كتب الأستاذ حليم خاتون: السيد وذنوب النواب والوزراء
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: السيد وذنوب النواب والوزراء
حليم خاتون
3 آذار 2022 , 15:12 م


عدم استطاعة حزب الله تغيير النظام من داخل النظام ليس أمراً جديداً...

المشكلة من الأساس ليست في عدم الاستطاعة، بقدر ما هي في عدم الإرادة...

أما لماذا عدم الإرادة، فهذا موضوع شائك جداً، تدخل فيه العوامل الذاتية، كما العوامل الموضوعية في الحزب وفي المجتمع... وليس الوقت الان لإعادة بعثه والبحث فيه...

يستطيع حزب الله القول دائماََ إن مهمته هي الدفاع عن لبنان وتشكيل مظلة ردع تحمي لبنان من الأطماع الإسرائيلية... رغم أن الرأي هو أن حزب الله أكثر بكثير من هذا...

كما يستطيع حزب الله القول دائماََ إن تنظيم الوضع الداخلي في لبنان هي مهمة صعبة إلى حد الاستحالة... وهو قد قالها فعلا، وأكثر من مرة، وعلى لسان السيد نفسه...

يستطيع السيد أن يقول والأمر هو كذلك، إن حزب الله ومسؤولي حزب الله والنواب والوزراء ليسوا معصومين ويمكن أن يخطئوا في مسألة أو أكثر...

هم قد ارتكبوا من الأخطاء ما يمكن تناوله وما تم تناوله في أكثر من مكان وزمان...

لكن أن يأخذ السيد هذه الأخطاء في صدره ويقول لجمهور المقاومة لا تنتقدوا النائب الفلاني أو الوزير الفلاني على موقف محدد، بل انتقدوني أنا لأن هذا الموقف هو موقف حزب الله... هنا نكون وقعنا في المحظور...

هل نستطيع مثلاً عدم لوم الوزير السابق محمد فنيش على الهفوات التي مرت في حكومات فؤاد السنيورة أكثر من مرة...

ام يريد السيد أن نوجه اللوم له هو، وهو أكثر العارفين أن جمهور المقاومة لا يمكن أن يصل إلى هكذا موقف...

أم هل يريد السيد أن يتم توجيه اللوم له هو بدل الدكتور علي فياض، بسبب ما جرى في لجنة المال والموازنة التي ومنذ اندلاع الأزمة في لبنان ارتكبت من الموبقات ما لا يقبله لا عقل ولا منطق...

بعد عدة انتقادات وجهت إلى الدكتور علي، تمت استضافته على المنار وقام بشرح الكثير من الأمور، بعضها يمكن تمريره على أساس أن لا حول ولا قوة، ولكن الكثير لا يمكن القبول به من مثل عدم فرض الكابيتال كونترول منذ اليوم الأول الذي تلى ١٧ تشرين...

أو كامل الموقف من برنامج التعافي الذي قدمته حكومة الرئيس حسان دياب والتي قامت كل القوى الحريرية مجتمعة، بالتعاون مع ميشال عون على تطييره...

إسمح لنا يا سيد، انت بقولك هذا تغطي أمورا لا يجب تغطيتها...

أما ما جرى مع تمرير الموازنة الفضيحة وبالشكل الفضائحي الذي تمت به، فلا شيء يمكن أن يبرره بما في ذلك الحملات العلنية التي شنتها المنار والNBN، والتي هدفت إلى التغطية على أمور كان يراد لها أن تمر مع الصراخ في العلن، لتبرئة الذمة لا أكثر ولا أقل...

الدليل أنه تمت الموافقة والتوافق بعد أيام على ما جرى ولا كأن مصيبة قد حصلت...

عفواً يا سيد ولكن هناك مشكلة تواصل فعلي بين جمهور وبيئة المقاومة من غير الملتزمين مع هيئات حزب الله والملتزمين الذين يذكروننا بالشيوعيين اللبنانيين الذين كانوا يحملون المظلات عندما كانت تمطر في موسكو أيام الاتحاد السوفياتي...

منذ أيام تحدث الاخ النائب السيد حسن فضل الله عن برنامج لحزب الله...

فتشنا وذهبنا وجئنا وسألنا عن هذا البرنامج واين نجده، ولا من يجيب... ببساطة لأن الجميع لا يملك جوابا... جواب لم يصل إلا في كلمتك أمس حين قلت إن البرنامج في المراحل النهائية وسوف يعلن قريباََ...

بمعنى آخر، كان يجب انتظار جواب على تساؤلات جمهور المقاومة منك وحدك... لأن الباقين "مش فاضيين"، أو بالأحرى لا يعرفون ولم يحاولوا حتى أن يعرفوا ويتواصلوا مع الناس...

والناس يا سماحة السيد، هم بحر المقاومة... هم الأوكسيجين لهذه المقاومة...

ولأن الناس تريد أن تعرف ومن حقها دوما ان تعرف، يتوجب على المقاومة أن تكون أكثر تفاعلاََ وأكثر جماهيرية...

هذا ليس من شعارات معمر القذافي...

لكن من حق الناس أن تطالب بمزيد من التفاعل بين الحزب وبينها...

قد لا املك الحق بنظر الكثيرين في حزب الله في تناول أي من المرشحين ومعظمهم لا يتمتع بالديناميكية المطلوبة في هذه الأيام... وإذا كنا تناولنا الدكتور علي فياض ببعض النقد فهذا لأنه على الأقل يعمل ويكتب ويحكي وليس كما أكثر من نصف المرشحين الذي لا نراهم إلا في المآتم والمناسبات الاجتماعية ولذلك يمكن القول إننا لا يحق لنا تناولهم لأننا ببساطة لا نعرف عنهم شيئا...

هل يعقل في زمن الانهيار، أن لا نرى أمثال الدكتور عبد الحليم فضل الله مرشحا مثلاً للنيابة طالما أن وزارة المال سوف تظل مصادرة من قبل الغرب بالتفاهم مع الرئيس بري... وان وزارة الاقتصاد والتجارة سوف تذهب دوما إلى جماعة الحريرية السياسية والطغمة المالية في البلد...

قد لا يحق لنا نحن جمهور المقاومة الاقتراح، لكن أليس من الأفضل أن يتم تأسيس برلمان موازِِ من ١٢٨ عضوا وحكومة موازية من ٣٠ عضوا داخل حزب الله، يكون لكل منهم مهامه، فمن يثبت أنه أهل للمهمة يتم ترشيحه ومن لا يستطيع يتم استبداله حتى قبل أن يصل إلى المواقع الرسمية...

ليس في هذا أي انتقاص من نضالية ونظافة أي كان من الإخوة المرشحين... لكنهم ربما كانوا ناجحين في أمور أخرى تخص المقاومة أما في الندوة البرلمانية وفي الحكومات، فهم يصلون الى حد التماهي مع أمل وحتى من هم أكثر سوءا من أمل...

في لقاءات الاربعاء، لا يستطيع المرء تمييز حنا من حنين...

بعد تجربة زادت على اكثر من عقدين من الزمن في البرلمان، وأكثر من عقد في الحكومات، آن لحزب الله أن يكون ما يجب أن يكون... وألا، العوض بسلامة الإصلاح وبناء الدولة القوية العادلة في لبنان...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري