أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، أن "المجتمع اللبناني في أغلبيته الساحقة ما زال محكوماً للإعتبارات الطائفية، وأضاف : "نحن ضد العزل والاقصاء ولا نريد حرباً اهلية في لبنان ولا نريد أن نحكم البلد".
وذلك في المقابلة مع إذاعة "النور" في الذكرى العشرين لدحر الصهاينة من لبنان وعيد المقاومة والتحرير والتي أجرتها معه الإعلامية المميّزة
"بُثينة علّيق "
لفت سماحة السيّد نصرالله إلى أنه "في لبنان يجب أن تكون هناك أسقف واضحة لأي تغيير داخلي أبرزها عدم التقسيم وعدم إعطاء فرصة للعدو، فأدوات التغيير في الداخل اللبناني يجب أن تراعي تركيبة البلد والمخاوف الموجودة فيه".
وأضاف: "إنّ سياسة التجويع والوضع الاقتصاديالصعب كانت وما زالت أدوات لتأليب البيئة الحاضنة على المقاومة.
-مكافحة الفساد ونهج حزب الله في مكافحته :
قال سماحته :"نحن دخلنا الحكومة وبدأنا في ملف مكافحة الفساد لكن البعض لا يزال يسأل لماذا نريد أن نكافح الفساد عبر القضاء".
وأضاف سماحة السيّد نصرالله، "من يريد القتال فينا من أجل الاصلاح في لبنان يجب أن يتفهم أن المقاومة على رأس لائحة الاستهداف في الكرة الأرضية، وأمام أي تحولات جديدة عندما تسير بمسار يجب أن تنتبه المقاومة ما اذا كانت تسير إلى الكمين الذي ينصبه لها العدو".
وأكّد أن "وزراؤنا ونوابنا أو الموظفين المحسوبوين علينا يذهبون إلى القضاء للمحاسبة اذا جرى إتهامهم"، مشيرًا إلى أن "أي خلاف في لبنان على أي موضوع يتحول بسرعة إلى خلاف طائفي مثل ما حدث حول تعيين محافظ لبيروت"، لافتًا إلى أنه "لا مصلحة ولا يمكننا أن نستخدم القوة في أي ملف فساد في لبنان".
-هل يمكن محاربة الفساد بمعزل عن القضاء؟
أكّد السيّد نصرالله، أن "البلد يحتاج إلى قضاة إستشهاديين لإصلاحه من الفساد، وليس صحيحاً مكافحة الفساد بمعزلٍ عن القضاء"، مشيرًا إلى أن "النظام اللبناني يحتاج إلى تطوير وإصلاح لكن ليس على قاعدة نسفه، ولكن يمكن الجلوس والبحث في تطوير الطائف".
-تظاهرات 17 تشرين الثاني:
وعن تظاهرات 17 تشرين، قال السيّدنصرالله:
"بعض من كان يقف خلف الحراك لم يكن مخلصاً لأهداف ذلك الحراك"، تابع قائلاً:
"لو تواصلت التظاهرات والاعتصامات دون التوظيف والاستهداف السياسي كانت تلك الحكومة التي لم نكن مع إستقالتها وكانت تجمع معظم القوى السياسية كانت لتأخذ مجموعة من الاجراءات الاصلاحية لصالح الشعب".
وقال: "هناك قوانين تحمي الفساد وقد دعونا إلى تغييرها وهذا ما يحتاج وقتاً من أجل تشريعه قانونياً، ومن ينتظر عملاً ثورياً تغييرياً دفعة واحدة في لبنان يجب أن يعلم أن هذا الامر يحصل بالتدرج".
وشدد أمين عام حزب الله، على "ضرورة إزالة الالغام وفتح الطرقات في معركة مكافحة الفساد، "ونحن لن ندوس على الالغام والافضل أن نسلك طريقاً لنفكك اللغم لا أن ندوس عليه"، مؤكدًا أن "كل القوى السياسية كانت تحت الضغط خلال أحداث 17 تشرين، ويمكن مع الوقت وضع البلد على سكة الاصلاح".
وكشف نصرالله، أن "أحد أهداف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان الصراع السني - الشيعي في البلد، وكنا على حافة حرب مذهبية ونحن بذلنا جهدًا كبيرا وذهبنا الى تحالفات سياسية تختلف معنا للابتعاد عن الانفجار الكبير الذي يتم الدفع باتجاهه".
وفي العام 2011 جرت الأحداث في العالم العربي وجرى ما جرى في سوريّا وكان لا بدّ ان نشارك في مواجهة ما كان مخطّطاً للمقاومة وللبنان وكان ذلك الموضوع الأهم
بالنسبة لنا لأن عدم مواجهة المخططات الإرهابية كان سيشكّل خطراً كبيراً على المقاومة وعلى لبنان.
- لماذا أعطى حزب الله الضوء الأخضر على مفاوضة الحكومة لصندوق النقد الدولي؟
بخصوص صندوق النقد الدولي، قال سماحة السيّد نصرالله: "نحن لم نذهب إلى صندوق النقد الدولي، ولكن فتحنا الباب بحيث إذا ارادت الحكومة أن تذهب فلتذهب وتكون أمام التجربة وجزء من عدم ممانعتنا مفاوضة صندوق النقد هو من باب سحب الذرائع"، مضيفًا "أنّ موضوع الخطة الاقتصادية مشوب بتعقيدات وكمائن كثيرة".
-كيفيّة العمل لتحسين الاوضاع الاقتصادية:
لفت سماحته إلى أن الأمريكيين هم من يمنع لبنان من التعامل مع الصين في الملفات الاقتصادية، وعلى اللبنانيين الخروج من قبضة الحرص على الرضا الاميركي والتحول شرقاً"، مشيرًا إلى أن "العراق على استعداد لعقد الاتفاقيات مع لبنان حول تصريف الانتاج والاسواق موجودة، ولذلك يجب إعادة العلاقات مع سوريا".
وأكد السيّد نصرالله، أن "الحكومة تحتاج إلى وقت للذهاب شرقاً، وهذا بحاجة قرار سياسي يصنعه ضغط الرأي العام وعدم التعرض لضغط خارجي".وشدّد على أننا معنيون بتشكيل ضغط سياسي ورأي عام لدفع المصارف إلى المساعدة في معالجة الازمة الاقتصادية.
-العلاقة مع التيار الوطني الحرّ وباقي الحلفاء:
وتعليقًا على ما شهدته العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ بعد تصريحات نواب من التيار بخصوص الأمور المتعلقة بالحزب، لفت السيّد نصرالله إلى أننا "نعالج المشاكل بين حلفائنا ونعالج مشاكلنا مع الحلفاء من خلال إطفاء المشاكل"، مشيرًا إلى أننا "وحلفاؤنا لسنا نسخة طبقة الأصل، لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف".
وقال: "مواقع التواصل الاجتماعي تُظهِر وكأن هناك مشاكل بين الحلفاء وفي المقابل القيادات تكون على تواصل وتوافق دائم، ولذلك المطلوب من القيادات السياسية عدم الإنجرار خلف الإنفعالات".
وأكّد سماحته، أن "رئيس التيار جبران باسيل لم يفتح مع حزب الله مسألة رئاسة الجمهورية لا من بعيد ولا من قريب"، مشيرًا إلى أن "التحالف مع التيار الوطني الحر مبني على أسس قوية ومتينة".
وأضاف، "هناك من يريد لعلاقتنا بالتيار الوطني أن تسوء، لكن مصلحة البلد تقتضي أن تبقى العلاقة قوية.