أين يتجه مستقبل الذهب في ظل جائحة فيروس كورونا؟
دراسات و أبحاث
أين يتجه مستقبل الذهب في ظل جائحة فيروس كورونا؟
10 تموز 2020 , 18:49 م
  الذهب معدن نفيس، ومخزن للقيمة، على مر العصور، ويعتبره المستثمرين احد أكثر قنوات الاستثمار الآمنة وقليلة المخاطر، والعلاقة بين أسعار الذهب وأسواق الأسهم علاقة عكسية، ففي أغلب الأحيان، تنخفض أسعار

أين يتجه مستقبل الذهب في ظل جائحة فيروس كورونا؟

الذهب معدن نفيس، ومخزن للقيمة، على مر العصور، ويعتبره المستثمرين احد أكثر قنوات الاستثمار الآمنة وقليلة المخاطر، والعلاقة بين أسعار الذهب وأسواق الأسهم علاقة عكسية، ففي أغلب الأحيان، تنخفض أسعار الذهب عندما تعمل أسواق الأسهم بشكل جيد والعكس صحيح، فعندما تنهار أسواق الأسهم، يزداد الطلب على الذهب حيث يتطلع المزيد من المستثمرين إلى خيارات استثمار أكثر أماناً.

وفى تلك الأيام يلقى الذهب متابعة لحظية من المستثمرين خاصة مع تواصل الاتجاه التصاعدي للمعدن الأصفر الذي سجل أعلى سعر له منذ 2011 عندما اقترب بشدة من 1790 دولار للأوقية، حتى أن المحللين يؤكدون ان الانخفاضات البسيطة في سعر الذهب في الأيام التي تلت تلك القمة، ما هي إلا استعداد لمزيد من الانطلاق نحو قمة جديدة.

لذا ينصح المحللين والخبراء بمتابعة سعر الذهب مباشر لكل متداولي المعدن الثمين في تلك الفترة بالتحديد، خاصة وأن الاقبال على تداول الذهب قد شهد ارتفاعا متزايدا منذ جائحة كورونا، بإعتباره أحد ابرز ادوات التداول الهامة، التي يتجه لها المستثمرين في فترات عدم اليقين وفي ظل التخبط في الاسواق المالية العالمية مع اخبار جائحة كورونا واثارها على الاقتصاد العالمي.

ويعد الاستثمار في الذهب طريقة جيدة لتنويع المحفظة الاستثمارية، فمن خلال القيام بذلك، يكون لدى المستثمر دائماً أصول يتنازل عنها في أوقات الطوارئ، وبالنسبة للأشخاص العاديين، يتوجهون لشراء الذهب، لإنه يوفر سيولة عالية،  ويساعد على تلبية الاحتياجات المالية في فترة قصيرة.

ويعتبر الذهب أحد أكثر خيارات الاستثمار المضمونة، حيث إن فرص فقدان الذهب لقيمته بالكامل تكاد تكون معدومة، وقد تتقلب أسعار الذهب لكنها لن تنهار إلى الصفر، ولهذا السبب بالذات ترتفع أسعار المعدن الأصفر في أوقات التوترات والقلق السياسي والحروب، والأزمات الاقتصادية.

كيف تأثرت أسعار الذهب بجائحة كورونا؟

لقد أدى انتشار فيروس كورونا على مستوى دول العالم، إلى حالة من القلق والتوتر أضرت بالاقتصاد العالمي بشكل مباشر، والذي أدى بدوره فعلياً إلى إغلاق الاقتصادات الرئيسية والكيانات الكبرى في جميع أنحاء العالم،  إلى ارتفاع أسعار الذهب، وهي نتيجة طبيعية في ظل الركود العالمي الرئيسي الموجود الآن.

وفي حين أن الذهب في حد ذاته، لا ينتج أي قيمة اقتصادية، فهو أداة فعالة للتحوط ضد التضخم والأزمات، كما أنها وسيلة استثمار اكثر سيولة بالمقارنة مع العقارات والعديد من أدوات الدين التي تأتي خلال مدة محددة.

وما حدث خلال ازمة فيروس كورونا لاسعار الذهب، هو ماتكرر حدوثه عبر الأزمات الكبرى التي شهدها العالم، بعد أي انهيار اقتصادي كبير وركود، حيث تواصل أسعار الذهب ارتفاعها.

