كتب على شريف.. لصاحب الغبطة البطريرك الراعي: قليلاً من الوفاء، وقليلاً من الضغينة..
مقالات
كتب على شريف.. لصاحب الغبطة البطريرك الراعي: قليلاً من الوفاء، وقليلاً من الضغينة..
10 تموز 2020 , 22:35 م
هل تعلم يا صاحب الغبطة أن هذه الدول التي تناشدها حضرتك لتخلصك من الذين تقصدهم، هي نفسها الدول التي شرَّدت المسيحيين في العراق وسوريا وليبيا والمشرق العربي؟ وهل تعلم يا صاحب الغبطة، أن هؤلاء الذين


هل تعلم يا صاحب الغبطة أن هذه الدول التي تناشدها حضرتك لتخلصك من الذين تقصدهم، هي نفسها الدول التي شرَّدت المسيحيين في العراق وسوريا وليبيا والمشرق العربي؟

وهل تعلم يا صاحب الغبطة، أن هؤلاء الذين تتذمر منهم حضرتك وتحملُ عليهم بالحقد والضغينة وتهاجمهم في مواعظك الكنسية، هم الذين حموا الكنيسة من الدواعش الذين كانوا يهدمونها ويُكَسِّرون تماثيلها وصلبانها، ويفتكون براهباتها ورهبانها ورعيتها؟
وهل تعلم أن هؤلاء الدواعش هم من صنيعة تلك الدول التي تتمسكُ غبطتك بأذيالِ ثوبها مُدَّعِياً وجود خطرٍ لا وجود له على لبنان من مواطنيك وحماة ديارك وسياج حدود بلادك والمدافعين عن معابدهم ومعابدك وعن مقدساتهم ومقدساتك وعن نسائهم ونسائك وعن أطفالهم وأطفال بلدك الذي أنت بطريركه؟
بل هؤلاء هم المدافعون أيضاً عنك في إنطاكية وسائر المشرق التي نصبتك كنيستك بطريركاً عليها ولولاهم لما استطعت اليوم أن تتلو عِظَتَكَ التي، للأسف، تُحرّض فيها عليهم، وكأنك لم تَرَهم ولم تَرَ دماءهم الزكية تسيل في العديد من الأديرة كما العديد من الجوامع. 

لن أقولَ لكَ شيئاً إلا بالمعروف يا صاحب الغبطة الراعي، لأني أُكِنُّ المحبة والاحترام لرعيتك مهما تحاملتَ أنتَ على حصن الوطن، ليس لشيء سوى لأنهم أخوتي في الوطن والإنسانية، ولأن مبادئي علمتني أن أحبهم. 
إن  هؤلاء الذين ترتعد فرائصُك من سموِّ أخلاقِهِم، لم يفعلوا ما فعلوه تملُّقاً لك ولغيرِك، بل فعلوه انطلاقاً من مبادئهم وأصالتهم وأخلاقهم، تماماً كما تتصرف أنت انطلاقاً من أخلاقك، وليس من مبادئك، لأن مبادئ السيدالمسيح(ع)، التي تدَّعيها أنت، كان المفروض أن تكون المحبة بدل الضغينة، والوفاء بدل الجحود.

والسلام على أخوتنا في الوطنية والمواطنة وشركاء الخبز والملح.
فالإنسان كما علّمنا إمامنا:«إمّا أخٌ لنا في الدين، أو نظيرٌ لنا في الخلق»؛ وقد تعلّمنا من السيّد المسيح أنّ المحبّة سِرُّ وجود الإنسان وسرّ إنسانيّته.

الكاتب: علي شريف

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري