"لم تعُد هناك خطوط حمراء "
أيّها الجنود الصهاينة "قفوا على رجل ونصف وانتظروا ردّنا"
وسحبوا جيشهم (الذي لا يُقهر )لمسافة سبعة كيلومترات عن الحدود مع لبنان ووقفوا على رجل ونصف وعاشوا حالة من الرعب بانتظار تنفيذ المقاومة في لبنان تهديدها وكان ذلك الإنتظار قاسياً ومحبِطاً.
مقولة أطلقها سماحة السيّد حسن نصرالله منذ حوالي سنة بعد استشهاد أحد المقاومين في الداخل السوري وبعد اسقاط طائرة استطلاع وتفجير أخرى في حيّ ماضي في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.
واليوم وبعد ما جرى عصر يوم أمس في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة من قيام مدفعية ودبابات الجيش الصهيوني المهزوم بقصف أحد مواقعه الأكثر تحصيناً وهو موقع"رويسات العَلَمْ " اعتقاداً منه أنّ مجاهدي المقاومة الإسلامية قد تسللوا إلى داخله واحتلّوه وما رافق ذلك من قصف عنيف لبعض منازل المواطنين اللبنانيين في بلدتيّ" الهبارية وكفرشوبا" وكذلك الزام المستوطنين الصهاينة على طول الحدود الدخول إلى الملاحئ ومنع التحوّل لحوالي ساعتين .
بعد كلّ ذلك يتّضح أنّ جيش الصهاينة قيادةً وجنوداً وقيادة سياسية وأمنيّة يعيشون على أعصابهم مستَفَزّون مربَكون أشدّ الإرباك ينتظرون بفارغ الصبر ردّ المقاومة على استشهاد أحد المقاومين جراء القصف الصهيوني لأحد المواقع في سوريا منذ حوالي أسبوع ، وبالرغم من جميع الإجراءات التي يقومون بها منذ ذلك الوقت ولا سيّما وجود عشرات طائرات الإستطلاع تجوب سماء قرى جنوب لبنان ليلاً نهاراً لا تغادره بتاتاً إضافةً إلى الطيران الحربي ، بالإضافة إلى وجود كاميرات المراقبة وأجهزة الإستشعار عن بُعد المزروعة على طول الحدود ، كما الأقمار الإصطناعية التجسسية التي تراقب المناطق اللبنانية،كما يتّضح لجميع المراقبين في الداخل والخارج صحّة مقولة السيّد حسن نصرالله في خطاب التحرير في مدينة بنت جبيل "والله والله والله إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، ذلك التقييم والشعار الذي انحفر عميقاً في الوعي الجمعي الصهيوني والذي فشل جيشهم وقياداتهم في دحضِه في حرب تموز 2006 بعد رفعت شعار "خيوط الفولاذ"بل تعمّق أكثر في وجدانهم. قيادةً وجيشاً وشعباً .
مزارع شبعا المحتلة هي أكثر المناطق حساسية على الصعيد الأمني فهي معلنة من قبل الصهاينة كمنطقة عسكرية مغلقة والتدابير الأمنية فيها وفي محيطها صارمة جدّاً.
كذلك يسيطر جيشهم على القمم الجبلية العالية المشرفة على المزارع والممتدة على نحو 25 كيلومترا، والتي يزيد ارتفاعها على 1500 متر فوق سطح البحر، مما يوفر لها تفوقا من حيث قوة النيران، فضلا عن أهميتها الإستراتيجية كموقع لمراقبة ورصد تحركات المقاومة اللبنانية في جميع أنحاء القطاع الشرقي.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قد أصدر مطلع العام الجاري تعليماته إلى كافة وحدات الجيش بضرورة الخضوع لتدريبات عسكرية صارمة ومكثفة، تحاكي احتلال قرى في جنوب لبنان وخوض قتال شوارع مع حزب الله، في مؤشر لاحتمال أن يشهد العام الجاري مواجهة عسكرية جديدة.
وكشف الجيش الإسرائيلي في هذا السياق أنه أقام وحدات قتالية صغيرة تشارك فيها قوات من المشاة والهندسة والمدرعات ومدعومة من سلاحي الجو والبحرية، وذلك لإنجاح التنسيق بين أذرع الجيش الإسرائيلي المختلفة، وإخضاعها تحت إمرة قائد واحد يتحكم فيها ويدير عملياتها لضمان نجاح أي مواجهة في المستقبل مع المقاومة اللبنانية.
وما جرى يوم أمس هو تأكيد جليّ على مدى فشل تلك الخطط والإجراءات ويؤكد على لهزيمة النفسية التي لحقت بجميع مقوّمات كيان العدو الذي أرعب العرب منذ تأسيسه فرفعوا شعار : " العين لا تقاوم المخرز".
وعلى الرغم من الإنتصارات المتتالية التي حققتها المقاومة في لبنان وفي غزّة إلّا أنّ الأعراب يهرولون مسارعين إلى التطبيع مع الكيان الغاصب ويتآمرون على المقاومين ويسخّرون جميع إمكانياتهم المادية والإعلامية والأمنية والسياسية لمساندة الكيان الغاصب علناً .
وكذلك أصحاب ودُعاة مقولة الحياد في لبنان الذين لا يألون جهداً في التآمر على أشرف الناس ، إنّهم وبالرّغم مما جرى وعلى شاشات التلفزة وبالبَثّ المباشر ، إلا أنّهم يزدادون حقدا وينفثون سمومهم على الهواء من خلال تحليلات انهزامية واهية أثناء ما جرى وبعده على الرغمِ من اتّضاح المشهد واعتراف الصهاينة بفشلهم.
إنّه نصرٌ جديد حققته المقاومة في لبنان وجميع الشرفاء يوم أمس، ومن المؤكد أنّ أولئك المتخاذلين لن يتّعظوا ولن يثوبوا إلى رشدهم لأن مَن جُبٍلتْ طينته بالذلّ والهوان والعمالة استمرأ العبودية والنذالة ولن يحيد عنها.
"أيّها الصهاينة اختبئوا خلف الجُدُر المشيّدة وانتظروا جُندَ الحقّ إنّهم قادمون لا محالة وإنّ الله على نصرهم لأكيد".