كتب الأستاذ حليم خاتون: حبتور الإمارات، حبتور اليمن، وشعب لبنان العنيد
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: حبتور الإمارات، حبتور اليمن، وشعب لبنان العنيد
حليم خاتون
13 كانون الثاني 2022 , 12:59 م


بصراحة، ... إذا كانت العولمة قد حولت العالم إلى قرية صغيرة، فإن الانترنت والسوبر تكنولوجيا ادخلت الناس في اللا حدود لكل شيء ولأي شيء...

يكفي أن يحاول المرء معرفة كل شيء أو سماع كل وجهات النظر حتى يصاب إما بالغثيان وإما بالإحباط...

قنوات على مد عينك والنظر...

تغريدات لا حدود لها، ووسائل اتصال بشري، تضع العالم كله بين كفّيْ من يستطيع إلى ذلك سبيلا... ولن يستطيع...

من أعلى قمم الذكاء البشري... والصناعي، إلى أقصى تفاهات، ليس نساء الفرن كما قد يرد إلى الذهن، بل إلى رجالِِ ونساء انتفخت جيوبهم بالمال الحرام، فصار لكل إفرازات رؤوسهم وزنا رغماً عن كل نظريات الضحالة والبؤس الفكري...

"حبتور عن حبتور... بيفرق"...

حبتور اليمن يرى ويسمع مأساة يمن حوّل أسياد وامثال حبتور الإمارات سعادته إلى قمة ظلم ذوي القربى؛ ظلم التابعين لسيد البيت الأبيض، التابع بدوره إلى مبنى الأيباك، حيث أحفاد روتشيلد وليمان بروذارز...

كل ما يريده حبتور اليمن هو ما رفعته الكتب السماوية قبل أن تلخصه الثورة الفرنسية في ثلاثية مقدسة حمله علمها المثلث الالوان والقائم على الحرية، المساواة، والأخوة...

Liberté, Égalité, Fraternité

كل ما يريده حبتور اليمن هو ما يريده أي مواطن في جزيرة العرب...

وما يريده هذا المواطن لم تصله تعاليم حبتور الإمارات القائمة على تخدير الشعوب عن أبسط حقوقها وحصر الأمور في خلاعات محمد بن سلمان وكابتغون "أمراء" بني سعود وأقرانهم من بني زايد وبني خليفة......

لماذا كل جنون حبتور الإمارات على ما أسماه حزب السرطان في لبنان...؟

ببساطة... وعلى بلاطة...

إنها القيم الإنسانية العليا التي يراها حزب الله في فلسطين حرة، وسوريا عظيمة، وعراقِِ أبي ويمن سعيد وجزيرة عربية تكسر القيود التي لا تقيد أيدي وارجل أهل الجزيرة طالما كل همهم هو الرقص على موسيقى ال D.Gs...،

لكن تقيد عقولهم وأفكارهم حتى لا يروا اين تُنتقص الإنسانية في شبه الجزيرة العربية...

قد يختلف المرء مع عدم إيلاء حزب الله كل الاهتمام والجهد المطلوب في محاربة حلفاء حبتور الإمارات في لبنان... لكن وقفة مع اهل الجزيرة العربية، ومع حرية الجزيرة العربية... تكفي لبلورة جوهر كل ما يحدث في هذا الشرق عموما، وفي لبنان خصوصاً...

إنها حرب القذارة الصهيونية ضد القيم الإنسانية بأبسط صورها...

حرب قد تقودها داعش أو النصرة أو اغبياء برهان غليون وميشال كيلو كما حدث في سوريا...

حرب قد يقودها أدعياء القومية كما أدعياء المذهبية قبل أن يصيروا مطية الأميركي لإسقاط العراق...

حرب ضروس تقودها جاهلية الجزيرة ضد عنفوان اليمن وأشرف ناسه...

حرب عالمية تقودها اميركا وإسرائيل وأبناء الكلب من عرب وعجم على شعب لبنان عبر اكبر عملية نصب وسرقة وخداع وتبعية وكل ما يمكن أن تحمل من صفات السوء...

لكن في النهاية يبقى اللصوص في قصورهم... ويبقى أصحاب المصارف وأمراء الحرب، (وملوك النهب في وقت السلم) في قلاعهم...

يخرج شعب لبنان العنيد ليقفل الطرقات على مواطن بالكاد يتحصل على شيء مما تتطلبه الحياة...

اول امس، أغارت القوى الأمنية على عربات بضعة باعة خضار وفواكه في الطيونة، ونست أن تمر على المصرف المركزي لتسأل رياض سلامة عن آخر هندساته في نهب الدولة وتدفيع الفقراء الثمن...

اليوم خرج سائقو الفانات والسرفيس التابعين بمعظمهم لأحزاب السلطة وأحزاب ما يسمى معارضة... رغم أن في لبنان،... المعارضة نكتة سمجة قد لا يعرفها الغريب، لكن اللبناني يعرفها جيداً...

ذهب "زكريا" إلى كنيسة مار مخايل يريد الاستعانة بتلفزيون الجديد علّه يجد "عباس وفهد"...

سألهم عن موقع "نزل السرور"...

أينما ذهب في لبنان، يجد نزلاََ أكثر بؤساََ من "نزل السرور"...

لكنه تعجب من أمر غاية في الغرابة...

كانت كل تلك النزل البائسة تحيط بقصور عالية الأسوار...

قصر الحبتور في سن الفيل ليس سوى واحدها...

قصور في بعبدا وقريطم وبيت الوسط وعين التينة والمختارة ومعراب....

قصور مشهورة...

وقصور غيرها على طريق الشهرة...

في الشمال والجنوب والبقاع والجبل وبيروت...

قصور قد تبدو أقل شأنا لكنها تخدم أهل القصور المحلية والعربية والدولية...

تحمل عناوين شاشات في لبنان...

قصور تدعو للثورة وهي لا تختلف مع أصحاب تلك القصور الكبرى الاولى في استحقاق التدلًي على المشانق التي آن وقت نصبها... في بلد حان وقت قطف رقاب أينعت... وبات يجب قطفها...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري