كتب البروفيسور الدكتور محمّد كاظم المهاجر: 

_ سويفت ، جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك ، منظمة تهدف إلى خدمة المراسلات الخاصة للمدفوعات المالية ( التحويلات النقدية ) ، عضويتها المؤسسات المالية والبنوك بما فيها البنوك المركزية وقد بلغ عدد أعضائها 11507 أعضاء من 208 دول في العالم ، وقد أُنشئت منذ العام 1973ومقرها بلجيكا ، ولها مجلس إدارة من 25 عضواً من كبار المجتمع المصرفي ، وهناك 300 مؤسسة مالية روسية أعضاء فيها.

_ إخراج روسيا من عضوية سويفت يعني استحالة أن ترسل المؤسسات المالية أو تتلقى التحويلات المالية ، وقد سبق أن أخرجت ايران من المنظمة عام 2014 بسبب برنامجها النووي ، كما هُدِّدت روسيا بإيقاف عضويتها في المنظمة عام 2014، بعد ضم شبه جزيرة القرم ، ولم ينفذ هذا التهديد.

_ ويبدو أن روسيا مستعدة للتعامل مع العقوبات ، فقد امتلكت بنية مصرفية تحتية محلية خاصة بها ( نظام spfs ) للتحويلات المصرفية مشارك فيها مصارف من 23 دولة صديقة لروسيا، كما أنّ لديها نظاماً (نظام mir) لمدفوعات البطاقات على غرار Visa , master card ، وكذلك الصين لديها نظام آخر( نظام cips ) منذ 2015 ويشارك فيه عدد كبير من البنوك من دول صديقة لها ، وقد تم الإعلان عن الربط بين النظامين الروسي والصيني ، وكذلك فإن روسيا، ضمن استعداداتها لمواجهة العقوبات، أوجدت سوق العملات الرقمية.

ونشير هنا إلى أن نظام العقوبات عبر سويفت يمكن التحايل عليه عبر وسيط ثالث ، كما فعلت إيران.

_ هنا لابد من الإشارة إلى أن إخراج روسيا من منظمة سويفت طبعاً يلحق بها ضرراً اقتصادياً ، ولكنّه بالمقابل يلحق أضراراً بالدول الأخرى، خاصة أوروبا، وبشكل أبرز ألمانيا التي لديها تعاملات اقتصادية ضخمة مع روسيا ، كما أن مسألة الغاز والنفط الروسي وأهميته لأوروبا ليست مسألة يمكن التعاطي معها بهذه البساطة ، ( الغرب امبراطورية الكذب ) كما يقول بوتين ، روسيا اليوم تسرِّع في مخاض التحول لنظام عالمي يبشر بتعدد الأقطاب.