...........مـــــــــاذا أقــــــــــــول عـــــــــــــن اليــــــــــــــمن ؟؟..........
حفـاةٌ ، عـراةٌ ، مرضـا ، جـوعا ، يواجهون أمريكا ، واسرائيل ، وكل زنـاة العالم
يا شعوب العالم الغربي ، أين ما تتشدقون به من انسانية ، هل تعيشون حالة انسداد تاريخي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكن لعاقل منصف في الغرب أم في الشرق ، إلا أن يقف مشدوها امام حرب الموت ، والجوع ، في اليمن ، والتي تعيش حالتين متناقضتين ، الأولى وهي الأهم :
كيف استولد الشعب العربي اليمني ، من الفقر ، والجوع ، والمرض ، طاقة خلاقة ، من الصبر ، والتحدي ، والنزال في الميدان .
الثانية : منازلة أقوى وأوسع تحالف في العالم ( أمريكي ــ أوروبي ــ اسرائيلي ــ نفطي ،) ويستخدم أحدث الأسلحة وأشدها فتكاً وتدميراً .
هذا الشعب الفقير ، الحافي ، الجائع ، بأسلحة فردية غالباً ، أو أسلحة تقليدية ، ومع ذلك وضمن كل هذه الظروف المريرة ، يحقق انتصارات أقرب للمعجزات ، آلافاً من الأسرى ، آلافاً من الجرحى ، آلافاً من الدبابات والآليات ، والأسلحة الثقيلة والآليات باتت في حوزة المقاتلين الحفاة ، هذه الخصائص التي يتميز بها اليمني البطل ، يبدو أنها غابت عن فكر الاستراتيجيين الأمريكيين ، ومحميات الخليج المتصالحة ، من هنا كانت سقطة التحالف وسقوطه في جبال اليمن الوعرة .
............نعم هي أٌقرب للمعجزة
بناءً على المعجزة اليمنية ، والموقف اللاإنساني لدول وشعوب العالم الرأسمالي ، نشرح الواقع الغربي بدون رتوش :
التشكيلة الرأسمالية هي أعلى مراحل التوحش الانساني ، من يجيب على التساؤل الآتي بموضوعية علمية ، يُقر معي بذلك :
من أين كدست الشركات الغربية أموالها ؟؟ هل من نشاط مالكيها ، وتعبهم ، وسهرهم ؟؟ أم من ثروات الشعوب المُستَغَلَّةُ ، وعرقها ، ودمائها ، من هنا يجد ساسة الغرب تبريراً ( لحروبهم ) ، ولا يجوز أن ننسى ( فائض القيمة ) المستنزفة من :
ذلك الانسان الغربي الذي جُوِّفَ من انسانيته ، وأصبح آلة ، شيئاً ، خيالاً ، رقماً ، يعمل من السادسة إلى السادسة ، ( ليقبض ما يجدد به طاقته ) ، ويؤمن أكله ، وشربه وشرابه ، ويحقق غرائزه الجنسية ، ومن ثم يعود ليعمل بنفس التوقيت ويومياً ، خدمة لمن يقدم له ما يجعله حياً ليعمل .
أين الأسرة ؟ أين التعاطف الانساني ؟ لقد أمات النظام الرأسمالي ، كل المشاعر الانسانية :
أين المظاهرات المليونية ؟ ، التي كانت تغص بها عواصم الدول الأوروبية ، شبه الأسبوعية ضد الحرب الأمريكية في الفيتنام ؟، ضد التوحش الإسرائيلي ؟ .
هل جفت العواطف وتبلدت المشاعر ؟، فنــسوا فقـــــــراء اليــــمن ؟،
.....أيـــــــــن الصـــــــحف . أيـــــــــــــــــن المفـــــــــــــــــــــكرون ؟
المفكرون الأوربيون الأفذاذ الذين تتلمذنا على أفكارهم ، أمثال [ فولتير ، وجان جاك روسو ، وكانط ، وهيغل ، وماركس ، ولينين ، وفرويد ، ونيوتن ، ونيتشه ، وسبنيوزا ، وسارتر ، وغارودي ، وكولون ولسون ، ] أين مفاعيل الثورة الطلابية عام / 1968 / في باريس زمن ديغول العظيم ؟ أين عصر الأنوار ؟، هل عادت أوروبا إلى العصر الكسول ، التكراري ، المحافظ ؟.
