عندما كنتُ صغيراً قالَ لي جَدِّي رحمهُ اللَّه هذه المياه التي نشرَبُها من الحنفيَة، ستأتي عليكم أيام تشترونها بالمال،ولَن تَكُون مجاناً.
وكانَ يُرَدِّدُ على مسامعنا حديثاً، نقلاً عن آبائهِ، عن آلِ بيت النُبُوّةِ عليهم أفضل الصلاة والتسليم أنَّ :
عَكَّا سَوفَ تعلوها جيوشٌ،
كما تعلو الغيوم على الجبال.
وتُغزَا رَملَةُ البيضاء فجراً،
فوَيلٌ للسواحِلِ والرمال.
وتغزو بلاد الشام قومٌ،
لهم لِحىً كأذناب البغال.
يسبونَ النساء ويَنكَحُونها،
ولا يُفَرِّقونَ بين الحرام والحلال.
فتختَلِفُ راياتهم السودُ بين بعضها،
ويشتَدُّ بينها القتال.
فتسوء أوضاع حمصٍ وحوران،
وَوَيلٌ لهم لَما يَلقَون من جَور النَوَال.
أمَّا حَلب فيا أسفي عليها،
فتدخلها جيوشٌ وأقوامٌ وبال.
تُركٌ ورومٌ وشيشانٌ وأفغانٌ وبَرغَلَةٌ،
فَيَصبُغُون بالدِما السهولُ والجبال.
ويشتد الدمارُ حَوَلَ عدرا،
ويُكسَرُ فيها قَرن شيطان الرمال.
فيختلفُ التركي والمصري يوماً،
ويشتَدُ الخلافَ في قيلٍ وقال.
ويقعُ الصدام على سواحِلِ صحرا،
يلتقي الجيشان فجر الثُلاثاء مُلتَحَمَ القتال.
فيبقىَ السيفُ في المصريِّ قتلآ،
حتى يُفنَى جيشهم لا محال.
هذا ما قاله جَدِّي، نقلاً عن الكتب والأحاديث، وقد عشنا بعضاً منه،ولا يزالَ هناك الكثير لننقله، عَمَّا تحدثت عنه الكتب، مِمَّا جرىَ ويجري في منطقتنا وحول فلسطين حتى اليوم،
وستبقى الأمورتتَوضح وتزداد نوراً، حتى يبْلُغَ الخوفُ مبلغه في قادم الأيام.
ففي لبنان تشتد الأزمةُ ضراوَةً وقساوة وقتامَة على اللبنانيين، في ظِلِّ صَمتٍ شعبيٍ مُطبَق، وتخديرٍ لا مثيل له.
وإذا تحدثت الناس، تتحدث بطائفية، وبحقد، وتَحَيُّز ٍ للشيطان.
أما الحق فلا مكان له في أحاديثهم، وكلمة الحق مغلولةٌ في الصدور!
البطاقة التمويلية هيَ لجمع المعلومات الشخصية عن اللبنانيين، وليسَت لمساعدتهم، بدليل صعوبة التسجيل عليها، إلى حدِّ الاستحالة.
وعلى الصعيد المالي فإن الدولار لعبة رياض سلامة ومجموعة من الصرافين، يحاولون عبره سرقة أموال الناس المُدَخرَة بالعملة الصعبة، وتعويض المبالغ التي نهبوها من الخزينة من حساب المواطن الشخصي.
على الصعيد السياسي زيارة خالد مِشعَل الفاشلة تقسيمية، وتشكل خطراً على وحدة حماس وأمن المخيمات.
وإستمرار تَعَنُّت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورضوخه لمطالب السعودية، سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش حكومته،والذهاب نحو الإستقالة وتصريف الأعمال بهدف تطيير الِانتخابات.
وفي ظِل إصرار الثنائي الشيعي على مطالبه بتنحية البيطار وسلامة، فإن الأمور تتجِه نحو فوضَىَ مفتعلة مِن قِبَل فريق عوكر البو... خاري، ومتنقلَة تقف خلفها سفارة عوكر،ويبقى الخوف من تحرُك خلاياها الخاصة بالِاغتيالات، لتنفيذ أعمالٍ من هذا النوع، لِقلب الطاولة وأخذ البلاد نحو حرب أهلية؟
أمريكا والسعودية مصممتان على تشديد الحصار على لبنان وزيادة الضغط على المواطنين!
بحقدهم المعروف والموصوف، وبتجاربهم السابقة في اليَمَن،وفنزويلا، وسوريا، و حَدِّث بِلا حَرَج،
فما هو الحل؟
برأيي الشخصي أنَ الحل يكمن في سيطرة فريق واحد، للإمساك بزمام الأمور، ودفن مقولة أن لبنان لا يُحكَم إلَّا بالتراضي.