ويرى الخبراء والمحللين أن الذهب قد يتخطى الآن الذروة السابقة عند حوالي 1900 دولار للأوقية، ومن المتوقع أن يلامس الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق، لافتين إلى أن أي قرار بالبيع المفاجئ لحيازات الذهب من قبل البنوك المركزية على مستوى العالم  للتغلب على الأزمة الاقتصادية، وأزمة الأصول الأخرى ذات المخاطر التي تدفع المستثمرين إلى تعويض خسائرهم من خلال بيع صناديق الاستثمار المتداولة (الصناديق المتداولة في البورصة)، هي الأحداث الرئيسية التي يمكن أن توقف ارتفاع الذهب. 

ويتوقع الخبراء أن يستمر التأثير الاقتصادي السلبي الناتج عن جائحة فيروس كورونا، لفترة أطول، وعندما يزداد التعافي الاقتصادي بوتيرة سريعة، وهو أمر متوقع  في أواخر عام 2021 فقط، سيبدأ المستثمرين في تخصيص المزيد من الأموال للاستثمار في الأصول الأعلى خطورة مثل الأسهم والعقارات والسندات وسحب الأموال من الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار الأمريكي والسندات الحكومية، ووفقًا للأحداث التاريخية، عندما تبدأ الأسهم وأصول المخاطرة في الاتجاه التصاعدي، ينخفض ​​الذهب بشكل ملحوظ.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

إنتاج التعدين

تأثرت أنشطة تعدين الذهب في الربع الأول من2020، بسبب عمليات الإغلاق المستمرة التي سببها فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وانخفض إنتاج التعدين بنسبة 3 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول، وهو أدنى مستوى منذ عام 2015، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. 

توسع البنوك المركزية في الاحتفاظ بالذهب

تحتفظ البنوك المركزية بالذهب كجزء من احتياطياتها، وفي العادة في أوقات الأزمات يرتفع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية، وبالتالي أصبحت أسعار الذهب المباشر في تصاعد مستمر منذ بداية الأزمة.

زيادة الطلب على المجوهرات

يؤثر الطلب على شراء الذهب واستخدامه للمجوهرات والحلي على أسعار الذهب المباشرة، وتمثل الصين والهند أكثر من نصف الطلب العالمي على الذهب، ومعظمها لصنع المجوهرات، وقد أدى ارتفاع أسعار الذهب، إلى انخفاض الطلب على الذهب بنسبة 65 في المائة (الصين) و 41 في المائة (الهند) في الربع الأول، وانخفض الطلب العالمي بنسبة 39 في المائة.

زيادة الطلب على الذهب الاستثمار

يعتبر المستثمرين الذهب ملاذ آمن، ولقد نمت أصول الذهب المتداولة في البورصة الأوروبية أكثر من 80٪ خلال العام الماضي.

سعر الصرف

نظرًا لأن سعر الذهب المباشر مرتبط بالدولار الأمريكي، فإن أسعار الصرف تلعب دوراً رئيسياً في التسعير، و يمكن أن تزيد من سعر الذهب او تساهم في خفضه.

سعر الذهب مباشر

السعر الفوري للذهب، أو ما يطلق عليه سعر الذهب مباشر، هو متوسط ​​سعر الذهب الذي يعتمده تجار السبائك في سوق الجملة، حيث إنهم يتداولون سبائك الذهب الكبيرة في ضوء القيم الحالية، وليس في المستقبل، بموجب هذه الاتفاقية، يحدد هؤلاء التجار سعر الذهب مباشر.

وعلى عكس سعر السهم في سوق الأسهم، فإن سعر الذهب المباشر والمتغير هذا لا يتم إنشاؤه بواسطة بورصة رسمية أو نظام تداول إلكتروني مثل بورصة لندن في المملكة المتحدة أو بورصة طوكيو (TSE)، حيث  أن سعر الذهب الفوري هو في الواقع مزيج من أسعار الذهب المختلفة التي تعامل بها الآلاف من تجار بنوك السبائك الذين يعملون في جميع أنحاء العالم، في البورصات العالمية.

==

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري