التفوق الصيني التقني .
اعلن موقع كوارتز الاميركي بالربع الاخير من عام ٢٠١٩  ان الصين اعلنت رسمياً انها شكلت فرقاً  لأبحاث الجيل السادس  للاتصالات اللاسلكية 6G في الوقت الذي لم  يبدأ العالم فيه استخدام الجيل الخامس 5G   
حيث تتميز  تقنية  "5G" و"6G" بقدرتها على  تحميل البيانات بسرعة تقدر بعشرة اضعاف ال 4G 
ومازلنا نجهل قدرات وتقنيات الجيل السادس 6G والخامس  5G، وقد رصدت الصين ٢٠ مليار دولار لإنشاء وتطوير  ١٣٠ الف محطة لشبكات الجيل الخامس مما يعتبر انجاز لواحدة من اكبر شبكات في العالم نهاية هذا العام 
وقد امتلكت كوريا الجنوبية هذه الخدمة في العام الماضي وتعتبر في مقدمة الدول التي تمتلك هذه التقنية الخدمة في الوقت الذي تحاول به اميركا من اللحاق بهم  وبذا تشكل هذه التقنية والتفوق التكنولوجي الصيني هاجساً اميركياً مؤرقاً. 
وفيما يخص الاقتصاد الإلكترونى للصين وأمريكا فمن المتوقع أن تشهد ارتفاع فى الصين التى نمت بها التجارة الإلكترونية بنسبة أقل من 1% خلال العشر سنوات الماضية، لتصل لنسبة 42% اليوم بالمقارنة مع مساهمة أمريكا فى التجارة الإلكترونية بنسبة 24% والتى انخفضت من 35% عام 2005 .

مستقبل الاقتصاد الصيني .
اما فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي فقد بلغ الناتج المحلى للصين بعام ٢٠١٨ ؛ 14 تريليون دولار  بأكثر من 2 تريليون دولار بالمقارنة بعام 2017، 
كما ارتفع حجم الناتج المحلى للولايات المتحدة الأمريكية، لـ20.4   تريليون دولار وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولى لعام 2018، والتى تظهر ازدياد نمو الاقتصاد الأمريكى من 19.4  تريليون دولار العام السابق، وتجاوز حجم اقتصادها 25.1% من حجم الاقتصاد العالمى
وبينما تبلغ قيمة إجمالى الاقتصاد العالمى حوالى79.98 تريليون دولار يمتلك اقتصاد أمريكا منه أكثر من 25%، فى حين تمتلك الصين 17.5%، ويعنى ذلك أن حجم اقتصاد الولايات المتحدة والصين يتجاوز 42.6% من الاقتصاد العالمى.
اي ان أكبر 10 دول يتجاوز حجم اقتصادها 73% من الاقتصاد العالمى.. وأكثر من 150 دولة 26.8% فقط
وتشير التوقعات بصعود كبير للصين.. وتراجع الولايات المتحدة
ووفقا للمنتدى الاقتصادى العالمى، فمن المتوقع بحسب تقرير للبنك الدولى، أن ترتفع قيمة الاقتصاد العالمى بنسبة 6.5 تريليون دولار وأن يكون نصيب الناتج المحلى الإجمالى لأمريكا17.9 % من هذه الزيادة فى النمو، بينما يتوقع أن يكون نصيب الصين ضعف هذا الرقم بنسبة 35.2 %.
وبين التقرير، إنه فى عام 2050، فإنه يتوقع أن تتقدم الصين على أمريكا، وسيقترب اقتصادها من 58.5 تريليون دولار تليها الهند بـ44.1 تريليون وستتراجع أمريكا للمرتبة الثالثة عالميا إلى34.1 تريليون دولار .

العلاقات الصينية الإيطالية .
اما بشأن العلاقات الصينية الإيطالية فقد وقعت الصين في مطلع عام ٢٠١٩ اتفاقية انظمام ايطاليا " اول دولة في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى – جي 7 – " الى مبادرة طريق الحرير الجديد التي تهدف لأقامة خطوط سكة حديد جديدة وطرق وموانئ وطاقة بين الصين واوروبا وافريقيا , اضافة الى 29 اتفاقية للتبادل التجاري بقيمة ثلاثة مليار دولارتتزايد لتبلغ اكثر من 22 مليار دولار . 
اعقب توقيع هذه الأتفاقيات التوقيع على19 اتفاقية في مجالات عدة كالتوأمة بين مدن صينية وايطالية عدة , واستكشاف الفضاء , والقضاء على الأزدواج الضريبي , كما وقعت عدد من الشركات الأيطالية مع الشركات الصينية 10 اتفاقيات تجارية , وابدت الحكومة الأيطالية الرغبة والنية لتطوير العلاقات الأقتصادية الأيطالية الصينية , واعلن رئيس حزب ال 5 نجوم اكبر حزبي الأئتلاف الأيطالي الحاكم - دي مايو- المبادر الى انضمام بلاده لأتفاقية الحرير ان قيمة الأتفاقيات الموقعة مع الصين تبلغ ما يناهز ال 2,6 مليار دولار.
وبسبب المخاوف الأميركية والأوروربية لاقات الأيطالية الصينية المتصاعدة جرى تقليص الأتفاقيات التي بلغت 50 اتفاقية وخصوصا" الأتفاقيات المتعلقة بقطاع الأتصالات , وتجميد التفاقيات المتعلقةبالأبحاث التكنولوجية بين شركة هواواي الصينية العملاقة وبين احدى كليات الهندسة الأيطالية  .
وقد تجلت هذه المخاوف على شكل معارضة لنائب رئيس الوزراء الأيطالي ماتيو سالفيتي زعيم رابطة الشمال وانتقادهالحاد للأقتصاد الصيني – غير الحر-

فهل هذا يفسر ما حاق بالصين وإيطاليا في مطلع ازمة الوباء العالمي ؟

 ناجي الزعبي