آهِ بَيْرُوتُ!
خَاصَمَ النَّومُ مُقْلَتِي يَا كِرَامُ
يَوْمَ بَيْرُوتَ وَالدُّمُوعُ سِجَامُ
زَلْزَلَ الْأَرْضَ وَالْمِيَاهَ انْفِجَارٌ
ضَاجَعَتْهَا النِّيرَانُ، ثُمَّ الْحُطَامُ
زَمْجَرَ الْمَوْتُ فِيكِ بَيْرُوتُ نَادَى
نَحْنُ نَفْدِيكِ جَاوَبَتْهَا الشَّآمُ
إِنَّ لُبْنَانَ حِصْنُنَا وَحِمَانَا
هُوَ حُرٌ وَالْحُرُّ لَيْسَ يُضَامُ
قَامَ لُبْنَانُ شَامِخًا يَتَحَدَّى
قَاوَمَ الشَّرَّ صَابِرٌ مِقْدَامُ
تَوْأَمُ الْقُدْسِ بَيْرُوتُ يَا أُخْتَ حَيْفَا
أَنْتِ عَلْيَاؤُنَا وَنَحْنُ عِصَامُ
جُرْحُكِ الْغَائِرُ الْعَمِيقُ سَيَشْفَى.....
أَنْتِ بَيْرُوتُ مُبْتَدًى وَخِتَامُ
أَنْتِ رَوْضٌ بَلابِلٌ وَجِنَانٌ
مَنْبَعُ الْحُسْنِ وَالرِّجَالُ الْعِظَامُ
آهِ بَيْرُوتُ يَا عَوِيلَ عَذَارَى
وَعُيُونًا يَقْظَانَةً لَا تَنَامُ
لَا تُرَاعِي بَيْرُوتُ يَا أُمَّ عِيسَى
زَيْنَبٌ فَاطِمٌ تَعَالَى الفِطَامُ
عَامِلٌ فِيكِ وَالْحَبِيَبةُ قَانَا.....
كَمْ (عِمَادٍ) (لَحُّودَ) فِيكِ تَسَامُوا
لَنْ يَظَلَّ الْلُّصُوصُ فِيكِ طَوِيلًا
(سَنْيُرِتَّا) وَ(حُرْحُرٌ) وَسُخَامُ
أَنْتِ (بَارَاكُ) فَرَّ مِنْكِ ذَلِيلًا....
أَنْتِ جُودٌ وَفَارِسٌ وَحُسَامُ
أَنْتِ نَصْرَانِ ثَالِثٌ سَنَرَاهُ....
سَيَصِيحُ الْأَقْصَى فَدَانِي الهُمَامُ
قَدْ يَعِيشُ الْلِّئَامُ فِي الْقُدْسِ حِينًا
وَيَمُرُّونَ لَيْلَةً وَالسَّلَامُ
شِعرُ: أَبُو الْفَواطِم