كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: السيادة وأجندة الخارج.
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: السيادة وأجندة الخارج.
ابراهيم سكيكي
21 كانون الأول 2021 , 18:38 م


تكثُر هذه الأيام شعارات السيادة، أينما ذهبتَ لافتاتٌ في الشوارع ومحطات إعلانية بوسائل إعلام محددة ومُوجّهة، وخطب سياسية ودينية الخ… هل فعلاً لبنان تنقصه سيادة؟

وما معنى السيادة؟

أليست السيادة تعني أن لا يجرؤ أحدٌ على الاعتداء على أرض وسماء وبحر لبنان، وألّا يتجرّأ أحدٌ، أو لا يُسمح لأحدٍ أن يتدخّل في قرارته، حتى يكون لبنان حراً سيداً مستقلاً؟! .

وهنا نسأل: مَنْ الذي يُموِّل كل هذه الحملة الضخمة؟

وما هي الأهداف المرجّوة منها في زمن الانهيار المالي، وأغلب الطبقة السياسية وغيرها يتّسم بالنهب والسلب، ولا أحد منهم يدفع من جيبه على مثل هذا.

إذاً هناك ممول خارجي لهذه الحملة. فهل أجندة الخارج تصنع سيادة، أم تُريد عمالةً وعملاءَ لتنفيذ ما تُخطط له؟

كل الدراسات تقول: إن في بحرنا غازًا ونفطًا، والبلدان المحيطة بنا تستخرج هذه الثروات، فلماذا نُمنع نحنُ من أن نستخرج نفطنا وغازنا، ونحن في الزمن الصعب،زمن الجوع والفقر والِانهيار المالي؟

أليست هذه الدول التي تدّعي أنّها تريد لنا السيادة؟!

والمُضحك المُخزي أن تأتي شركة أجنبية بحفارة أجنبية، وتحفُر ولا تُعطينا النتيجة عن حجم ما تبحث عنه من ثروات نفطية!

أين السيادة أيها المُزورون المتشدّقون بشعارات السيادة والحرّيةوالاستقلال؟

بعد أن حرّرت المقاومة جنوب لبنان من الصهاينة عام 2000، ثمّ انتصرت عليهم في عدوانهم عام 2006، وانتصرت على الإرهابيين المدعومين في المنطقة، برعاية وتمويل الغرب وأعوانه، أصبح لبنان بلداً له قيمة، وعرف يعيش فيه معنى السيادة والحرية والاستقلال.

براحة ضمير وإطمئنان، نقول: إن ّكل هذا العويل والشعارات الفارغة لن تستطيع سلب ما حققه حزب الله بالدماء والجهاد والتضحية.

ولمن يعمل بهذه الأجندة الأجنبية الصهيوأمريكية نقول: ألا تتّعظون مما حصل في أفغانستان؟

فأكثر من عشرين عاماً من الِاحتلال للتغيير، ومئات آلاف الجنود أغلبهم أمريكيون، وهدر أكثر من 2 ترليون وربع من الدولارات، وبالنهاية انسحبوا مُهرولين خاسئين ذليلين.

هل من هولاء تطلبون السيادة؟

أم أنّ التفاهمات والحوار الداخلي هو الحلّ؟.

إنّ هذا الصراخ والعويل الذي يُمارس، في حركات دبلوماسيين ووسائل إعلام، وقداديس وخُطب، لنزع السيادة الحقيقية وإستبدالها بسيادة مزوّرة، ليس من العقل والحِكمة،إنّ هذا الصراخ وذاك العويل لن يجديا، طالما في لبنان أحرار يُريدونه حراً وسيّدًا مُستقلاً، والأيام بيننا وبينكم. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري