إعلام العدو
بحسب قناة "i24news" الإسرائيلية وبتقييم للتحولات في العلاقات العربية الاسرائيلية ، والتطور في التطبيع العربي عامة ، والخليجي خاصة ، والعلني بحسب وصف القناة ، حيث ذكرت القناة : "شهدت السنوات الـ72 تحوّلات كبيرة في العلاقات، من رفض للاعتراف بها على قاعدة "لاءات" الخرطوم الثلاث، (لا سلام، لا اعتراف لا تفاوض مع "إسرائيل" قبل استعادة حق الشعب الفلسطيني)، إلى تطبيع عربي إسرائيلي علني وغير علني.
وبحسب القناة وبمرور سريع على الدول العربية واشارات التطبيع العلني في السنوات الأخيرة ، ففي السودان الذي بادر بالتطبيع العلني مع دولة الكيان الغاصب حيث تم لقاء بين نتياهو ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في أوغندا 3/2/2020 ، وبعد يومين من اللقاء أعلن السودان في الخامس من فبراير/شباط الجاري، الموافقة بصورة مبدئية على تحليق طائرات إسرائيلية في أجوائه ، فقد إستشهدت القناة بالتطبيع مع السودان قائلة ان : "نتنياهو يقابل رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح برهان"،
وبذكر عُمان قالت القناة : "يعقد مباحثات في مسقط مع السلطان "، حيث يذكر أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو زار مسقط واجرى محادثات مع السلطان قابوس في مسقط، وقد صرح بذلك الوقت رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) إن إسرائيل أعادت إقامة "علاقات رسمية" مع سلطنة عمان، الوسيط السري في أزمات إقليمية عدة. وأضاف يوسي كوهين في مؤتمر عقد في مدينة هرتسيليا الإسرائيلية: "في الآونة الأخيرة، أُعلن عن إعادة العلاقات الرسمية مع عُمان وكذلك إنشاء مكتب تمثيلي لوزارة الخارجية الإسرائيلية في هذا البلد".
وكانت كل من دولة إسرائيل وسلطنة عمان قد افتتحتا مكتباً تجارياً في البلد الآخر في التسعينيات، قبل أن تقرر السلطنة إغلاقهما عام 2000 في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وتابع كوهين أن استعادة العلاقات بين البلدين "هي الجزء المرئي من جهد أوسع بكثير لا يزال سرياً"..
أما بما يخص التطبيع مع الإمارات المتحدة فقد إستشهدت القناة بحدثين هما بزيارة وزيرة "الثقافة" ميري ريغيف وزيارتها الشهيرة لأبو ظبي ، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس في دبي، واعتبرته تطورٌ لطالما تغنى به نتنياهو لا سيما وأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال يراوح مكانه".
وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية السيدة ميري ريغيف بزيارة لمسجدالشيخ زايد/أبو ظبي
وتابعت القناة "الكثير من التحولات شهدها العالم العربي في علاقاته مع "إسرائيل" على مدار سبعة عقود خلت، تصاعدت وتيرتها في النصف الثاني من العقد الأخير، وبقيادة بنيامين نتنياهو شهدت "إسرائيل" جولات ولقاءات علنية مع عدد من الزعماء العرب، بعد أن ظلّت لعقود تُعقد في الظل وعلى استحياء، عملًا بـ"لاءات" الخرطوم التي تحوّلت إلى موافقات على صفقة القرن".
ومنذ إستلام ترامب الرئاسة الأمريكية تزامنا مع نشاط بن سلمان ولي العهد السعودي والذي أشبه ما يكون الحاكم الخفي في السعودية ، فقد أردفت القناة "مع دخول ترامب البيت الأبيض وصعود نجم محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بدأت نغمة العالم العربي تُجاه "إسرائيل" تتغيّر بعد أن ألمحت الإدارة الأميركية إلى أن الطريق إليها يمر عبر "إسرائيل".
وفي وقت تجاهر به عُمان والبحرين وإلى حدّ ما الإمارات العربية المتحدة بعلاقاتها مع "تل أبيب"، ظلّت السعودية على موقفها المعلن الرافض للتطبيع، في حين أبقت على قنوات مفتوحة معها".
ورأت القناة أن "دخول "إسرائيل" على خط التحالف السُني بقيادة السعودية وتقديمها مساعات استخبارية، قسّم العالم العربي بشأن الموقف من القضية الفلسطينية بعد أن ظلّ لسنوات مقاطعا لمصر لتوقيعها معاهدة "السلام" مع "إسرائيل" بعد حرب 1973، وغير مرحب بالسلام الذي وقّعته الأردن".
وفي وقت يجاهر فيه عدد من دول الخليج بعلاقات مع "تل أبيب" بل أن معظمها أصبح يهرول بإتجاه المزيد من التطبيع العلني ، تتابع القناة ، فإن الصورة في المغرب العربي تبدو أكثر ضبابية، وفي حين يُبقي بلاط المملكة المغربية على علاقات ودية مع "إسرائيل" ويسمح للصهاينة بزيارة المملكة، لم يعقد أيّ علاقات علنية مع "إسرائيل"، وتونس هي الأخرى تقوم بالمثل.
أما ما يخص الفلسطينين والعلاقة الإسرائيلية معهم فقد وصفت القناة الى أن الفلسطينيين الذين باتوا بعد صفقة القرن المعلنة أبعد عن حلمهم المعلن بالاستقلال، لا تزال قيادتهم تراهن على التنسيق الأمني كضرورة للحفاظ على سيادتها في ظل تهديدات "حماس". بحسب وصفها ...
وبرأي القناة، خلافات العرب وحروبهم على امتداد العالم العربي شكّلت مدخلًا واسعًا لدخول "إسرائيل" التي استغلتها وما زالت من أجل تحقيق مصالحها:" ضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية وإنهاء القضية الفلسطينية، والانفتاح الاقتصادي على العالم العربي كمقدمة لانفتاح سياسي يُصبح فيه الكيان الصهيوني مقصدًا للعالم العربي" .