كتب الأستاذ حليم خاتون: لن ينتقم الله لشعب لا ينتقم هو لنفسه بنفسه
فلسطين
كتب الأستاذ حليم خاتون: لن ينتقم الله لشعب لا ينتقم هو لنفسه بنفسه
حليم خاتون
20 كانون الثاني 2022 , 12:01 م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 


في الماضي البعيد، صرخت امرأة "وامعتصماه"... فتحركت جيوش الخلافة من كل صوب لنصرة صوت الاستغاثة ذاك...

أمس، في القدس،

أولى القبلتين،

وثالث الحرمين الشريفين؛

من قلب الشيخ جراح الذي من أجله قامت معركة سيف القدس، صرخت امرأة فلسطينية مظلومة وقد احرق قلبها الصهاينة الذين مسحوا قريتها عين كارم في ضواحي المدينة المقدسة عن الخريطة سنة ٤٨...

صرخت تطلب من الله العدالة بعدما غلب اليأس على كل الأمل...

بعد النكبة، لجأت عائلة "صالحية" الى قلب المدينة علّ قدسية المكان تحميها من أحفاد قوم "لوط"، وعلّ ناصر ما يخرج من خلف مرمى النظر يحارب الظلم ويعيد إلى أرض السلام سلاماََ، وينشر المحبة والعدل، بعدما ملأها بنو صهيون جوراََ وظلماََ وعدوانا...

من قلبِِ محروق، وكرامة مُستباحة، وشرف تلطخت أطرافه بالكثير الكثير من دموع الثكالى واليتامى، والكثير الكثير من دماء المناضلين الذي تُركوا لمصيرهم من قبل الإخوة الأعداء المتباكين في عالم عربي، إما متآمر، وإما ساكت عن الحق...

وإما يصرخ ضد "الروافض!!"، الذين وحدهم، من هب إلى النجدة، والذين وحدهم، في أمة المليار يرسلون المجاهدين والسلاح ذودا عن محمد الدرة الثاني بينما طيران "خادم الحرمين" وزبانيته من عرب الخليج يقصفون الاطفال في اليمن خدمة لمشروع المحافظين الجدد والمسيحية الصهيونية في اميركا، الذين لا يخفون هدفهم في هدم المسجد الأقصى و"إعادة" بناء الهيكل المزعوم...

صرخت امرأة في الشيخ جراح وطلبت من الله أن ينتقم لها... فكان من الطبيعي أن لا يسمعها محمود عباس وقد دخل مرحلة الموت السابع كما القطط السمان...

أما أبو العبد في غزة، فهو لا يزال يتحضر، وعلى ما يبدو سوف يطول التحضير حتى يتم بناء مخيم لاجئين جديد يستوعب أهل الشيخ جراح... وربما على الخط الفاصل بين غزة وال ٤٨...

الشعب الفلسطيني الذي انتظر سنة ٤٨ "جيوش الإنقاذ" العربية، لم يتعلم الدرس...

الجيوش العربية مشغولة في التآمر على شعوب هذه الأمة من جهة، وعلى قتل اليمنيين والعراقيين والسوريين وحصار اللبنانيين من جهة أخرى...

حتى الشعوب العربية، تملّك معظم سكانها الجشع وحب المال والتفتيش عن التبعية الأميركية القذر على حساب الكرامة والشرف والوطنية الحقة...

محمد السادس تكفل بإلهاء بلد المليون ونصف مليون شهيد في الجزائر...

إخوان ليبيا تكفلوا بتخريب تونس، بعدما أجهض أخوان تونس ثورتها...

المصريون نسوا معنى الكرامة والشرف، وايام ثورة يوليو وتأميم القنال وحرب ٥٦ وبناء السد العالي وإعادة توزيع الثروة عبر توزيع الاراضي على فقراء الفلاحين...

نسي المصريون التعليم المجاني والتطبيب المجاني، وبناء دولة لا ينقصها شيء لتكون كما كوريا أو إيران أو الهند...

باسم الدولار يحاصر السيسي غزة وفلسطين...

كما باسم الدولار لا يبيع الغاز الى سوريا ولبنان خوفا من العم سام، رغم أن السادات تسبب، وطيلة أربعة عقود في بيع هذا الغاز للصهاينة في فلسطين بربع الثمن...

كل ذلك لقاء ثلاثة مليارات دولار تستعبد بها اميركا جيش مصر، وشعب مصر...

أخيرا دخلت الكوكاكولا والماكدونالدز إلى أرض الفراعنة..

ماتت زراعة القطن، وقريبا سوف تموت زراعات أخرى لأن حمقى اغمضوا عيونهم عن بناء سد النهضة في إثيوبيا...

في خمسينيات القرن الماضي، أراد امبراطور الحبشة هيلا سلاسي بناء هذا السد، بتحريض من إسرائيل وأميركا وبريطانيا لضرب مصر...

قبل حتى أن يصحو هيلا سلاسي من النوم في اليوم التالي، كانت رسالة تحذير واضحة قد وصلته من الرئيس جمال عبد الناصر...

سأل مستشاريه... فكان الجواب إن هذا الزعيم المصري لا يلعب...

هكذا كان رجال مصر...

أما وقد نامت نواطير مصر عن ثعالبها اليوم...

ليس أمام شعب فلسطين إلا خيارا مركباََ واحداََ لا غير...

الكفاح المسلح... والاتكال على نفسه والاقلاع عن المهاترات الطائفية والمذهبية...

لن تكون تركيا بديلا عن إيران حتى لو أمطرت السماء ذهباً، ونبت الشعر على لسان الناصحين...

ألم يسمعوا، ألا يسمعون، ألم يروا، ألا يرون أفعال إردوغان التي تناقض كل كلماته في الإسلام وكل شعره عن الشعب الفلسطيني...

تركيا حليفة لإسرائيل بكل المقاييس...

صحيح ان الشعب الفلسطيني ليس الشعب العربي الوحيد الذي يجب أن يتحرك...

تعلموا من مقاومة لبنان...

تعلموا من الشعب اليمني العظيم...

لقد كنتم اول من أدخل الفكر المقاوم إلى العالم العربي في النصف الثاني من القرن الماضي، قبل أن يقضي الانتهازيون والمتخاذلون على روح الثورة...

تعلموا من تلامذتكم الذين تفوقوا عليكم...

لا حل امامكم إلا القتال، ثم القتال، ثم القتال، حتى ولو سقط معظم الشعب الفلسطيني شهداء...

التاريخ لا يرحم... انظروا إلى سكان أميركا الأصليين...

انظروا إلى سكان استراليا الأصليين...

هُزموا فقط يوم وافقوا على ما يشبه أوسلو ونظريات السلطة الذاتية...

هُزموا يوم توقفوا عن القتال...

فليقل عنكم العالم كله ما يقول...

لم يكن الدكتور وديع حداد ولا ابو علي سلامة ولا غيفارا غزة ولا ابطال ميونيخ وخطف الطائرات وأخذ الرهائن؛ لم يكن كل هؤلاء الأبطال إرهابيين، بل ابطال اختاروا الموت واقفين ولم يركعوا...

لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...

إما تجربة الامام الحسين بن علي في كربلاء والخلود...

وإما تجربة كل من سار في درب التخلي عن شرف القتال الذي لا شرف غيره لكل من ولد على تلك البقعة المقدسة من أرض العرب...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري