أمريكا وخطّتها لتدويل مضيق هرمز وجعله تحت الحماية الدولية والدليل ظهر يوم الخميس نفطيّاً في بحر عمان!
دراسات و أبحاث
أمريكا وخطّتها لتدويل مضيق هرمز وجعله تحت الحماية الدولية والدليل ظهر يوم الخميس نفطيّاً في بحر عمان!
16 حزيران 2019 , 18:17 م

حادثة ضرب ناقلات النفط اليابانية في بحر عمان لن تمر بتبادل الاتهامات بين واشنطن وطهران . إنما لها ما بعدها وهذا ما ترصده القيادة الايرانية الآن بعناية فائقة .

اعتمدت واشنطن على تسجيل مصور ق

حادثة ضرب ناقلات النفط اليابانية في بحر عمان لن تمر بتبادل الاتهامات بين واشنطن وطهران . إنما لها ما بعدها وهذا ما ترصده القيادة الايرانية الآن بعناية فائقة .

اعتمدت واشنطن على تسجيل مصور قالت إنه لـ سفينة من أسطول سفن إيران السريعة في الخليج ، يقوم بالاقتراب من إحدى الناقلات المستهدفة وينزع لغما لم ينفجر .

بينما قالت إيران أن هناك دول تدفع واشنطن إلى مواجهة عسكرية مع إيران وهي من تقف وراء الحادثة وتلك التي سبقتها في ميناء الفجيرة .

وعلى هامش الاتهامات تبرز أصوات من دخل النخبة السياسية الأمريكية تقول ان وزير خارجية الولايات المتحدة” مايك بومبيو ” استعجل اتهام طهران ، وأخرى تنتقد استباق الادارة الامريكية للتحقيق في الحادثة .

خاصة أن حادثة تفجير الناقلات في الفجيرة لم يكشف التحقيق فيها بعد مرور ستة أسابيع على الحادثة عن أي متهم .

وزاد من حراجة موقف الإدارة الامريكية ، المؤتمر الصحفي الذي عقده مالك الناقلات المستهدفة ، والذي نفى فيه الرواية الأمريكية حول الألغام البحرية ، وقال إن الاستهداف جاء أعلى من منسوب المياه معتمدا على رواية طاقم السفينة .

قصة الصور الأمريكية تعيد للأذهان الصور التي حملها وزير الخارجية الأمريكية الأسبق “كولن بول” أمام مجلس الأمن لما زعم أنها أسلحة كيماوية وبيولوجية عراقية .

وكانت الصور هي ذريعة الحرب الأمريكية على العراق واحتلاله ربيع عام 2003 .

وتبين لاحقا أن الصور مزيفة ، واعتذر “كولن باول ” عن كذبته وقال إن الاستخبارات الأمريكية ضللته. ولكن كان العراق قد دفع الثمن و لم يفد الاعتذار شيئا .

هناك قصة أخرى عن دليل بالصور وهي تلك الصورة التي حملها رئيس وزراء إسرائيل “بنيامين نتنياهو” في الجمعية العامة للأمم المتحدة وأمام العالم ، عن مكان اخفاء إيران لانشطتها النووية العسكرية وأشار إلى منطقة اسمها” ترقوز آباد ” .

وبعد عرض الصورة واسم المنطقة ، نام الشعب الإيراني على بطنه من الضحك لأن” ترقوز آباد ” تعني بالثقافة الإيرانية المكان غير الموجود في العالم ، تماما مثل جزر “الواق واق ” بالعربية .

ولا نعلم حتى الآن هل فعلا إيران ضللت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بهذه المعلومه لتجعل من رئيس الوزراء الإسرائيلي اضحوكة أمام العالم .

إذا لماذا ترفع واشنطن الصور المشكوك في مصداقيتها ؟
و لماذا توجه الاتهام مباشرة الى ايران؟ .
وماذا تريد من وراء ذلك ؟ …
تذهب معظم التحليلات إلى أنها مقدمات وذرائع الحرب على إيران ، وأخرى تكتفي بما هو معلن وهو الضغط لإجبار إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات .

إلا أن سرعة طلب واشنطن عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن يشير إلى حقيقة الهدف .

وبالمناسبة الجلسات المغلقة لمجلس الأمن وخاصة الخمسة الدائمين ، تأخذ طابع الخطورة والأهمية لما سيطرحه الأعضاء اكبر بكثير من تلك المعلنة و المنقولة على الهواء مباشرة .

ما نعتقده و تؤشر إليه الأحداث وسرعتها وتطورها ، هو أن واشنطن تهدف إلى تدويل “مضيق هرمز” وجعله تحت الحماية الدولية ونشر قوات دولية لمراقبة وحماية السفن التي تمر عبره .

تماما كما جرى تدويل قناة السويس و مضيق جبل طارق .

التدويل سوف يسحب من إيران ورقة التهديد بإغلاق المضيق إذا ما ارتفعت وتيرة العقوبات عليها وحرمانها من تصدير نفطها عبر معاقبة الشركات والدول التي تستورد النفط الإيراني .

والتدويل سوف يضع إيران في مواجهة العالم كله إذا ما حاولت إغلاق المضيق ردا على تصفير صادرتها كما وعد دونالد ترامب .

الأحداث والحوادث المتكررة على ناقلات النفط ستكون ذريعة واشنطن للضغط على أعضاء مجلس الأمن لقبول تدويل المضيق .

وهذا تماما ما تريده كلا من السعودية والإمارات كي تضمن حماية لصادراتها ، وكذلك حرية تحركها في الخليج بعيدا عن الخوف من الانتقام الإيراني .

ولكن إذا كان هدف الإدارة الأمريكية هو تدويل “مضيق هرمز ” لماذا تقع حوادث تفجير الناقلات في بحر عمان قبل المضيق وليس في المضيق نفسه ؟؟
ربما الجواب يكمن في جغرافية المضيق نفسها ، إذ من المعروف أن المضيق ينقسم إلى قسمين طولا .

القسم القريب من الدول العربية في الخليج وهي قسم تبتعد عنه ناقلات النفط بسبب ضحالة المياه فيه كـ بحر عمان ، بينما تمر الناقلات حيث المياه العميقة المحاذية لإيران ، لذلك لا يمكن استهداف الناقلات وهي قريبة من الشواطئ الايرانية لانها تكون تحت مراقبة إيرانية مباشرة .

ولا يمكن استهداف الناقلات إلا في مساحة مياه تسمح بالاستهداف والفرار.

خطة تدويل المضيق تعتمد في إقرارها على اقتناع روسيا والصين بها كي لا تواجه برفضهما ، ولذلك تبقى الإدارة الأمريكية الطرح بالغرف المغلقة . والأيام المقبلة ربما تكشف المزيد .

المصدر: موقع ليبيا المختار الإخباري