لا نعلم ان كان حياً أو ميتاً فلقد قتله القتيل رفيق الحريري وعصابة لصوصه مرات ومرات, قصة السيد عمر لبابيدي, احد ملاك العقارات في وسط بيروت هي قصة من قصص كثيرة قامت بها عصابة لصوص رفيق الحريري الذي جاء إبنه بهاء ليحيي ميراثه, مثل الحريري حسب التعبير المذهبي "أهل السنة" بلبنان كما يقال بينما هو من سرق, نهب وأفقر السنة قبل غيرهم, تضاعفت ملياراته عشر مرات ما بين قدومه ومصرعه بالقرب من مشهد الجرائم التي ارتكبها المقبور حيث دفن في عقار مسروق من أصحابه.
أما بعض الأسماء التي اشتركت مع الحريري في جرائمه وسهلت سرقاته فهم من أركان تياره الأزرق, زرقة تيارة بنفس زرقة علم الكيان الصهيوني, النهج الحريري في اغتصاب الحقوق لا يختلف كثيراً عن نهج عصابات الكيان المغتصب لفلسطين أما قائمة المرتكبين فتتضمن:
رفيق الحريري، وليد عيدو، سعيد ميرزا، وسام الحسن، فؤاد السنيورة... إنهم أبطال فصول الحكاية كلها.
اليكم حكاية العم عمر لبابيدي:
كان عمر لبابيدي أحد أصحاب الأملاك في وسط بيروت؛ فقد كان يمتلك محلاً اسمه «ميندور» للملابس في العقار الرقم ,851 قرب ساحة الشهداء كما كان يملك فندقاً صغيراً بسوق سرسق, مساحته 900 متر مربع, حين بدأت الحرب الأهلية في لبنان وتوقفت الأعمال بوسط بيروت، سافر لبابيديإلى الخليج ليعود في 1992،بعد أن استقر الوضع الأمني.
وجد عمر لبابيدي محله في مكانه، فاشترى محلاً آخر في العقار الرقم 846 بسعر 100 ألف دولار، وقام بترتيب المحلين بعدما تأكد أن كليهما لا يدخلان ضمن «خطة إعمار وسط بيروت» لشركة سوليدير, قام لبابيدي بإجراء كل ما يلزم من إصلاحات لإعادة مزاولة نشاطه التجاري ثم عاد مجدداً للخليج لتصفية أعماله فيه، طالت فترة غيابه 6 أشهر أمضاها بعملية التصفية، عاد لبابيدي أو العم عمر إلى لبنان، فعلم أن الفندق الذي يمتلكه في سوق سرسق قد دخل ضمن مشروع سوليدير، وأن النائب عن تيار المستقبل والقتيل لاحقاً القاضي وليد عيدو, قد خمّنه بقيمة 80 ألف دولار، وقد نقلت ملكيته إلى شركة سوليدير بالتعاون مع القاضي سعيد ميرزا، علماً أن مساحة الفندق هي 900 متر مربع , أي أن تقدير قيمة المتر المربع دون المئة دولار وهي قيمة مجحفة ولا تعكس قيمة العقار الحقيقية في قلب بيروت.
كارثة العم عمر, لم تتوقف عند تقييم الفندق بل وصلت الى كل ما يملك, ذهب ليتفقد محليه في ساحة الشهداء ويا هول ما شاهد, وقف أمام المحلين التي من المفترض أنه يملكهما، توقف قلبه بعدما وجدها قد سوّيا بالأرض!.
تسائل العم عمر: «من اتخذ قرار هدمها, حيث لم يكن العقارين ضمن مخطط إعادة الإعمار, بينما هما أصلاً لم يتأثرا بالحرب ولا يحتاجا إلا إلى ترميم خفيف! وتسائل كيف العم عمر, كيف تم تدميرهما بعدما أكدوا لي سابقاً أنها ليسا معرضين للهدم؟ ثم أضاف لمحدثيه, ماذا سأفعل بعدما صفّيت أعمالي خارج لبنان؟. العبارات تتسابق على لسان العم عمر، يتعب من الغضب، يُشعرك كأنك تعيش معه أحداث مصائبه في عام 1992.
بعدما سأل واستفهم، علم العم عمر أن شركة «أوجيه» التابعة للرئيس الحريري هي من أصدر قرار الهدم.
