بعدما فقدنا الثقة بالمؤسسات وإمكانية وقف الفساد وملاحقة الفاسدين، لان هذه المؤسسات أصبحت الجزء الاهم والاخطر في نهج الفساد والإفساد، فقد أصبح لا بد من مخاطبتهم مباشرة، ولهم أتوجه..
أيها الفاسد ..
لا يهمني اسمك، ولا موقعك، ولا دينك، ولا ابن من أنت، ولا من أين أنت، فما يهمني هو أنك فاسد، وتنتمي إلى عصابة تعمل على نهب الوطن، وسرقة حق الشعب.
ما يهمني أن أسألك بعض الأسئلة التي تؤرقني كما معظم أبناء الشعب السوري وهو من أعظم الشعوب في تاريخ البشرية.
يا ترى هل لك أب وأم علموك أن هناك حلال وحرام؟
هل درست في مدرسة وجامعة علمتك أن هناك وطن؟.
هل أنت تنتمي إلى ديانة معينة وعلمتك أن هناك دنيا وآخرة؟.
يا هذا الفاسد..
هل أنت مثل البشر وعندك ضمير.. وأخلاق.. وشعور بالإحساس أو الكرامة؟.
بالله عليك يا أيها الفاسد..
عندما تضع راسك على المخدة لتنام، هل تغمض عينيك فوراً، وأنت تعرف بأن مئات الآلاف من شباب الوطن استشهدوا أو جرحوا أو فقدو حتى تعيش أنت وأولادك بأمان، وأنت ومن معك بعتم أرواحهم ودماءهم وسَرقت حقوق أطفالهم وأسرهم؟؟.
وما هو شعورك عندما تنظر إلى عيون أطفالك، وأنت تعرف أن هناك الملايين من أطفال الوطن يعانون كل أنواع القهر بسببك وبسبب أمثالك؟.
يا رجل هل يؤنبك ضميرك؟ وأنت تعرف أن الملايين من الشباب ونخبه يتركون وطنهم ويهاجرون بسببك أنت وأمثالك، وهم يتحسرون على شيء كان اسمه وطن، بعدما حرمتموهم كل سبل العيش الكريم فيه؟.
يا أيها الفاسد..
بالله عليك كيف تستطيع أن تنام.. وأن تبتسم.. وأن تنظر في المرآة.. أو تنظر في عيون زوجتك.. وأطفالك.. وجيرانك.. وأنت تعرف أن الناس يعرفونكم بالاسم، ويبصقون عليكم، ويحتقرونكم.. ويشتمونكم، ويلعنون من أنجبكم ومن رباكم؟.
طبعا كلنا نعرف أنك تعرف كل هذه الأشياء، لكن المشكلة أن الضمير، والقيم الأخلاقية والوطنية، ماتت عندك.
اياك يا أيها الفاسد أن تحدثنا عن الأعداء، والحصار، والضغوط، وقانون قيصر، لأنك انت أداتهم التنفيذية، فهم يتخذون القرارات، وأنت تنفذها على الأرض، وكلنا نعرف بأن أزمتنا ليست أزمة موارد، وإنما أزمة إدارة ونهبكم وفسادكم، فأصبحتم مجرد وحوش على شكل إنسان، وتحديدا من صنف الضباع.
هل تعرف لماذا الضباع تحديدا؟.
لأن كل الوحوش الأخرى تصطاد فريستها وجها لوجه، وتقتل فريستها قبل التهامها، ولا تأكل الجيفة، ما عدا الضباع التي تشبهك، فهي نتنة الرائحة، وتأكل الجيفة، وتأتي من الخلف وتغدر بفريستها، وتنهش فريستها وهي حية.. وهكذا هو أنتم..
للعلم أيها الفاسد..
فقد خففت كثيرا من هذا المنشور، لأنه كان أكثر من ذلك حتى يليق بمقامك، وهذا أقل الممكن.
