ماذا أقول عن اليمن\ محمد محسن
مقالات
ماذا أقول عن اليمن\ محمد محسن
محمد محسن
3 شباط 2020 , 23:13 م

...........مـــــــــاذا أقــــــــــــول عـــــــــــــن اليــــــــــــــمن ؟؟..........

حفـاةٌ ، عـراةٌ ، مرضـا ، جـوعا ، يواجهون أمريكا ، واسرائيل ، وكل زنـاة العالم 

يا شعوب العالم الغربي ، أين ما تتشدقون به من انسانية ، هل تعيشون حالة انسداد تاريخي ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا يمكن لعاقل منصف في الغرب أم في الشرق ، إلا أن يقف مشدوها امام حرب الموت ، والجوع ، في اليمن ، والتي تعيش حالتين متناقضتين ، الأولى وهي الأهم :

 كيف استولد الشعب العربي  اليمني ، من الفقر ، والجوع ، والمرض ، طاقة خلاقة ، من الصبر ، والتحدي ، والنزال في الميدان .

الثانية : منازلة أقوى وأوسع تحالف في العالم ( أمريكي ــ أوروبي ــ اسرائيلي ــ نفطي ،)  ويستخدم أحدث الأسلحة وأشدها فتكاً وتدميراً .

هذا الشعب الفقير ، الحافي ، الجائع ، بأسلحة فردية غالباً ، أو أسلحة تقليدية ، ومع ذلك وضمن كل هذه الظروف المريرة ، يحقق انتصارات أقرب للمعجزات ، آلافاً من الأسرى ، آلافاً من الجرحى ، آلافاً من الدبابات والآليات ، والأسلحة الثقيلة والآليات باتت في حوزة المقاتلين الحفاة  ، هذه الخصائص التي يتميز بها اليمني البطل ، يبدو أنها غابت عن فكر الاستراتيجيين الأمريكيين ، ومحميات الخليج المتصالحة ، من هنا كانت سقطة التحالف وسقوطه في جبال اليمن الوعرة .

............نعم هي أٌقرب للمعجزة  

بناءً على المعجزة اليمنية ، والموقف اللاإنساني لدول وشعوب العالم الرأسمالي  ، نشرح الواقع الغربي بدون رتوش :

التشكيلة الرأسمالية هي أعلى مراحل التوحش الانساني ، من يجيب على التساؤل الآتي بموضوعية علمية ، يُقر معي بذلك : 

من أين كدست الشركات الغربية أموالها ؟؟ هل من نشاط مالكيها ، وتعبهم ، وسهرهم ؟؟ أم من ثروات الشعوب المُستَغَلَّةُ ، وعرقها ، ودمائها ، من هنا يجد ساسة الغرب تبريراً ( لحروبهم ) ، ولا يجوز أن ننسى ( فائض القيمة )  المستنزفة من : 

ذلك الانسان الغربي الذي جُوِّفَ من انسانيته ، وأصبح آلة ، شيئاً ، خيالاً ، رقماً ، يعمل من السادسة إلى السادسة ، ( ليقبض ما يجدد به طاقته ) ، ويؤمن أكله ، وشربه وشرابه ، ويحقق غرائزه الجنسية ، ومن ثم يعود ليعمل بنفس التوقيت ويومياً ، خدمة لمن يقدم له ما يجعله حياً ليعمل .

أين الأسرة ؟ أين التعاطف الانساني ؟ لقد  أمات النظام الرأسمالي ، كل المشاعر الانسانية : 

أين المظاهرات المليونية ؟ ، التي كانت تغص بها عواصم الدول الأوروبية ، شبه الأسبوعية ضد الحرب الأمريكية في الفيتنام ؟، ضد التوحش الإسرائيلي ؟ .

هل جفت العواطف وتبلدت المشاعر ؟، فنــسوا فقـــــــراء اليــــمن ؟، 

 .....أيـــــــــن الصـــــــحف  . أيـــــــــــــــــن المفـــــــــــــــــــــكرون ؟

المفكرون الأوربيون الأفذاذ الذين تتلمذنا على أفكارهم ، أمثال [ فولتير ، وجان جاك روسو ، وكانط ، وهيغل ، وماركس ، ولينين ، وفرويد ، ونيوتن ، ونيتشه ، وسبنيوزا ، وسارتر ، وغارودي ، وكولون ولسون ، ] أين مفاعيل الثورة الطلابية عام / 1968 / في باريس زمن ديغول العظيم ؟ أين عصر الأنوار ؟، هل عادت أوروبا إلى العصر الكسول ، التكراري ، المحافظ ؟.

