أيّها المُتزّعمون:
أيًها الغاصبون منّا حتى أحلامنا:
شَقِيَ أجدادنا وآباؤنا وكان حلُمهم وهمّهم بناء وطن يسعد فيه الأبناء والأحفاد ولكنّهم رحلوا وفي قلوبهم غصّةٌ وآلام أورثوها لنا ومن المؤكد أننا سنخلّدها بدورنا في وصايانا .
كانت أمنيتُهم ، ولا زالت أحلامنا بناء دولة يديرها الأشراف والأخيار وليس مزارِع يديرها زعماء عصابات يختلفون على المناصب ويتوزّعون المكاسب.
نعم أنتم متزعّمون ولستم زعماء ، أنتم ذئاب ولستم رُعاة ،أنتم لصوص ولستم أمناء، لأنّكم فرضتم أنفسكم على الناس :
بالقوّة وليس بالإنتخابات الحرّة النزيهة.
-قوّة التحريض المذهبي والطائفي الذي انطلى على عقول العامّة من الناس البسطاء الذين توهّم كلٌّ منهم أنّ الطائفة والمذهب في خطر فاندفع يقاتل جيرانه من أبناء الوطن أعواماً طويلة مريرة ، فكان وأمثاله وقوداً لنار مطامعكم ، وقوداً لحربٍ أشعلها أسيادكم وأنهوها بعدما أن سالت دماء الفقراء أنهاراً وبعدما حققوا ما كانوا رسموه في أقبيةُ مخابراتهم من إركاع وإخضاع لأنظمةٍ ومنظمات وشعوب ، أوقفوها مؤقتاً على تخوم إتّفاقٍ فرضوه على الشعب الذي كان يتوق للخلاص بأيّ ثمن .
الفقراء الذين صدّقوا أن مستقبلهم ومستقبل أولادهم بل مستقبل الوطن برُمّتِه بين أيدي أمينة، فرفعوكم على أكتافهم بل على رؤوسهم ونصّبوكم في مواقع جعلتكم أسياداً على رقابهم التي حَنَوْها لكم فركبتم وامتطيتم الظهور ولم تكتفوا بذلك بل رحتم تضربوا الأكتاف يُمنةً ويسرةً بمهاميزكم حتى سالت الكرامة بعد أن سالت الدّماء.
-قوّة الترهيب التي أوكلتُم بها زبانيتكم حرّاس العشيرة والقبيلة الذين يُديرهم حُجّاب القصور وماسحوا الجوخ والنّعال أولئك الوصوليّون الذين عرفوا "من أين تؤكلُ الكتف"،" فتمسّكنوا حتى تمكنّوا" وأصبحوا في مقدّمة الركب حكّاماً يحكمون ويتحكمون ، ونسوا يوماً كانوا فيه بُسطاء عاديّون حالمون بدولة العدل والعدالة. هؤلاء فهموكم جيّداً وبتلميح ودون الحاجة إلى تصريح يوعزون إلى الذين لا يجدون قوت يومهم في غالب أيّامهم لتأديب فلانٍ أو فلان من الذين تجرّؤوا ورفعوا الصوت وأطلقوا صرخة أنينٍ في دياجير ظلامِكم وظلمكم إحتجاجاً على عدالتكم المشروخة ونزاهتكم الممسوخة ، مثل مسخ المناصب التي توزّعونها يُمنةً ويُسرةً على من لا يستحق بل على من يقدّم الولاء الأعمى ويدفع المبلغ المرقوم والذي يعلم الله وحده كيف جناه .
-بعضكم ورِث الكرسي والمنصب والزعامة عن والده الذي جيء به ليُنفّذ مشروعاً وعندما فشل إغتالوه وزرعوا بذور الفتنة التي تُطِلُ برأسها وأذنابها بين حينٍ وآخر .
وآخر ورثهم عن جدّه الذي كان إمّا عميلاً للإنكليز أو للفرنسيين الذين رسموا حدود الطوائف كما رسّموا حدود الوطن منذ قرنً مضى من الزمن.
وبعضكم عيّنه عبدالحليم خدّام ومخابرات غازي كنعان ورستم غزالة بعدما اختبروا جيبتهُ ونذالته.
وبعضكم الآخر تزّعّم مدعوماً من الصهاينة والأمريكيين والأعراب المتصهينين وأوراقُ اعتماده العمالة والمجازر التي ارتكبها في طول البلاد وعرضها .
أيّها المتحكّمون بمصير البلاد والعباد:
كفاكم تسلّطاً وتحكماً وتجبّراً .
كفاكم نهباً وسرقةً أنتم وعشيرتكم وحاشيتكم المقرّبون .
كفاكم إمتصاصاً لدماء الفقراء .
كفاكم إذلالاً لأولئك الذين لا زال لديهم من الكرامة وعزّة النفس ما يأبون أن يريقوها على مذبح حقارتكم ونذالتكم.
نحن اللبنانيّون :
الذين أركعنا الصهاينة والأمريكيين وأذليّنا جبروتهم،
كفاكُمْ، إرفعوا أرجلكم عن رقابنا.
كفاكم ،كيف ستواجهون الحاكم الذي لا يُظلّم في محكمتِهِ أحد ؟!
طفحَ الكيل، وبلغ السيْلُ الزُبى.
"نريد أن نتنّفس".