ظهر بهاء الحريري مجدداً ليتصدر مشهد الحريرية السياسية وسط هرج ومرج في أوساط المستقبل فالمنافع ترتبط بالمعلم ومجيئ معلم جديد قد يجلب شخوصاً جدد مما سيهدد المنافع والمصالح التي استطاعت جماعات سعد تحقيقها, وقد يتحول بعض هؤلاء لكبش فداء يطاح بهم في محاولة لتبييض صفحة الحريرية السياسية, بالأمس, الجمعة خرج علينا بهاء اللحريري بحديث أثار الكثير من التساؤل في الشارع اللبناني, على توقيته وأهدافه، فحديثه اتصفت بالحدية والقاء تهم الفساد على المنظومة الحالية!، الحريري شن حربه على منظومة الفساد والجشع التي سيطرت على لبنان بحسب وصفه، جاء في بيانه:  "في وقت يقترب فيه ​العالم​ من العودة التدريجية الى حياة ما بعد وباء ​كورونا​، والتكيُّف الإجتماعي والإقتصادي بدأت تظهر ملامحه من خلال برامج وحوافز لإعادة النشاط للقطاعات كما لفُرص العمل لمن فقدها.

 عودة لبنان برأيه "ستكون في ظل واقع الانهيار الذي خلّفته جائحة من صُنع ​منظومة​ ​الفساد​ والجشع، تلك المنظومة التي استخدمت لُغة الطائفية الجوفاء لسلب وطننا قدراته تلك التي بنتها " بناته وأبناؤه" فأسسوا لبنان!. وأضاف بهاءعن فترة ما بعد إغتيال والده رفيق الحريري 2005 حيث إتهم و بأثر رجعي موقف السياسين آنذاك حيث قال:"ذهب غالبية السياسيين والأحزاب إلى تكديس القوّة والأموال على حساب الوطن ومصالح المواطنين". وأضاف "عُقدت التحالفات الرباعية والخماسية على قاعدة: أصمُتُ عن سلاحك واستباحة حزبك للسيادة الوطنية وأنت تسكت عن صفقاتنا وسرقتنا للمال العام، فكان الضحية بحسبه لبنان وأهله والثقة الدولية"، حسب تعبيره.

ولم ينسَ الحريري أن يمتطي الحريري تأييد "الثورة" بحسب وصفه، حينما غازلها كالمحتضن لتطلعات الثورة المزعومة قائلا أنّه "لا نرى بدّاً إلا في إسناد مطالب ​الثورة​ المحقة في تغييرٍ جذريّ في بنية ​النظام اللبناني​ والمجتمع! وهنا نشير لاحتضان سعد لمطالب "الثوار" حين قدم استقالة حكومة لتحقيق مطالب الثوار, عشنا وشفنا أبناء النظام السعودي من ايناء رفيق الحريري "ثوار"!!

  وتحدث في السياق عن طريقة إدارة الشأن العام والحفاظ على معيشة المواطن، وإعادة كرامته التي فُقِدت على يد المنظومة السياسية"، مشيراً إلى أنه يجب "مساندة مطالب اللبنانيين في تأسيس نظام اجتماعي جديد ينصف جميع المواطنين ويؤسس لدولة عادلة ولحكم القانون". 

 الحريري وجه شكر لمن وصفها بـ"المنظّمة النهمة والجشعة"ـ، مبرزاً أنّ "اليوم، الكل سواسية في المعاناة، وسيُسجّل التاريخ قيامة بنات وأبناء الوطن يداً واحدة للفظ تلك الجائحة البشرية وتركها لكتب التاريخ".

وما أن صدر بيان بهاء الحريري حتى تباينت ردود الفعل والتي اول من بدأها  النائب السابق عن "تيار المستقبل" مصطفى علّوش الذي رد بهجوم مبطن وحاد ؛قائلا من خلال تغريدة على "تويتر" :

"استغربت من أين أتتك هذه الغيرة المفاجئة على لبنان الذي غبت عنه منذ اغتيال والدك، وكنا نتمنى لو شاركتنا يوماً بقراءة الفاتحة عن روحه؟". وسأل علوش الحريري: "أبناؤنا نزلوا تحت المطر ونحن نزلنا تحت الخطر، وأنت أين كنت؟".

ولكن ما أثار الشكوك نحو الظهور المفاجيء لبهاء الحريري،  هو حساب المدعو جيري ماهر والذي تدور حوله الكثير من الشبهات حول علاقته المشبوه مع العدو الصهيوني ،والذي علق بدوره على البيان مادحا اياه لدعمه للثورة حسب وصفه وبنفس الوقت لم يُضييع الفرصة للزج بإسم حزب الله كما هي عادته على مواقع السوشال ميديا ، متهما الحزب بعلاقة مع الفاسدين اللبنانيين حيث قال وبمجموعة تغريدات :

الإعلامي المقاوم حسين مرتضى ، حدد بذكاء المراقب وكما عودنا  بسرعة بديهته, تلقف التغريدة للمدعو جيري ماهر ، فعلق آخذا بمبدأ "خير الكلام ما قل ودل" وبمسحة ساخرة كما هو أسلوبه حيث غرد قائلا :" جد ما استغربت ان يكون المستشار والمدافع عن بهاء الحريري هو عميل صهيوني توم جيري " بحسب وصفه:

هذا والجدير بالذكر أن الوزير السابق وئام وهاب كان قد تحدث عن عودة بهاء الحريري واعتبر القرار قراراً أمريكياً.

هذا وبنفس السياق كان الشارع اللبناني قد تناقل سابقا أنباء في الأوساط السياسية الطرابلسية ،  أن شبه إجماع على أنّ عودة سعد الحريري الأخيرة من باريس إلى لبنان جاءت نتيجة "نصيحة" تلقّاها بمعنى "لحق حالك"..؟!!

هذه النصيحة دعته إلى العودة واستلحاق نفسه قبل فوات الأوان وخروج الأمر من يده، بعدما وصلته معلومات عن أن جمهوره بدأ يتسرّب باتجاه أحزاب وتيارات سياسية أخرى...!

وتزامن مع ذلك وصول معلومات لدى سعد أن شقيقه بهاء بدأ يزيد من وتيرة حركته السياسية واستمالة شخصيات، في خطوة فُسرت على أنها مؤشر على نيّة الشقيق الأكبر منافسة شقيقه،وأن ثمة خلاف وحرب خفية بن الأخوة ، وعلى تباين كبير في الرؤى بينهما.

الحريرية السياسية أسست لمنظومة الفساد في لبنان, أما أن يأتي بهاء ليتحدث عن ارث رفيق وهو ارث لصوصية ونصب وخيانة واحتيال فهو كحال عاهرة تحاضر عن العفة’ فمن سرق وسط بيروت وأفقر أهلها؟, ومن سرق قصر أياس من أصحابه آل أياس؟ ومن جرف مقابر أهل السنة ليستملك أرضها ومن تىمر على سلاح المقاومة خدمة لإسرائيل" نُذكر بشهادة الرئيس اميل لحود حول ذلك؟ ومن أطاح بأنبل ظاهرة لبنانية"سنية" ليستبدلها بغنوة جلول في؟, من عين اللصوص والخونة والتي آخر الفضائح تمت بتواطوء أمل مدللي مع العدو الأمريكي والصهيني, اليست هذه الساقطة مستشارة رفيق الحريري؟.

ما استعرضناه ليس الآ من قليل الكثير الكثير التي أتى بهاء ليحيي ذكر و "مجد" أبيه, لن يفيد تدوير الحريرية السياسية فلن ينتج عنها سوى الخراب والمزيد من الحراب , سيفيد لبنان أكثر تدوير قمامة سوكلين التي توقفت  لتعود عليه بالمنافع فقيمة قمامة لبنان أكثر نفعاً من القمامة الحريرية السياسية.

