الاول من تموز/يوليو كان موعد تنفيذ "خطة الضم" الذي أعلنه نتنياهو لضم أجزاء من الضفة و تعادل 30% من مساحتها وتشمل الأغوار التي تعتبر الخزان الغذائي للفلسطينيين ..
فشل نتنياهو في تمرير خطته التي (أُلغيت أو أُجلت) وهو الذي كان يراهن على استغلال الوقت المتبقي للانتخابات الأميركية للضغط على ترامب لتأييد الخطة التي تتوافق وخطة الرئيس الأميركي للسلام..
وبعد أن عمل الطرفان الاميركي والاسرائيلي على تهيئة الظروف الاقليمية والمحلية لتنفيذها ، من توتير الساحة اللبنانية وزيادة الضغط على سورية لخنقها اقتصاديا ولبنان ، والضغط على فصائل المقاومة العراقية عبر تنفيذ الاعتقالات ، وكذلك الضغط على ايران من خلال التفجيرات المتنقلة التي طالت عدد من المنشآت الحيوية فيها وسط شكوك بأنها ذات منشأ سيبراني أميركي اسرائيلي..
إضافة لما سبق فإن نتنياهو صرح بأنه يتواصل مع العديد من الزعماء العرب حول تنفيذ الخطة ، كما أطلقت اسرائيل تهديدات للأردن في حال الرفض ، وكذلك لرئيس السلطة الفلسطينية ..
ميدانيا ، قامت اسرائيل بنشر بطاريات الباتريوت على الحدود مع غزة ، وأجرت تدريبات متنوعة على الحدود الشمالية مع لبنان وسورية ، تحسبا لأي تطور محتمل ..
الهدف الاسرائيلي من هذا التوقيت ، كان بالاضافة الى استغلال فترة الانتخابات الاميركية ، هو التعجيل بالتنفيذ قبل الخروج الاميركي من المنطقة ، وقبل أن تتمكن سورية وحلفاؤها من حسم المعركة في سورية ..
مالذي حدث ؟
▪️ الخطاب المرعب : خرج سيّد المقاومة في لبنان بخطاب ناري شامل أرعب قادة الكيان الصهيوني من السياسيين والعسكريين ، وصل صداه الى مخدع ترامب في البيت الأبيض ( المعركة مفتوحة ، وقواعد الاشتباك القديمة سقطت )..
عملية الردع اليمنية 4 : أبطال اليمن يقضون مضاجع آل سعود في قلب الرياض ، ويدكون أهم مراكز الاستخبارات والحرس الوطني وغيرها ، ووصل الصدى مرة أخرى الى مخادع ترامب ونتنياهو ..
المؤتمر الصحفي : وليد المعلم يوجه رسائل متعددة الاتجاهات ، من اهمها ما كان باتجاه مصر لإخراج تركيا من أي محاولة لمساندة اسرائيل ، وما كان باتجاه الأردن للتأكيد بأنه من غير المسموح ترك الأردن ليكون ضحية لخطة الضم ..
صواريخ الردع : 24 صاروخ اطلقتها المقاومة الفلسطينية في نصف ساعة باتجاه البحر ووصلت الى الحدود الاقليمية القبرصية ، وأوصلت رسالة عسكرية لنتياهو ( لدى صواريخنا القدرة على تغطية كامل الكيان الصهيوني وبكثافة اطلاق لا تنفع معها مضاداتكم )
الداخل الاسرائيلي ؟
بالرغم من ان الحكومة الاسرائيلية حصلت على اغلبية مريحة في الكنيست بعد مفاوضات شاقة لتشكيلها ، فهذا لم يمنع من ظهور انقسامات داخلها حول خطة الضم ، "غانتس" رئيس الوزراء المؤجل ، والذي من المفترض ان يتولى رئاسة الحكومة بعد 18 شهرا من تشكيلها بحسب الاتفاق مع "نتنياهو" ، عارض توقيت خطة الضم ، وهو الذي يخشى ان نتنياهو يسعى لتحقيق انجاز كبير للكيان يرفع شعبيته فيطيح بالحكومة ويدعو لانتخابات مبكرة ويحرمه من تولي رئاسة الحكومة بالمداورة ، لذلك عارض التوقيت وسعى لإفشال التنفيذ ليحتكر هذا الامر لنفسه لاحقا ، بعد ان تشرذم حزبه لتحالفه مع نتنياهو بالحكومة ..
الموقف الاميركي ؟
من الواضح ان الأميركي لعب دورا في إيقاف تنفيذ الخطة في الساعات الاخيرة بعد ان قرأ كل المعطيات التي ذكرناها اعلاه وغيرها مما زودته به الاستخبارات المركزية ، وبحسب رئيس الكنيست السابق فإن ترامب هو الذي الغى الخطة في الساعات الاخيرة . ترامب ادرك ان محور المقاومة يرى في خطة الضم مناسبة لإشعال المنطقة إن لزم الامر ضد الاسرائيلي والاميركي ، وضد من يتبع لهم من انظمة رجعية عربية، ويعلم ترامب بكل تأكيد ان لا طاقة له بهذه المواجهة التي سيخرج منها خاسرا وعلى كامل مساحة المواجهة من ايران الى العراق فسورية ولبنان وفلسطين وحتى الخليج ، وستقضي على أمله في البقاء في البيت الابيض ، وهو الذي يكفيه ما يعانيه ..
ما هو المتوقع ؟
يمكن القول ان محور المقاومة يدرك ان المنحني البياني لحجم الضغوطات التي تمارس عليه بمختلف اشكالها بلغ ذروته ، وأن هذا المنحني سيأخذ شكله هبوطا مع استنفاذ عدوه لكامل اوراق الضغط ، وهو أي محور المقاومة أعد العدة للحظة الحاسمة ويعلم ان الوقت يضيق امام الاميركي ، لكنه أيضا يعلم ان نتنياهو الذي اصيب بالخذلان لا بد له من العودة الى حماقات ما قبل موعد خطة الضم ، والمقصود لجوءه لحماقة الاستهداف الجوي في سورية وغيرها او إلى سياسة الاغتيالات ، ليعيد بعض ماء الوجه الذي خسره امام ناخبيه ، ومواجهة الشماتة التي سيجدها في نظرات غانتس له ..
هذه المرة على ما يبدو فإن اقدام نتنياهو على استفزاز محور المقاومة وفق ما يمكن قراءته من ظروف المنطقة والمواقف المعلنة ، لن يمر بسهولة ، ولن تكفي كلمة حماقة لوصف سلوك نتنياهو ، بل يمكن القول ان نتنياهو سيكون قد اقترف الخطا القاتل و الخطيئة الكبرى التي ستدفع اسرائيل ثمنها باهظا ....
م.حيان نيوف