الفوضـى الخلاقة ، بأدواتها ، وبشعاراتها ، وبممارساتها ، وبأهدافها ، على الأبواب
كاذب من يقول أن أزلام الحريري ، وجعجع ، وجنبلاط ، وريفي ، ليسوا هم الفسدة
مجـــنون من يعــتقد أن أمريكا ، واسرائيل ، والعـملاء ، سيـتركون التـظاهر سلـمياً
ـــــــــــــــــــــــ يكـــــاد المـــــريب أن يقــــــول خـــــذونِ ـــــــــــــــــــــ
لا يوجد عاقل منصف في لبنان ، لا يعلم أن : الحريري وحيتانه ، وجعجع وميليشياته ، وجنبلاط وأزلامه ، وريفي وراياته السوداء ، هم الذين باتوا يسيطرون على ساحات التظاهر ، وهم سادة الفساد وحيتانه ، وهم الذين يمسكون بمقاليد الحكم ، وزواريب المال ، منذ أن أتى الحريري الأب إلى لبنان ، من السعودية عام / 982 / وسرق بيروت من ( الرئيس الحص ضمير لبنان ) ، واشتراها بالدولارات ، وتنكات الزيت ، وأعتقد أنكم سمعتم بمحاولته رشوة الرئيس المقاوم ، ( إميل لحود ) ب ( 500 ألف دولار كرشوة ) ولكنه أبى بشمم .
نُقِرُّ أن التظاهرات المطلبية العفوية في أيامها الثلاثة الأولى كانت محقة ، لأننا لا نجادل في حجم المعاناة الشعبية من الواقع المعيشي ، وحجم الفساد في لبنان ، ولكن المنطق يقتضي أن تكون التحركات ضد حيتان المال والفاسدين ، لا أن نرى أزلام الفاسدين هم الذين يملؤون الساحات ؟ ألا إنهم كاذبون !! .
فكيف نقرأ اقفال طريق نهر الكلب من قبل ميليشيات جعجع ، هل هو بهدف محاربة الفاسدين ؟ ، أم هو عمل انعزالي يذكرنا بالحرب الأهلية ؟ وهل رمي أكياس الزبالة على بيت سليل العروبة والاستقامة ( فيصل كرامي ) في طرابلس ، من أجل محاربة الفساد ورفع الظلم ؟ ، وهل رفع العلم التركي في طرابلس شقيق الرايات السود ، هو من أجل انهاء الفساد ؟ ، وهل اعتبار المفتي ( دريان ) السنيورة سمسار الفساد " خطاً أحمر " ، وأن لا " بديل عن الحريري " ، هي دعوة لمحاربة الفساد ؟ .
وهل سحلُ ، وقتلُ ، وصلبُ ، شابٍ صغيرٍ على عمود بساحة التظاهر ، في قلب بغداد ، من الغوغاء التي يقودها العملاء ، سعي وراء الاصلاح ؟؟ [ يا للهول ] .
لا إنها الفوضى الخلاقة ، إنها الجيل الخامس من الحروب ، التي جاءت ( كونزي ) وزيرة خارجية امريكا ، لتعطي اشارة البدء بانطلاقتها ، لو نجحت اسرائيل في سحق حزب الله ، كما كانت تحلم هي وعملائها في لبنان ، عند زيارتها للبنان ، لتسعير أوار الحرب الاسرائيلية ضد حزب الله عام / 2006 / ، عندما راح كل من ( السنيورة ، وجعجع ، وجنبلاط ، والجميل ) يقبلون تلك الفاتنة ، متضرعين ، استمرار الحرب للخلاص من حزب الله ، ولكنها خسرت وخسروا وسيخسرون .
وأضاف هاني حبيش من طاقم الحريري إلى هذه المهازل ( بِلَّةً ) ، بخروجه عن جميع الأطر الأخلاقية والقانونية ، عندما تحدى وأهان قاضية على منصة القضاء ، متلفظاً بعبارة سوقية ( هل هون كرخانة ) ؟؟ يا لطيف اي درك من التنمر والسوقية وصل بهؤلاء العملاء ؟؟ .
وهل عَلِمَ المتظاهرون الأحلام التي تبنيها ( اسرائيل ) على تظاهراتهم ؟ ، وشغبهم ؟، في ساحات بيروت ، وبغداد ، فهل هناك من يتعظ ؟؟؟ وهل سمعت ( محطة الجديد التجارية بذلك ؟ )
يثور تساؤل مشروع : إذن لماذا تعامل ، وتهادن ، حزب الله مع هذه الطغمة ؟، منذ زمن طويل ، نعم هنا عقدة ، ومفارقة ، في آن واحد ، ألا وهما المناصفة الطائفية ، والمحاصصة المذهبية ، التي من المستحيل حلهما ضمن هذه الظروف ، لأن حلهما وتجاوزهما رهن بالتطورات المأمولة في المنطقة .
لذلك اقتضت واقعية حزب الله وحكمته التعامل معها ، ويمكن أن نعمم هذا الموقف على الرئيس عون وجماعته ، فليس هناك عاقل في لبنان لا يدرك أن المناصفة والمحاصصة هي عقدة العقد في لبنان ، ومجنون من يعتقد أنه في الامكان تجاوزهما الآن ، ؟؟ من هنا نفهم سر التعايش ، والمساكنة ، بين حزب الله وعون وأنصارهما من جهة ، والحريري ورهطه من عملاء أمريكا من جهة اخرى .
لذلك ولما كانت ساحات التظاهر في بيروت وبغداد ، باتت تعج بالعملاء ، وباتت أمريكا واسرائيل ، تبنيان آمالاً عراضاً عليهما ، بهدف استثمارهما ، بعد أن خسرت حروبها العسكرية ، وتحويلهما إلى حرب استدراكية كنموذج تجريبي للجيل الخامس من الحروب ، تحت مسمى ( الفوضى الخلاقة ) .
ولكن دونهم ضرب القتاد ، دونهم صبر شعبنا لعقود ، دونهم الانتصارات التي راكمها عبر سنين تسعة ، ودونهم ما أفرزه التحدي ، واستولدته الضرورة ، وشكلت منه سداً لا يمكن اختراقه [ حزب الله ، الحشد الشعبي ، عصائب أهل الحق ، وغيرهم وغيرهم ) وخبرات الجيش العربي السوري التي اكتسبها عبر هذا النموذج الجديد من الحروب .
[ وكل من يعتقد أن الحلف المشارقي الفتي ، سيتخلى عن جبهته الأمامية ( شرق البحر الأبيض المتوسط ) هو ( مجــــــنون ) ، أو ( مــذهبي حـــــوله حقـــــده إلى عمــــــيل ) ]