هل انسدت الآفاق ؟ ، ودخلت أوروبا في عتمة كتيمة ، وحالة انحطاط ، وجمود انساني ـــ أخلاقي ؟، أم في تكلس فكري ، فأصبحت عاقراً ؟ من هذا الواقع الراكد ، المائل نحو الشكلانية الحياتية ، باتت شعوب الغرب تبحث عن تبرير لجيوشها في حروبها في اليمن ، أوفي سورية ، أو في العراق ؟ .
هل أصبحت ، بل أصبحت أسيرة فلسفة المفكرين الأمريكيين ( فوكوياما ، وهانتنكتون ) ؟؟.
الأول : قال بانتهاء التاريخ ، وانغلاقه على التشكيلة الرأسمالية الغربية ، وعلى العالم أن يقبل القسمة النهائية ، شمال غني جداً ، وجنوب فقير جداً تسرق طاقاته لصالح التشكيلة الأولى .
والثاني : قال بصراع الحضارات ، الأول أوقف حركة التاريخ عند الرأسمالية الأمريكية الغربية ، والثاني برر الحروب بين الحضارات ، لأنها السبيل الوحيد لتكديس الثروات ، عند وحوش المال الأمريكيين والأوروبيين .
[ أين غارتْ العقلانية الغربية ؟، أين المشاعر الانسانية ، أين الأحزاب اليسارية ، أين النقابات ، هل انطفأت كلها ؟؟، أين الديموقراطية ؟، أين شرعة حقوق الانسان ؟، أين الإعلام من محطاتٍ وصحفٍ ؟، كلها سُفحت ، وغابت ، أمام التوحش والسيطرة الأمريكية على أوروبا ذاتها ، وما حروب ( الربيع العربي ) التي جاءت ضمن السياق ، إلا لاستكمال فرض السيطرة الأمريكية على العالم كل العالم ،] .
كل هذه القوى ، والمؤسسات ، والأفراد ، تاهت في خضم الحياة ، منها ما سكتَ ، ومنها من قلب ظهر المجن ، لتاريخه ، لوعيه ، والمحزن بل والفاجع ، أن الكثيرين من الشيوعيين ، واليساريين ، مثقفين ، وسياسيين ، لعنوا تاريخهم ، وترحلوا نحو اللبرالية الأمريكية ، وأمثلة كثيرة تشبه هذا حدثت في بلادنا .
نعم انه نتاج الحضارة الرأسمالية ، التي حرفت التاريخ الانساني عن سكته ، وشيأت الإنسان كما قلنا ، وأصبحت المصلحة هي المحرك للتاريخ ، على حساب الذي كان يجب أن يكون ، والمرتجى ، ألا وهو السلم العالمي ، والتعاون بين الشعوب ، بما يخدم رفاه الانسان ، وصحته .
ونستدل على هذا الموات الحضاري ، من مواقف الشعوب الغربية المخزي .
ألا يخــــــــــــــــــــــــــــ
من جوع اليمنيين ، وموتهم بالجملة ، فمن لم يمت بالحرب ، مات بالمرض . أم بالجوع...............
[ أنــــا أعــــلن وأتســــــاءل بصـــــوت عـــالٍ ]
[ هـــل سينـــبلج الصبـــح مــن جبـــال اليــــمن ؟ ] .
[ ويتحقــق بعـــض مــن ثــأرنا ، من قوى التوحش الغربي ؟ ]
على يد فقرائه وحفــــاته ، التي تتلاقى مع الجيش العربي السوري على درب الانتصار ، ومعه ، وإلى جانبه ، قوى المقاومة التي ولدت من فيض الظلم والتوحش
من هنا نقرأ انتصارات حفاة اليمن الشجعان ، التي انضمت إلى انتصارات المقاومين ، على الطاغوت الغربي ـــ الاسرائيلي ، الذي يمتطي ظهور ملوك الخليج وأمرائه ، ويسخرهم ضد شعوبهم وشعوب المنطقة ،.
[ هذه الانتصارات ستشكل فتحاً في التاريخ ، لأنها ستحجم دور ، ووصاية ، دول الغرب المتوحشة في المنطقة وغيرها . ويخفف الحماية ، وينكشف ظهر اسرائيل ، ويظهر ملوك الخليج على شعوبهم المطالبة بمحاسبتهم ]