عندما قامت امريكا باعتدائها على مواقع سورية وعراقية على الحدود بين البلدين قلنا ان حجم العدوان يدل على انه اكبر من ان يكون ردا على قصف القاعدة الامريكية قرب كركوك وجاء اغتيال القادة سليماني والمهندس ليؤكد ذلك فما الذي يحصل ؟
منذ فترة ونحن نسمع عن انسحاب امريكي من سوريا هذا الانسحاب تعرض لتجاذبات كثيرة غلب عليها اخيرا الراي الامريكي القائل ان على امريكا ان تأخذ ثمن هذا الانسحاب بضمان امن الكيان الصهيوني من قبل سوريا عن الطريق الضغط عليها وارباكها اقتصاديا من خلال حرمانها من مصادر دخلها من النفط شرق الفرات. حيث تقوم امريكا حاليا بسرقة هذا النفط وبيعه.وهذا يفسر ايضا عدم اخلاء قاعدة التنف على الحدود السورية الاردنية فامن الكيان الصهيوني هو السبب.
ولمن يعرف سوريا ومواقفها العروبية الاصيلة يعرف تماما ان هذا لا يمكن ان يحصل فلو كان هذا مقبولا من الاساس لما تعرضت سوريا لكل ما تعرضت له ولقبلته من البداية منهية هذه الهجمة الامبريالية الصهيونية المتحالفة مع الصهاينة العرب .
بفشل هذه المخططات الامريكية بدءا من احتلال العراق الذي فشل بانسحاب مذل ثم بدء مشروع الفوضى الخلاقة وبعدها محاصرة ايران ماليا منذ اكثر من سنة وبفشل هذه الممخططات بدء ما يمكن تسميته بمشروع خاسر خاسر اي ان تقوم امريكا وبشراكة صهيونبة بضرب مفاصل المحور باغتيال القيادات والكوادر وتدمير مراكز القيادة والتدريب والمقرات والمخازن وتدمير كل ما يمكن تدميره من بنية يقوم محور المقاومة ببنائها من اجل مشروعه النهائي وهو تدمير هذا الكيان الغاصب ونجن هنا لا نفشي سرا فهذا خطاب معلن لقادة المحور من ايران الى حزب الله الى المقاومة العراقية الى اليمن . ومن هنا يمكن تفسير ما يتعرض له لبنان والعراق من تامر اقتصادي شديد.
بهذه الاستراتيجية الجديدة تعتقد امريكا انها تحفظ ماء وجهها وتخرج محققة بعض الانتصارات التكتيكية . امريكا ليست قدرا وهي تخطىء بحساباتها والدليل كثرة الانتصارات التي تم تحقيقها من قبل محور المقاومة مثل عملية ارامكو واسقاط طائرة التجسس فوق الخليج وعملية افيميم وغيرها الكثير .
تعرضت امريكا لاهانة كبيرة عندما تحولت جنازة تشييع الشهداء الى مظاهرة ضد سفاراتها في بغداد وضد الوجود الامريكي في العراق وعندما اعتدت امريكا على سيادة العراق باغتيال القادة سليماني والمهندس وقالت ايران تنها سترد ردا حاسما ظهرت العقلية الامريكية الحقيقية بتصريح من ترامب يهدد بتدمير الارث الحضاري والديني للشعب الايراني عاكسا الوجه الحقيقي لامريكا كعصابة تمارس البلطجة وللتذكير اليس هذا ما فعلته امريكا من تدمير للارث الحضاري في سوريا والعراق من تدمير للمساجد والكنائس والآثار ونبش القبور بايديها مباشرة او بايدي ادواتها مثل داعش وما سمي جورا بالمعارضة السورية .
واريد ان اضرب مثالا بلدة الرقة التي كانت العاصمة الصيفية ايام الخلافة العباسية ايام الخليفة المنصور ثم اتخذها الخليفة هارون الرشيد عاصمة له ايضا, هذه المدينة تحتوي ارثا حضاريا ودينيا كبيرا قامت امريكا بتدميرها عن بكرة ابيها مرتكبة ابشع المجازر بحق اهلها السوريين تاركة مئات الجثث تحت الانقاض تحت شعار محاربة الارهاب طبعا لم نسمع ممن يدعون الحرص على الشعب السوري اي احتجاج فامريكا يجب تحييدها من اجل تجهيل المجرم الحقيقي والتصويب على محور المقاومة .
هناك محوران في المنطقة لا يستطيع اي حر مقاوم ان يبقى على الحياد اما ان تكون في صف امريكا او ان تكون في صف الاحرار الذين يقاتلونها اما من يريد ادعاء الحيادية فليجلس في بيته لان كل من عاكس حركات التحرر في التاريخ من ثورة الجزائر الى فيتنام وكوريا ..... الخ لفظهم التاريخ وكانوا مجرد ادوات للاستعمار.
مواجهة هذه الاستراتيجية الجديدة تتطلب من محور المقاومة ردع هذه العمليات ومقاومتها بالنار والرد عليها بعنف وعدم انتظار المواجهة الكبرى للرد لان هدف العدو هو منعك من بناء هذه القدرات التي ستوصل للهدف النهائي اي على المحور الرد بالنار والبناء تحت النار من اجل الوصول لهدفه بازالة هذا الكيان الغاصب . ويتطلب ايضا اسنادهذا العمل بمشروع سياسي واضحا مدعوما باعلام مقاوم.