ذهب إلى المحامي (النائب الأسبق) أوغست باخوس، فنصحه برفع دعوى على سوليدير، إلا أن العم لم يفعل، بل ذهب مباشرة إلى الحريري "لأنه كان يستقبل أبناء بيروت"، فخيره الأخير بالآتي: "إما أن يأخذ محلاً من المبنى الجديد الذي سيُشيَّد مكان المبنى الذي هدّم، وإما أن يأخذ تعويضاً بقيمة المحل"، وكان ثمن المحل حينها أكثر من مليون دولار؛ لأنه من طبقتين... وسأله الحريري خلال اللقاء: "كيف وضعك بطريق الجديدة؟" اشارة للإنتخابات, ارتاح العم عمر من مقابلته مع الحريري فما كان منه إلآ أن فتح منزله في الطريق الجديدة مركزاً انتخابياً لدعم رفيق الحريري في الإنتخابات ويضيف لبابيدي، «وصوّرت على نفقتي 5 آلاف تيشرت لدعم الحريري بأكثر من 20 ألف دولار»... وبطيبة قلب، وولاء للرئيس الحريري، طالب الحريري العم عمر بعد أن خدعه أن يتنازل عن حقوقه في العقار الرقم 298 لمصلحة سوليدير، وأوكل إلى هشام جارودي أن ينوب عنه لإتمام معاملات التنازل عن الحقوق في العقار المذكور، حاصلاً في المقابل على أسهم في شركة سوليدير (وهذا العقار، هو الذي وضع فيه جثمان الرئيس الحريري في عام 2005
.
انتهت الانتخابات، واتصل نائب رئيس مجلس إدارة سوليدير حينها ماهر بيضون بالعم عمر، وبعدها ذهب معه إلى منطقة وسط بيروت، وعرض عليه أكثر من محل، وكان الاختيار، وطلب بيضون من العم أن يصبر قليلاً لأنه يريد قوننة ملكيته للمحل، وخلال فترة الانتظار، ذهب العم عمر إلى النائب ميشال فرعون، وسأله عن حقيقة الوعد الذي قطعه بيضون، فأجرى فرعون اتصالاً ببيضون، فجاء الرد إيجاباً بأن الحريري قدم للبابيدي محلاً في وسط بيروت, إلا أن الوعود كلها كانت حلماً وسراباً, ويضيف لبابيدي: "وكنت دائماً أتصل بالحريري فيقول لي: بكرا وبعده"
«آآآه»، يتنهد العم عمر، تثقل التجاعيد وجهه، يحمل رأسه بكلتا يديه مجدداً، ويعود إلى صمته. فقد طال الوعد كثيراً. وفي عام 2004، دُعي الحريري إلى غداء أقامته جمعية «أسر بيروت» برئاسة يحيى الهبري. حينها، جاء الرئيس السابق فؤاد السنيورة ممثلاً عن الحريري. طبعاً لمعت عينا العم عمر، فتقدم من السنيورة ببطء كمن يتأبط الأمل، وشرح له القصة، فجاوبه السنيورة: «معك حق، وهيدا رقمي حكيني لنحل القصة»، يخرج العم من دفتر قديم قصاصة ورق وعليها اسم السنيورة بخط يده ورقم هاتف هو: 01642720. اتصل العم بالرقم، فكانت الصدمة: الرقم غلط! بعد شهرين، استطاع الوصول إلى أحد الموظفين في مكتب السنيورة، اتصل به، شرح قضيته، وتحدث له عن قصاصة الورق، فما كان من موظف السنيورة, سوى القول للبابيدي:"انقع الورقة واشرب ميتها"!.
العذاب استمر، فنزل العم عمر إلى وسط بيروت ليرى ماذا حل بالمساحة التي كان يجب أن يكون ضمنها محله الجديد والموعود، وجد أبنية، محال، وموظفين وعمال، ولم يكن محله الموعود بالمكان، قلب العمر توقف، أصيب بذبحة قلبية خطرة, أجاب من سألوه عن حالته الصحية فكان يجيب «من القهر يا عمو». نقل العم عمرإلى المستشفى، وبعدما عاد الى منزله من المستشفى، جاءه عدد من الأشخاص من طرف الحريري، جددوا وعودهم الكاذبة واختفوا.
في عام 2006، وهن قلب العم مجدداً، توجه إلى مستشفى الجامعة الأميركية فرفضوا إدخاله من دون دفع مبلغ مسبق، فاتصل بالنائب أمين شري الذي وجهه إلى مستشفى الرسول الأعظم. للمرة الثالثة التي يتعالج فيه على تفقة حزب الله, سرقه الحريري وتضامن انسانياً معه حزب الله, الكلمات لا تخرج من فم العم عمر، يصمت، ويشدد على كتابة العبارة الآتية: «لقد قتلوا أهل بيروت".