لم يعد يخفى على كل متابع ما تمارسه تركيا الاردوغانية من تدخلات وإشعال للفتن والحروب ، من حدود الصين شرقا الى شمال ووسط افريقيا غربا ، مرورا ببحر قزوين وخليج عدن والبحر المتوسط ، ويكاد لا يخلو يوم من مشاغبة اردوغانية جديدة في مكان ما ، لدرجة باتت معها تركيا تتصدر اخبار الاعلام الاقليمي والعالمي ...
يمكن تلخيص دور تركيا الاردوغانية الحالي بما يلي :
[ ملىء الفراغ الناتج عن الانكفاء الاميركي في الساحات التي تعتبر مهمة للولايات المتحدة واسرائيل ، الى حين تبلور تفاهم اميركي روسي ، او الى حين استقرار الوضع الاميركي ]
واذا كانت روسيا ( وحلفاؤها ) تتعامل مع هذا الدور التركي بعقلانية وهدوء ، فلأنها ترى ان التعامل مع خصم بحجم اردوغان المكشوف لديها ، اهون وافضل من التعامل مع الاميركي ..
وعليه فالايام القادمة ستثبت ان هذا الدور الممنوح لتركيا الاردوغانية سيصطدم بحقيقة انتفاء الحاجة اليه ، وحقيقة وهم القوة التي يتقمصها ...
كيف يمكن ان يتم ذلك ؟
يمكن القول ان الستاتيك القائم حاليا متوقف على امرين :
- الاول : المفاوضات الاميركية العراقية ، وما ستنتهي اليه حول الانسحاب وابقاء بعض الوجود الاميركي في العراق ، وكيف ستضمن الولايات المتحدة مصالحها بعد انسحابها ..
- الثاني : كيفية رسم قواعد الاشتباك الجديدة بين محور المقاومة و العدو الصهيوني ، في ظل التواجد الايراني في سورية ، والاتفاقية العسكرية الأخيرة بين البلدين..
ان هذين الامرين مترابطين ، ومتى ما تم انجازهما ، (الذي قد يحتاج تغيرات على الارض وقد يتخلله اشتباكات سواء على الساحة العراقية او على جبهة الجولان والجنوب اللبناني )
عند ذلك ستنتفي الحاجة للدور التركي الاردوغاني ، على اعتبار ان بقية الملفات قابلة للحل امام هذين الملفين المعقدين للغاية ..
متى يكون ذلك ؟
من الواضح ان الوقت يضيق وامامنا اقل من 100 يوم للانتخابات الامريكية ، والملفات في المنطقة لم تعد قابلة للتأجيل ..
ربما يكون شهر آب/ اغسطس هو شهر المناسب لاتمام هذين البندين اللذين ذكرناهما اعلاه ، على اعتبار ان عدم انجازهما سيشكل ضغطا كبيرا على ترامب الذي يعاني اصلا ، ذلك ان محور المقاومة سيكون قادرا على الاستثمار لاحقا بهما قبيل الانتخابات الاميركية بوقت قصير جدا وهذا ما لا يرغب به ترامب ، ومتى ماتمّ ذلك فستكون المنطقة تالياً وربما في ايلول/ سبتمبر امام بداية السقوط الاردوغاني وكبح جماح النفوذ التركي ...
م. حيان نيوف