مصادر عديدة تؤكد أن حركة بهاء الحريري في طرابلس تتم بالتنسيق مع الوزير السابق أشرف ريفي، وأنّ ضابطاً متقاعداً في قوى الأمن الداخلي، مقرّباً من ريفي، زار بهاء قبل مدّة لتنسيق المواقف.

إضافة لما ذُكر فإن معلومات تواردت عن محامياً مقرّباً من ريفي ومن هيئة العلماء المسلمين، يعمل في العلن دعماً لبهاء، ويتعاون معه مناصرون سابقون لتيار المستقبل ابتعدوا عنه في الآونة الأخيرة، إما لاستيائهم من سياسة الرئيس الحريري والقيادة الحالية للتيار، أو بسبب توقف حنفية المساعدات عنهم بحسب المصدر .

هذا وقد  سُئل ريفي قبل أيام عن علاقته بالابن الأكبر للرئيس رفيق الحريري، فأجاب: «بهاء عين وسعد عين».

بظل جميع ما ذكر أعلاه  من أخبار ومعلومات  بعضها تناقلتها الأوساط اللبنانية وبعضها الآخر تناقله الإعلام ، يبقى السؤال المطروح هل القوى الدولية والمحرك الرئيسي للأحداث في لبنان  بدأت تعيد ترتيب أوراقها ؟ وبعد أن فشلت أدوات هذه القوى في تنفيذ المهمات التي وُكِلت لها لتغيير السياسة اللبنانية الداخلية ، وصولا لأجندات هذه القوى ، والتي على رأس أولوياتها التخلص من العدو الرئيسي(لهذه القوى) وسلاحه (حزب الله) ، هذا اذا ما أضفنا لهذا السبب تغيير الظروف بما حققته الحرب على سوريا من فشل وهزيمة بإسقاط المشروع الأمريكي /الصهيوني في المنطقة ، وما تتطلبه المرحلة المقبلة من إعادة تدوير في السياسة والمخطط الخاص بالشارع اللبناني بناءا على المعطيات والظروف المحيطة، هل المطلوب التخلص من الدمى القديمة واستبدالها بوجوه جديدة ومخطط جديد واستراتيجية جديدة  تتناسب مع التطورات والتي قد يكون من ضمنها تدوير الحالة الحريرية في لبنان بما يتناسب مع الحدث؟ و لربما ستعيد هذه القوى ترتيب جدول أعمالها خصوصا بالانفتاح التدريجي بالعلاقات السورية ، من مبدأ التعاطي مع واقع مفروض لا مرغوب ، وهذا ما نرى إنعكاساته على أدواتهم التي بدأت بالهرولة إتجاه دمشق ، وهل المطلوب حالة حريرية تكون مقبولة لدى دمشق وأكثر ليونه،  خصوصا بعد إخفاقات سعد الحريري الذي تعبّط موقف حاداً  وأرعن إتجاه دمشق ، نعلم جيدا ظروف هذا الموقف ومُحرِكه؟  

ولنختم تغطيتنا للحدث باقتباس  الوزير السابق وئام وهاب قبل ايام  : " بهاء الحريري لا يستطيع أن يلغي جغرافية لبنان كما فعل سعد الحريري، وقد يكون على علاقة غير مباشرة مع سوريا كاشفاً أن موضوع طرحه للحكومة كان جدياً وسيظهر ذلك قريباً. "

إذا المطلوب نقيض للجاهل سعد الحريري بجغرافيا لبنان وجواره، والحاجة لشخصية  تدرك أهمية هذه الجغرافيا في رسم العلاقات الخارجية ، والتي قد تتوفر في شخصية بهاء الحريري ،  الذي قد يكون على علاقة غير مباشرة مع دمشق بحسب الوزير ، وهي صفات مطلوبة ومناسبة للمرحلة الجديدة و للتكتيك  الدولي الجديد  .

جميعها أسئلة مطروحة، وتوقعات  ننتظر قادم الأيام لتكشف عنها .

هذا وسنتناول في إضاءات فساد الحريرية السياسية وسرقاتها لأصول اللبنانيين التي طالت أملاكهم وشركاتهم ووصل الأمربها لسرقة مقابرهم فأفقرتهم..