هل استمعتم بمرض تعفن الدم, تفاصيل وارقام مرعبة عن عدد ضحاياه
منوعات
هل استمعتم بمرض تعفن الدم, تفاصيل وارقام مرعبة عن عدد ضحاياه
19 كانون الثاني 2020 , 17:57 م

دراسة توضح أن تعفن الدم مسؤول عن وفاة خُمس إجمالي وفيات العالم

كشفت دراسةٌ جديدة أن تعفن الدم أصبح يعتبر القاتل الأول متفوقاًعلى مرض السرطان في جميع أنحاء العالم، حيث يودي بحياة ما يقرب من خمسة أضعاف عدد الأمريكيين المصابين بسرطان الثدي, كما أن شخصاً واحداً يفارق الحياة كل ثلاث ثوانٍ حول العالم بسبب تعفن الدم ، أي ما يمثل من خُمس الوفيات في العالم ، وفقاً للباحثين .

و قد قدر تقرير العالمي للأمراض (GBDR) حول عدوى تعفن الدم إصابة 48.9 مليون حالةٍ في عام 2017 ، و وجود 11 مليون حالة وفاة عبر 195 دولة مختلفة حول العالم, أي ما يعادل 19.7 % من إجمالي الوفيات في العالم في ذلك العام، بما في ذلك 189623 حالة وفاةٍ في الولايات المتحدة وحدها، أي حوالي ثلث عدد الوفيات بين الأمريكيين الذين يقتلهم أي سرطان سنوياً .

و قد كان أحدث تقدير عالمي في عام 2016، والذي أبلغ عن وجود 19.4 مليون حالة و 5.3 مليون حالة وفاة ، بناءً على بياناتٍ مأخوذة من المستشفيات في سبعة بلدانٍ مرتفعة الدخل.وكانت هذه الدول هي الولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلندا وإسبانيا وألمانيا والنرويج والسويد.

و على الرغم من أن الباحثين أعربوا عن قلقهم الشديد بسبب رؤية معدلات الوفيات المرتفعة للغاية ، إلا أن أبحاثهم تظهر أن حالات تعفن الدم والوفيات تراجعت بشكلٍ عام على مدار الثلاثين عاماً الماضية. حيث قدر الباحثون أنه كان هناك 60.2 مليون حالة من حالات تعفن الدم في عام 1990 ، أي أعلى بحوالي %18.8 من تقديراتهم في عام 2017.

و في الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلةThe Lancetالطبية، كانت نصف حالات الإصابة لدى الأطفال والمراهقين، خاصةً في البلدان ذات الدخل المنخفض حيث حدثت حوالي 15 % فقط من حالات الإصابة بتعفن الدم في دولٍ مرتفعة الدخل مثل المملكة المتحدة، والتي لم يتم تضمينها في الدول العشر ذات معدلات الوفيات والحوادث المنخفضة.

كما ويحذر الباحثون من أن عدد الوفيات قد يرتفع إذا لم يتم العثور على طرقٍ جديدة لمعالجة مقاومة المضادات الحيوية بسرعة حيث كتبوا في دراستهم: "لقد قمنا بإنتاج تقديرات الاصابة بتعفن الدم حول العالم، والتي تزيد عن ضعف التقديرات السابقة، مع وجود 11 مليون حالة وفاة بسبب تعفن الدم وإصابة 48.9 مليون حالة في عام 2017. وقد أظهرنا ظاهرة عالمية تتمثل في تقليل عبء الإصابة بالعدوى، ولكن لا يزال هناك اختلافاتٌ جوهرية بين المناطق، فيما يتعلق بإجمالي عدد الوفيات والتوزيع العمري للوفيات, فهذه الاختلافات حسب الموقع مثيرةٌ للقلق وتستحق الاهتمام العاجل من مجتمعات الصحة والبحث و قادة العالم".

يحدث تعفن الدم، الذي يصعب تحديد موقعه، عندما يستجيب الجسم للعدوى البكتيرية ويهاجم الأنسجة والأعضاء الداخلية حيث تتضمن أعراض الإصابة به ارتفاع درجة حرارة أو انخفاضها بشكلٍ غير طبيعي وارتفاع معدل ضربات القلب والتنفس بشكلٍ كبير ويمكن أن تتدهور صحة المصابين به سريعاً، وإذا لم يتم اكتشافه مبكراً، فقد يؤدي ذلك إلى فشل بعض أعضاء الجسم وأجهزته و بالتالي الوفاة .

نظرت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة بيتسبرغ وكليات الطب بجامعة واشنطن في سجلات المستشفيات والبيانات التي تم الحصول عليها من منظمة رصد العبء العالمي للأمراض, وقد وجدوا أن المملكة المتحدة قد احتلت المرتبة الـ 132 من أصل 195 دولةٍ مدرجة بحسب معدلات الوفيات المقدرة لها من الأعلى إلى الأدنى، مع ما يقدر بـ 718 حالة وفاة بين كل 100000 شخص.لكن مرتبة البلاد تدهورت لتحتل المرتبة الـ45 عندما وصل العدد الإجمالي للوفيات المقدرة في عام 2017 - وهو ما حدده الباحثون بـ 47860 حالة وقد قدروا وجود 245783 حالة من حالات تعفن الدم في المملكة المتحدة في ذلك العام.

كما ويعترف الباحثون بأن تقديراتهم قد تكون متحفظةً وغير دقيقة، نظراً للاعتماد على شهادات الوفاة التي قد لا تدرج بشكلٍ واضح عدوى تعفن الدم إلا كعاملٍ مساعدٍ لسبب الوفاة الرئيسي .

وقال الدكتور رون دانييلز ، الرئيس التنفيذي لصندوق Sepsis Trustالخيري لعلاج مرضى تعفن الدم في المملكة المتحدة ، أن الدراسة تعزز عدوى تعفن الدم كواحدةٍ من أكبر مخاطر الرعاية الصحية التي نحتاج إلى التعامل معها، والتي تتسبب في وفاة شخصٍ من بين كل خمسة أشخاص حول العالم".

وقال:"تمت دراسة  195 دولة حول العالم، وكانت 10 دولٍ فقط قد قدمت بياناتٍ جيدة بما يكفي لدراستها بعمق، ولم تكن المملكة المتحدة واحدةً منها ،لذلك سنعزز الدعوة لتحسين استخدام البيانات، وفهمٍ أفضل للعدوى, فمن المثير للصدمة أنه في بلدٍ لديه أكثر خدمات الرعاية الصحية الوطنية تطوراً ورسوخاً في العالم، لا يمكننا العمل بجد من أجل إعطاء بياناتٍ جيدة لدراسات مهمةٍ مثل هذه ".

وقد كانت البلدان العشر التي سجلت أعلى معدلات الوفيات في قارة أفريقيا، حيث كانت جمهورية أفريقيا الوسطى تتصدرالقائمة وعلى الطرف الآخر من الجدول، كانت الدول ذات المعدلات الأقل عالمياً ضمن دول الشرق الأوسط والدول الأكثر ثراءً.

المصدر: وكالات+إضاءات