دعونا بدل الكذب نعرّف برأس السنة السورية 6770 و هذه هي الحقيقة نحن بعام 6770
? السوري يتقدم على التقويم العبري بألف عام وعلى التقويم الفرعوني القديم بخمسمئة عام، وأنه مرتبط بأساطير الخصب المنبثقة من أحوال الطبيعة وتعاقب الفصول، يرتبط التقويم السوري بعشتار وارجو الانتباه انها معلومات تاريخية منقولة. عشتار التي تصفها النصوص القديمة بأنها «في فمها الحياة، ويشيع من ابتسامتها الأمن والطمأنينة في النفوس. عشتار التي تلقب في الأسطورة بـ«أم الزلف» وهي نفسها أم الزلف التي مازال الناس يغنون لها في أرياف #سورية_الطبيعية : «عالعين يم الزلف زلفة يا موليا» نعم نغني لعشتار دون أن ندرك ذلك، فكلمة «زلف» تعني بالسريانية أشياء كثيرها أولها : «الثوب الموشى، الزينة، الجمال.. إلخ «أما كلمة «موليا» فتعني : «الخصب، الوفرة، الامتلاء، الإشباع ... إلخ» وهذه المعاني كلها تتصل بعشتار الأم والأرض والطبيعة .
? كانت احتفالات رأس السنة السورية تبدأ في الحادي والعشرين من آذار. الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير. بعدها تبدأ الاحتفالات لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان، ثم تستمر حتى العاشر منه، وخلال كل هذه المدة كان من الممنوع على الناس تأنيب الأطفال ومعاقبة العبيد أو القيام بالأعمال اليومية أو انعقاد المحاكم . ما أدهشني هو أن الشهور السورية لا تزال على حالها منذ القدم وهي متصلة بدورة الطبيعة فآذار الذي تبدأ فيه الاحتفالات هو شهر الزهر، نيسان - الربيع، أيار -النور، حزيران - حصاد الحنطة، تموز – فقدان أدونيس حبيب عشتار، أيلول «أولولو» شهر الولولة على «تموز» لزوال خصبه ... الخ. ويقال أن الاحتفال بعيد رأس السنة السورية ظل مستمراً في بلادنا عبر آلاف السنين، تحت اسم عيد الربيع، ففي الرابع من نيسان حسب التقويم الشرقي الذي يصادف السابع عشر من نيسان حسب التقويم الغربي، كانت تقام الأفراح وتعقد الدبكات، في مختلف أنحاء الساحل السوري . صحيح أن أباطرة روما عندما حكموا هذه الأرض حاولوا فرض أسمائهم على تقويمنا مثل يوليوس وأغسطس، لكن بصمتهم زالت بزوالهم وكان أثرها أكبر في شمال إفريقيا، وقد استبدل هذا اليوم 3 مرات الأولى عند فرض التقويم اليولياني، والثانية عند فرض التقويم القمري، والثالثة عندما أمر «شارل» التاسع ملك فرنسا قبل أربعمئة وخمسين عاماً باعتماد التقويم الغريغوري ونقل رأس السنة من أول نيسان إلى أول كانون الثاني . فقد أطلق على رأس السنة السورية اسم April fool أي أحمق نيسان، وهي عبارة كانت تطلق على أي شخص ينسى أن رأس السنة في 1 كانون الثاني بدل 1 نيسان . وما يحز في النفس هو أننا، لغفلتنا، جارينا خصومنا في كل هذا واستهزءنا بمن لا يتبع هذه الأكاذيب ووصفناه بالرجعي والتقليدي فاعتمدنا الأول من نيسان عيداً للكذب، جاهلين أنه عيد عشتروت واعتمدنا أول كانون الثاني بالتقلييد ومثله أيام ومناسبات اخرى، ونسينا التاريخ وصانعييه.
إضاءات تشكر الصديق طارق خوري الذي قدم لنا هذه المادة التاريخية الثرية والهامة.