغون ومن ارتبط به من اعلام عربي وغربي، من شن حملة اعلامية شعواء في محاولة يائسة بائسة للأضرار بسمعة الصناعات الروسية والأختراعات العسكرية المتعددة، حيث كانت الرسائل السياسية والعسكرية متعددة وشاملة، لكل أطراف محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض عرب وبعض غرب، وها هو الأمريكي وعبر رئيسه الزئبقي المنفلوطي يقرر بقاء قوّاته في شرق الفرات. والأنكى من كل ذلك هو أنّ: ثكنة المرتزقة(اسرائيل)لم تحصل على أي ضمانات روسيّة واضحة بعدم السماح بنقل أسلحة متطورة من سورية وايران الى حزب الله، لا بل أنّ الرئيس بوتين لم يجمّد اتفاقية صواريخ اس 300 لأيران ووصلت طهران، كما أنّ بوتين لم يوعد الصهيوني نتنياهو بشيء بخصوص سحب حزب الله من القنيطرة ونزع الأسلحة من هذه المنطقة، وكل ما قاله ويقوله بوتين لنتنياهو أنّ سورية ليست بصدد فتح جبهة جديدة في الجولان السوري المحتل حتّى اللحظة وضمن الظروف الحالية. وعليه لا اتفاق روسي اسرائيلي سوى لجينة(تصغير لجنة)عسكرية مشتركة، لأعلام اسرائيل فقط بلحظة بدء قصف فلول أدوات الأرهاب الأسرائيلي في بؤرهم في الجنوب السوري وقريباً، لكي تحتاط تل أبيب من عودة ما أدخلته ورعته وعالجته من ارهابيين في الداخل السوري اليها، وثمة زيارات غير معلنة تتم بين الحين والأخر للجنرال نيكولاي بوغدنوفسكي نائب رئيس أركان الجيش الروسي الى تل أبيب في سياقات ذلك لا أكثر ولا أقل. انّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ورئيس عصابتها نتنياهو يدرك أنّ تحويل المخاطر من التواجد العسكري الروسي والفعل العسكري لموسكو في الميدان الى فرص يستفيد منها، يبقى محدود الضمانات حيث السياسة الروسية موجهة الى واشنطن والغرب الأوروبي، ولا تقتصر حساباتها على هواجس ثكنة المرتزقة(اسرائيل)، وحاول الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن يوهم مجتمع ثكنة المرتزقة(اسرائيل) أنّه حقق اتفاق ما مع موسكو، وأنّ زياراته المعلنة وغير المعلنة ما قبل اسقاط الطائرة الروسية عبر سلاح جوّه أيل عشرين، ناجحة بكل المقاييس لكنه فشل في ذلك، وفضحه بعض الأعلام الأسرائيلي الصهيوني الموضوعي، ونشر غسيل فشله على حبال اعلام ثكنة المرتزقة(اسرائيل)، لا بل وأزيد من ذلك قال اعلام المرتزقة الصهاينة: أنّ الأتفاق الروسي الأسرائيلي(الوهم)يمس في العلاقات مع واشنطن، ويساهم في تقوية المحور الأيراني في المنطقة، ويرى كاتب هذه السطور أنّه يبدو، أنّ عدوى حمق بعض الأعلام الخليجي وحمق بعض الأعلام العربي، انتقلت لبعض الأعلام الأسرائيلي الصهيوني المنافق والمؤيد لبنيامين نتنياهو. انّ الحضور العسكري الروسي الفاعل والمتفاعل ومفاعيله ونجاعة ضرباته لسلّة زبالة الأرهابيين وعلى رأسهم عصابة داعش(الكلاب الأفرنجية للماما الأمريكية)وعلى جلّ الجغرافيا السورية، خلق(ستاتيكو)جديد متعدد ومتطور على الساحة الأقليمية والدولية، وفضح كوميديا مقاتلة داعش الأمريكية، وأوضح أنّ الأمريكان يراقصون داعش لا يقاتلونها، كما فضح الروس بفعلهم العسكري ونجاعته كيف ادارت واشنطن لبلبلة استراتيجية في المنطقة، وكيف برمجت استراتيجية البلبلة هذه، فانتجت داعش كنتاج عن البلبلة الأيديولوجية(مع تأكيدهم أنّه لا سقف زمني وجغرافي لفعلهم العسكري، وكله مرهون بمدى استئصال بقايا الكلاب الأفرنجية للماما الأمريكية من سورية والعراق والمنطقة ككل ومدى تقدم الجيش العربي السوري واستعادته لكامل الجغرافيا السورية)، فالفعل الروسي في جانب منه، لأفشال استراتيجية الأستدارة التي تنتهجها واشنطن لضرب هياكل أمن الصين وموسكو وايران وجلّ أسيا. اذا كان اليمن المحطّم بالنسبة للرياض بفعل العرب، يشكل حساسية عالية بالمعنى الجيواستراتيجي ومحوري للأمن السعودي، فانّ سورية محورية للأمن الأستراتيجي الروسي، فداعش تحديداً بالنسبة لنواة الفدرالية الروسية ثعبان لا بد من ضربه على رأسه، حيث الرأس في الرقّة السورية، وبقايا القيادة العملياتية