هل انسدت الآفاق ؟ ، ودخلت أوروبا في عتمة كتيمة ، وحالة انحطاط ، وجمود انساني ـــ أخلاقي ؟،  أم في تكلس فكري  ،  فأصبحت عاقراً ؟ من هذا الواقع الراكد ، المائل نحو الشكلانية الحياتية ، باتت شعوب الغرب تبحث عن تبرير لجيوشها في حروبها  في اليمن ، أوفي سورية ، أو في العراق ؟ . 

هل أصبحت ، بل أصبحت أسيرة فلسفة المفكرين الأمريكيين ( فوكوياما ، وهانتنكتون ) ؟؟.

الأول : قال بانتهاء التاريخ ، وانغلاقه على التشكيلة الرأسمالية الغربية ، وعلى العالم أن يقبل القسمة النهائية ، شمال غني جداً ، وجنوب فقير جداً تسرق طاقاته لصالح التشكيلة الأولى .

 والثاني : قال بصراع الحضارات ، الأول أوقف حركة التاريخ عند الرأسمالية الأمريكية الغربية ،  والثاني برر الحروب بين الحضارات ، لأنها السبيل الوحيد لتكديس الثروات ، عند وحوش المال الأمريكيين والأوروبيين . 

[ أين غارتْ العقلانية الغربية ؟، أين المشاعر الانسانية ، أين الأحزاب اليسارية ، أين النقابات ، هل انطفأت كلها ؟؟، أين الديموقراطية ؟، أين شرعة حقوق الانسان ؟، أين الإعلام من محطاتٍ وصحفٍ ؟، كلها سُفحت ، وغابت ، أمام التوحش والسيطرة الأمريكية على أوروبا ذاتها  ، وما حروب ( الربيع العربي ) التي جاءت ضمن السياق ، إلا لاستكمال فرض السيطرة الأمريكية على العالم كل العالم ،] .

كل هذه القوى ، والمؤسسات ، والأفراد ، تاهت في خضم الحياة ، منها ما سكتَ ، ومنها من قلب ظهر المجن ، لتاريخه ، لوعيه ، والمحزن بل والفاجع ، أن الكثيرين من الشيوعيين ، واليساريين ، مثقفين ، وسياسيين ، لعنوا تاريخهم ، وترحلوا نحو اللبرالية الأمريكية ، وأمثلة كثيرة تشبه هذا حدثت في بلادنا .

نعم انه نتاج الحضارة الرأسمالية ، التي حرفت التاريخ الانساني عن سكته ، وشيأت الإنسان كما قلنا ، وأصبحت المصلحة هي المحرك للتاريخ ، على حساب الذي كان يجب أن يكون ، والمرتجى ، ألا وهو السلم العالمي ، والتعاون بين الشعوب ، بما يخدم  رفاه الانسان ، وصحته .

ونستدل على هذا الموات الحضاري ، من مواقف الشعوب الغربية  المخزي .

 ألا يخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجلون :

من جوع اليمنيين ، وموتهم بالجملة ، فمن لم يمت بالحرب ، مات بالمرض . أم بالجوع...............

[ أنــــا أعــــلن وأتســــــاءل  بصـــــوت عـــالٍ ]

[ هـــل سينـــبلج الصبـــح مــن جبـــال اليــــمن ؟ ] .

[ ويتحقــق بعـــض مــن ثــأرنا ، من قوى التوحش الغربي ؟ ]

 على يد فقرائه وحفــــاته ، التي تتلاقى مع الجيش العربي السوري على درب الانتصار ، ومعه ، وإلى جانبه ، قوى المقاومة التي ولدت من فيض الظلم والتوحش 

من هنا نقرأ انتصارات  حفاة اليمن الشجعان ، التي انضمت إلى انتصارات المقاومين ، على الطاغوت الغربي ـــ الاسرائيلي ، الذي يمتطي ظهور ملوك الخليج وأمرائه ، ويسخرهم ضد شعوبهم وشعوب المنطقة ،.

[ هذه الانتصارات ستشكل فتحاً في التاريخ ، لأنها ستحجم دور ، ووصاية ، دول الغرب المتوحشة في المنطقة وغيرها . ويخفف الحماية ، وينكشف ظهر اسرائيل ، ويظهر ملوك الخليج على شعوبهم المطالبة بمحاسبتهم ]

المصدر: وكالات+إضاءات