مع انتشار الافكار التكفيرية والفتاوي الخزعبلية , كان لا بد من بيان الموقف الحقيقي للاسلام من تلك الافكار والفتاوي . وسناتي هنا الى بيان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم , المعبر عنه في وثيقة الرسول الكريم لمسيحيي نجران , وهذا نص الوثيقة . نص عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب، كتبه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، رسول الله الى الناس كافة، بشيرا ونذيرا ومؤتمناً على وديعة الله في خلقه ولئلا يكون للناس حجة بعد الرسل والبيان، وكان عزيزا حكيما. للسيد ابن الحارث بن كعب، ولاهل ملته ولجميع من ي...نتحل دعوة النصرانية في شرق الارض وغربها قريبها وبعيدها فصيحها وأعجمها، معروفها ومجهولها، كتاباً لهم عهدا مرعيا، وسجلا منشورا، سنةً منه وعدلاً وذمة محفوظة، من رعاها كان بالاسلام متمسكا ولما فيه من الخير مستأهلا ، ومن ضيعها ونكث العهد الذي فيها وخالفها الى غيره وتعدى فيه ما أمرتُ ، كان لعهد الله ناكثاُ ولميثاقه ناقضا وبذمته مستهينا وللعنته مستوجبا، سلطانا كان أو غيره، باعطاء العهد على نفسي بما أعطيهم عهد الله وميثاقه وذمة انبيائه وأصفيائه وأوليائه من المؤمنين والمسلمين في الاولين والاخرين، ذمتي وميثاقي وأشد ما أخذ الله على بنى اسرائيل من حق الطاعة وايثار الفريضة، والوفاء بعهد الله، ان احفظ أقاصيهم في ثغوري، بخيلي ورجلي وسلاحي وقوتي وأتباعي من المسلمين في كل ناحية من نواحي العدوً، بعيدا كان أو قريبا، سلما كان أو حربا ، وأن أحمي جانبهم وأذب عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السيُاح حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران أو سهل أو رمل، وأن احرس دينهم وملتهم أين كانوا من بر أوبحر، شرقا وغربا بما أحفظ نفسي وخاصتي، وأهل الاسلام من ملتي، وأن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني، من كل أذى ومكروه أو مؤنة أو تبعة وأن أكون من ورائهم ذابا عنهم كل عدو يريدني واياهم بسوء، بنفسي وأعواني وأتباعي وأهل ملتي وأنا ذو السلطنة عليهم ولذلك يجب عليً رعايتهم وحفظهم من كل مكروه ولايصل ذلك اليهم حتى يصل اليً وأصحابي الذابين عن بيضة الاسلام معي، وأن أعزل عنهم الاذى في المؤن التي يحملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، الا ما طابت به انفسهم وليس عليهم اجبار ولا اكراه على شئ من ذلك، ولا تغيير اسقف من اسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولاسائح عن سياحته ولاهدم بيت من بيوت بيعهم ولا ادخال شئ من بنائهم في شئ من أبنية المساجد ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله، وأن لا يحمل الرهبان والاساقفة ولا من تعبد منهم أو لبس الصوف أو توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الامصار شيئا من الجزية او الخراج وأن يقتصر على غيرهم من النصارى ممن ليس بمتعبد ولا راهب ولاسائح على أربعة دراهم في كل سنة أو ثوب حبرة أو عصب اليمن أعانة للمسلمين وقوة في بيت المال، وان لم يسهل الثوب عليهم طلب منهم ثمنه ولايقوم ذلك عليهم الا بما تطيب به أنفسهم ولاتتجاوز جزيى اصحاب الخراج والعقارات والتجارات العظيمة في البحر والارض واستخراج معادن الجوهر والذهب والفضة وذوي الاموال الفاشية والقوة ممن ينتحل دين النصرانية، أكثر من أثني عشر درهما من الجمهور في كل عام، اذا كانوا للمواضع قاطنين وفيها مقيمين ولا يطلب ذلك من عابر سبيل ليس قُطان البلد ولا أهل الاجتياز ممن لاتعرف مواضعه، ولاخراج ولا جزية الا ( على) من يكون في يده ميراث من ميراث الارض ممن يجب عليه فيه للسلطان حق فيؤدي ذلك على ما يؤديه مثله، ولا يجار عليه ولايحمل منه الا قدر طاقته وقوته على عمل الارض وعمارتها واقبال ثمرتها ولايكلف شططا ولايتجاوز به حدأصحاب الخراج من نظرائه، ولايكلف أحد من اهل الذمة منهم الخروج مع المسلمين الى عدوهم لملاقات الحروب ومكاشفة الاقران فانه ليس على أهل الذمة مباشرة القتال وانما أعطوا الذمة علي، على أن لايكلفوا ذلك، وان يكون المسلمون ذباباً وجوارا من دونهم، ولايكرهوا على تجهيز أحد من المسلمين الى الحرب الذي يلقون فيه عدوهم بقوة وسلاح أو خيل، ألا ان يتبرعوا من تلقاء انفسهم فيكون من فعل ذلك منهم وتبرع به، حمد عليه وعرف له، وكوفئ به. ولايجبر أحد ممن كان على ملة النصرانية كرها على الاسلام ، ولاتجادلوا ( أهل الكتاب) الا بالتي هي أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث كانوا وأين كانوا من البلاد. وان اجرم أحد من النصارى ، أو جنى جنايةً فعلى المسلمين نصره، والمنع والذب عنه، والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه، فاما من عليه، أو يفادى به، ولا يرفضوا، ولايخذلوا، ولايتركوا هملا، لآني أعطيتهم عهد الله على أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وعلى المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام، والذب عن الحرمة، واستوجبوا أن يذب عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم. ولايحملوا من النكاح شططاً، ولا يكره أهل البنت على تزويج المسلمين، ولايضاروا في ذلك ان منعوا خاطبا وأبوا تزويجا، لأن ذلك لايكون الا بطيبة قلوبهم، ومسامحة أهوائهم، ان أحبوه ورضوا به. اذا صارت النصرانية عند المسلم، فعليه أن يرضى بنصرانيتها، ويتبع هواها في الاقتداء برؤسائها، والاخذ بمعالم دينها ولايمنعها ذلك، فمن خالف ذلك وأكرهها على شئ من أمر دينها، فقد خالف عهد الله وعصى ميثاق رسوله وهو عند الله من الكاذبين. ولهم ان احتاجوا في مرمة بيعهم وصوامعهم، أو شئ من مصالح أمور دينهم، الى رفد المسلمين وتقوية لهم على مرمتها، أن يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم، ووفاءً بعهد رسول الله موهبة لهم، ومنةً لله ورسوله عليهم. ولهم أن لايلزم أحد منهم، بان يكون في الحرب بين المسلمين وعدوهم، رسولا أو دليلا أو عونا أو متخبرا، ولاشيئا مما يساس به الحرب، فمن فعل ذلك بأحد منهم، كان ظالما لله ولرسوله عاصيا، ومن ذمته متخليا، ولايسعه في ايمانه، الا الوفاء بهذه الشرائط التي شرطها محمد بن عبدالله رسول الله لاهل ملة النصرانية، واشترط عليهم أمورا يجب عليهم في دينهم التمسك والوفاء بما عاهدهم عليه، منها: ألا يكون أحد منهم عينا ولارقيبا لأحد من أهل الحرب على أحد من المسلمين في سره وعلانيته، ولا يأوى منازلهم عدو للمسلمين، يريدون به أخذ الفرصة وانتهاز الوثبة ولا ينزلوا أوطانهم ولاضياعهم ولا في شئ من مساكن عباداتهم ولا غيرهم من أهل الملة ولايرفدوا أحدا من أهل الحرب على المسلمين بتقوية لهم بسلاح ولاخيل ولا رجال ولاغيرهم ولايصانعونهم، وأن يقروا من نزل عليهم من المسلمين ثلاثة ايام بلياليها في انفسهم ودوابهم، حيث كانوا وحيث مالوا، يبذلون لهم القرى الذي منه يأكلون ولايكلفوا سوى ذلك، فيحملوا الاذى عليهم والمكروه، وان احتيج الى اخفاء أحد من المسلمين عندهم وعند منازلهم ومواطن عباداتهم ، ان يؤووهم ويرفدوهم ويواسوهم فيما يعيشوا به ما كانوا مجتمعين وأن يكتموا عليهم ولايظهروا العدو على عوراتهم ولا يخلوا شيئا من الواجب عليهم. فمن نكث شيئا من هذه الشرائط وتعداها الى غيرها فقد برئ من ذمة الله ورسوله، وعليهم العهود والمواثيق التي أخذت عن الرهبان وأخذتها، وما أخذ كل نبي على أمته من الامان والوفاء لهم وحفظهم به، ولا ينقض ذلك ولايغير حتى تقوم الساعة انشاء الله وشهد هذا الكتاب الذي كتبه محمد بن عبد الله، بينه وبين النصارى الذين اشترط عليهم، وكتب هذا العهد لهم: عتيق بن أبي قحافة، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، أبو ذر، أبو الدرداء، أبو هريرة، عبدالله بن مسعود، العباس بن عبد المطلب، الفضل بن العباس، الزهير ابن العوام، طلحة بن عبيدالله، سعد بن معاذ، سعد بن عبادة، ثمامة بن قيس، زيد بن ثابت، ولده عبدالله، حرقوص بن زهير، زيد بن أرقم، أسامة ابن زيد، عمار بن مظعون، مصعب بن جبير، أبو الغالية ( كذا)، عبدالله بن عمرو بن العاص، أبو حذيفة، خوات بن جبير، هاشم بن عتبة، عبدالله بن خفاف، كعب بن مالك، حسان بن ثابت، جعفر بن أبي طالب. وكتبه معاوية بن أبي سفيان .
ولابأس هنا ان نستذكر ايضا العهدة العمرية التى . اعطاها خليفة المسلمين وصاحب الرسول الكريم لاهل القدس والتى تنص ( بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر، أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم ولصلبانهم، وسقيمها وبريئها، وسائر ملتها، إنها لا تسكن كنائسهم ولا تهدّم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صلبانهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، على أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه، وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بيعهم وصليبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وصليبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أرضه، فإنه لا يؤخذ منه شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته، وذمة رسوله الله صلى الله عليه وسلم وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. يشهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان. كتب وحضر سنة خمس عشرة"[٧] وقد خالف هذا النص في طوله وفي كثير من بنوده ما يرد عادة في نصوص المعاهدات الإسلامية لأهل المدن والتي عرفت باختصارها وقصرها، وهو نموذج أيضًا عن الروايات التي تناولت الوجود اليهودي في القدس. بعد كل هذا يحق السؤال , ابن هم اصحاب الافكار التكفيرية واصحاب الفتاوي الخزعبلية من رسول الله وخليفته , وعن اي اسلام يتحدث هؤلاء , اين هؤلاء من الرسول الكريم وهو القائل من اذى ذميا فقد اذاني