له في الشمال الشرقي لسورية كبطن وذيل مع بقايا سمومه في العراق، بجانب ضرب صعاليك القاعدة، والمشتقات الأرهابية الأخرى ظواهر فولكلورية، وانهاء داعش في العراق مع وجود بقاياه، منع داعش من ميزة التواصل الجغرافي، وبالتالي أسقطت موسكو ورقة التوت الأمريكية عن حربها المزعومة لداعش في الداخل السوري والعراقي، وهذا ما تحاول واشنطن منعه عبر أدواتها المتأمركة في مفاصل بعض المؤسسات العراقية، حيث واشنطن تريد ابقاء التواصل الجغرافي الحيوي للثعبان داعش، كونه محوري في استراتيجية استدارتها نحو الصين وروسيّا وايران وجلّ أسيا. ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ترى أنّه ثمة تضارب بين حسابات الروس والأيرانيين حول الجولان السوري المحتل وفي سورية، حيث ايران تريد الجبهة ساخنة ضد الأحتلال، في حين روسيّا تسعى لرعاية سلمية بين دمشق وتل أبيب، مع أنّ الواقع والفعل الميداني يشير الى أنّ الدور الأيراني ودور حزب الله مكمل ومتساوق مع الدور الروسي الشامل والفاعل، وثمة دور صيني كامن كقوّة في الداخل السوري، يتدخل عند الضرورة والطلب منه بذلك من قبل الدولة الوطنية السورية على غرار ما جرى مع الطلب الروسي، ومع التأكيد أنّ الأسد لن يوقع على أي تسوية سياسية بشأن الجولان المحتل ما لم يصرف له ذلك كمكاسب داخلية واقليمية أولاً، وموافقة شعبه عبر استفتاء ومباركة حلفائه وعلى رأسهم ايران وروسيّا، حيث يعني هذا بالسياسة حصريّاً، أنّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)قد تلجأ الى الأنسحاب الأحادي من الجولان السوري المحتل، كما حصل في جنوب لبنان2000 م، وكما حصل بعده في غزّة زمن الأرهابي شارون، حيث حقد الأخير على الفلسطيني لا يوصف، ويقال أنّ سبب ذلك يعود الى أنّ رجلاً فلسطينيّاً قد(لاط)وفعل فعله بايست المقبور بشارون وهو لم يمضي من عمره ثلاثين ربيعاً(فتعقّد شارون نفسيّاً وولّد حقداً دفيناً على كل ما هو فلسطيني وعربي). الأمريكي شئنا أم أبينا حقق نجاحات في الملف الأيراني والكوري الشمالي وعبر الدبلوماسية وتخلّى عن حلفائه الخليجيين، بل وورطهم بفخ اليمن ليستنزفهم مالياً. العراق عاد أولوية أمن قومي أمريكي لغايات العبث بالجغرافيا والديمغرافيا الأيرانية، والأمريكي يرى في هذا الفعل العسكري الروسي في سورية، والذي هو أبعد من سورية وما يجري فيها، حيث تأمين النفوذ الروسي في المتوسط والعمل الروسي العسكري في فضاءات المجال الحيوي الأمريكي المباشر باقامة قواعد عسكرية على الحدود مع تركيا، وذلك لآقامة توازن مع النفوذ الأمريكي في أوكرانيا، كذلك موسكو تريد تعزيز التحالف مع ايران في سورية، كون الأخيرة منفذ بحري لطريق الحرير الحيوي لكل من الصين وروسيّا وايران للوصول الى المتوسط، وهذا الطريق يحتاج الى أفغانستان ليصل الى ايران، ويحتاج للعراق ليصل الى سورية، فقامت واشنطن باحتلال أفغانستان ولن تنسحب منها(نلحظ ايعاز ترامب ببدء انسحاب جزء من قوّاته العسكرية في أفغانستان وهذه تكتيكة آنية موجهة الى الروس والصراع معهم على شبه القارة الهندية)، واحتلال العراق ولن تنسحب منه وتعود من جديد اليه عبر الثعبان داعش بمسميات جديدة، لقطع طريق الحرير بين الصين وروسيّا وايران في أفغانستان، وبين ايران وسورية في العراق، والمشروع الأمريكي فشل حتّى اللحظة في كلا البلدين(فجاءت صفقة القرن كنتيجة، لتصفية الموضوع الفلسطيني على حساب الشعب الأردني والفلسطيني نفسه)، فمعركة الأرهاب في سورية وفي العراق واحدة، وهي معركة الجغرافيا، ترسم معالم المنطقة ومنحنياتها، وهي أيضاً معركة الكانتونات الكرديّة، مع قرار أمريكي بسحب أكثر من 2000 جندي من سورية وتمركزهم في الشمال العراقي(تصريح لمسؤول استخباري عسكري أمريكي في البنتاغون). والسؤال الأن : ما مدى حدّة وعمق وصراخ عواءات البعض العربي، وخاصةً ساحات القلق على الخليج، بعد قرار الزئبقي المنفلوطي ترامب بن دونالد ما غيره الرئيس الأمريكي؟ اعتقد سنسمع أزيز رصاص العواءات لهؤلاء مع بدء مسارات وقنوات تموضع حزب الله في الإستراتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو، وسوف يزداد هذا التموضع عمقاً وتكريساً بعد الأنسحاب الأمريكي الذليل من جلّ مواقعه الأحتلالية في سورية. حزب الله وهياكله العسكرية والأستخبارية كمقاومة، هو بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة وارادة متفاقمة وصلبة، وهذا هو وصف الأسرائيلي القلق والخائف نفسه لا وصفي لحزب الله، في حين أنّ البعض العربي وصفه بالإرهابي، وبشكل متصاعد يساند الروسي والسوري في الجغرافيا السورية، لكنس زبالة الإرهاب المدخل والمصنّع وهو منخرط في الأستعداد لنهايات تصفيات ادلب في كنس الأرهاب المعولم وضمن قطعات الجيش السوري المتمركزة من محافظة ادلب وريفها الحيوي، والحزب هنا لا يشبه بالمطلق عصابة داعش أو جبهة العهرة عفواً(جبهة النصرة)وغيرهما من نسل القاعدة المباشر، وهنا يأمل بعض العرب كبلدربيرغ أن يقوم حلف الناتو بضرب حزب الله بعد تمهيداتهم هنا وهناك لخلق بيئة رافضة للحزب في العالم العربي والدولي، ومحاولات مماثلة وهي تفشل في الداخل اللبناني، ساعين إلى تشكيل كارتيلات احتكار للسلطة في الساحات العربية، إن الضعيفة، وان القويّة، عن طريق المال تارات، والقمع والإرهاب تارات وتارات أخرى، وإخضاع السذّج من العوام لنفوذاتهم بصور غير مرئية وكأنّهم بلدربيرغ عربي يشبه البلدربيرغ الأمريكي. النظام الرسمي العربي إزاء حزب الله(الحزب المقاوم)الذي هزم وأخرج ثكنة المرتزقة في عام 2000 م من جنوب لبنان وعام 2006 م، نزع الأقنعة كليّاً عن وجهه المسوّد، ونزع الغشاء عن عيون بعض المراهنيين على احتمالية تصويب النظام الرسمي العربي، بعد أن صار العرب بمثابة خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى، لإعطاء الإسرائيلي غطاءً لشن حرب على حزب الله، لإخراجه من المعادلات الإقليمية والدولية عبر تموضعه وإدراكه لأهميته في مفاصل الإستراتيجية الروسية الثابتة بصعود متفاقم في المنطقة، عبر الحدث السوري وتداعياته للوصول إلى عالم متعدد الأقطاب، ولخلق حالة من التوازن والردع المتبادل في الشرق الأوسط. في معركة الشمال السوري القادمة(رغم اتفاق زوتشي بين بوتين وأردوغان) ضمن استراتيجية المراحل الروسية السورية الأيرانية في تحريرها، وتحديداً في ادلب الآن، حيث جلّ سلال زبالة الأرهاب الأممي هناك تلعب حركتها الأخيره لعلّ وعسى تحدث فرقاً، ولكن هيهات هيهات. ثمة إدراك لليانكي الأمريكي كصدى للبلدربيرغ المتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مقرّاً له، أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب متصهين وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية، يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم وأدوات الأدوات، والتي تكاثرت كالفطر السام في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي، مسنوداً من الروسي والأيراني وحزب الله والمقاومات السورية الشعبية. وفي أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب مزيد من الأفخاخ للتركي لمعاقبته على دفع كتل ديمغرافية سورية وازنة نحوه بعناوين اللجوء الأنساني وعلى مدار الحدث السوري أكثر من سبع سنوات، وان كان التركي قد انكفأ للداخل الآن مكرهاً لا حبّاً من تاريخً محاولة الانقلاب الفاشلة والمدانة بكل اللغات، والسعودي والقطري والأماراتي أكثر يتساوقون مع الأمريكي في البحث عن فرص في الشمال السوري والشرق السوري، تتجلّى حكمة طبيعية لدى هذا الغربي وجلّ اليانكي الأمريكي: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم. كاتب هذه السطور، العربي المسلم السوريّ الطبيعيّ العروبيّ، الذي يعيش في القطر الأردني ضمن سورية الطبيعية يقول:- ليتهم يلعبون ويستمرون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة، وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة.