في بواكير أيام ولايته نشرت الصحف الأمريكية عدد الكذبات التي كذبها ترامب, أرقام مهولة من الأكائيب يصعب تخيلها, ليس من باب العفة تناولته الصحافة الأمريكية بل من باب المناكفة السياسية, لم يجلب هذا الترامب إلآ سفلة الكون لإدارته. سأتناول بومبيو دون ترامب بمقام هذا المقال.
ولايات القتل والنهب والسرقة والكذب الأمريكية لا يهدأ لها بال ما لم تمارس ما سبق وما سبق هو استمرار لتاريخ حافل بكل ما هو سافل, من ابادة لأهل البلاد الأصليين ووصولاً لإبادة الأمريكيين الأفارقة بفيروس كورونا, كيف لا وقد مارست كل الفظائع سابقاً وعلى مدى تاريخها, ما من نظام حر في أربع أصقاع الأرض الآ وحاربته الدولة المارقة أمريكا, وما من نظام خائن سافل الآ واحتضنته, لكن العالم يتغير ومعادلات سادت لقرون آن لها أن تنتهي لتحل محلها معادلات جديدة تحكم منظومة عالمية جديدة يسود بها العدل وتسود فيها قيم الفضيلة والأخلاق بعد ان فضح وعرى مرض كوفيد-19 تلك النظم امام شعوبها والعالم.
أمريكا شيطنت كوبا, فنزويلا وسوريا وايران بينما هي الشيطان الأكبر على مدى قرون, ايران ترعبها وتقلق مضاجعها, في لقاء حواري على محطة تلفزة أمريكية, تناول حديثاً لبومبيو, عرف بومبيو فيه المجد الأمريكي بالقول: "بأننا نقتل, نسرق وننهب وهذا هو المجد الأمريكي, اليكم أقواله.
كانت إضاءات بوقت سابق قد نشرت مقابلة حوارية على محطة تلفزة أمريكية, تم حذفها فيما بعد لأسباب غير معلومة. في الحوار علق مقدم البرنامج على كلام بومبيو قائلاً: "هذه أقوال شيطان لا أقوال وزير خارجية", بومبيو ترعبه ايران وجديدة أن شن هجوما على حكومة إيران، مشددا على ضرورة أن تغير سلطات الجمهورية الإسلامية سلوكها.
قال بومبيو، في كلمة ألقاها أثناء فعالية مخصصة لوضع حقوق الإنسان في إيران، إن موجة الاحتجاجات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية في نوفمبر الماضي تعد مؤشرا على أن شعبها "ضاق ذرعا بفشل النظام اقتصاديا، وبالنظام الذي يحرمه من الكرامة الإنسانية الأساسية".
شعب ايران بالنسبة لبومبيو هم أيتام شاه ايران وبقايا السافاك ومن تبقى من مرتزقة "مجاهدي خلق", أما عشرات الملايين ممن تظاهروا تنديداً بأمريكا فهو لا يراهم, أمريكا لا تعتبر الشعوب شعوباً ما لم يكونوا عبيداً وأذلاء لها , كيف تراهم وساستها مصابون بعمى الإستعمار, أمريكا التي تزعم الدفاع عن الديمقراطية لم تتأخر في دعم أسفل النظم التي عرفتها البشرية, نظم مجرمة سافلة ساهمت وتساهم أمريكا في تثبيت أقدامها وتمكينها من ذبح الشعوب المظلومة على امتداد أربع جهات الأرض.
شاركت أمريكا بالإنقلاب على محمد مصدق المنتخب ديمقراطياً في ايران, وتآمرت على ثورة عبد الناصر, كما تتآمر اليوم على فنزويلا هوغو تشافيز وكوبا كاسترو, أمريكا نصبت المجرم بينوتشيه على تشيلي بعد انقلابها على سلفادور اليندي المنتخب ديمقراطياً في أوائل سبعينات القرن المنصرم, أمريكا قادت انقلاباً على ايفو موراليس في بوليفيا وهو المنتخب ديمقراطيا, فديمقراطية المجرم بومبيو وسيده وشعوبها تتمثل بسرقة المعادن والثروات التي تستخدمها الاحتكارات الأمريكية.
يزعم بومبيو بأن الولايات المتحدة "تسمع الشعب الإيراني وتدعمه وتقف إلى جانبه" من أجل "الحرية والكرامة الإنسانية والاحترام"، مضيفا أن السلطات الإيرانية "خارجة عن القانون في أعين العالم", تخيلوا كم السفالة والوقاحة التي يتبجح بها, فأمريكا فعلت ما لم يفعله النازي بمعتقل أبي غريب بعد عدوانها واحتلالها للعراق بكذبة سلاح الدمار الشامل.
أما جرائمها وحروبها على الشعوب فلا عد لها ولا حصر, منذ غزوها للأرض المسماة أمريكا اليوم وهي قارة لشعوب وأمم أخرى, حيث مورست فيها الإبادة والتطهير العرقي الذي أودى بحياة أكثر من مئة مليون مواطن اصلي فيها, ومروراً بجريمتي هيروشيما وناغازاكي الذي تفاخر ترومان بهما كما مجازرها بفيتنام و أبشعها جريمة "مي لاي" التي لا تزال حاضرة في ذاكرة من عاصروها, وكما بجريمتها الممتدة بدعم الكيان الصهيوني على حساب عذابات الفلسطينيين حتى اليوم.
أمريكا هي عدو البشرية والانسانية الأول.