الإعلام: صناعة هستيريا رأي عام..
مقالات
الإعلام: صناعة هستيريا رأي عام.. "صناعة القبول وثقافة القطيع", "لا يلدغ مؤمناً من جحرٍ مرتين" حرب الأطلسي على الاتحاد الروسي وشيطنة الرئيس بوتين.
جورج حدادين
11 آذار 2022 , 14:44 م


يبدو أن " المؤمن " يلدغ مرتين من ذات الجحر:

· غزو العراق وتدمير مجتمع الحضارة الأولى في التاريخ البشري وتدمير دولة القانون والقيم " شريعة حمورابي" بسبب كذبة " سلاح الدمار الشامل" حيث صرح لاحقاً من أطلق هذه الكذبة " كولن باول" وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك، بأنه يعتبرها وصمة عار في جبينه، إنفاذ سياسة الصدمة والرعب، التي أدت إلى مقتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ لإنقاذهم من "الديكتاتورية وتحقيق حقوق الإنسان"

· غزو أفغانستان وتدمير الدولة والمجتمع تحت حجة محاربة الأرهاب، الذي خلقه المركز الرأسمالي ذاته، لمحاربة الاتحاد السوفيتي، وخروج قوات حلف الناتو بعد عشرين عاماً مهزومة ومخزية وذليلة.

· تدمير الدولة الليبية ونهب الثروات والأموال، بحجة محاربة "الدكتاتورية وحقوق الإنسان" وإدخال المجتمع الليبي في حرب أهلية نتيجة إعادة إحياء الهويات البدائية.

· إدخال السعودية والإمارات بحرب مدمرة ضد الشعب اليمني وفرض حصار شامل على دولة فقيرة ومجتمع يعيش الكفاف، بحجة الشرعية.

· فرض حصار على كافة الدول الوطنية غير التابعة للمركز الرأسمالي بحجة تغيير سلوك الدول.

في هذا السياق نعيد نشر م,hقال مبكر للشهيد معمر القذافي حول الأزمة الأوكرانية

يستعاد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مناسبات عديدة منذو مقتله عام 2011، في قراءات متجددة لآرائه ومواقفه. واللافت أنه أولى اهتماما خاصا بالإشكاليات بين روسيا وأوكرانيا.

وكان القذافي قد أدلى بتصريحات لوسائل إعلام يوم 14 أغسطس 2009، حذر فيها من أن تحقيق حلف شمال الأطلسي لخططه الرامية الى التوسع نحو الشرق يشكل خطرا مباشرا على مصالح وأمن روسيا.

وقال معمر القذافي بهذا الشأن إن"حلف الناتو يحاول اليوم جر الجمهوريات السوفيتية السابقة الى مدار نفوذه، الأمر الذي لا يمكن ان نصفه إلا بكونه يشكل خطرا واقعيا على روسيا."

وفي المناسبة ذاتها، أعرب القذافي عن قلقه من توتر العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، وقال عن ذلك "اقتنعت خلال زيارتي لأوكرانيا بوجود مشاكل خطيرة في العلاقات بين الدولتين. وإحدى هذه المشاكل هي سعي القيادة الأوكرانية إلى الانضمام الى الناتو"، مشيرا إلى أن كييف تنظر الى الحلف باعتباره جهة ضامنة لأمنها، "الأمر الذي لا يمكن إلا أن يثير القلق لدى روسيا".

وفي مقالة نشرها في أبريل من نفس العام، تطرق إلى وضع روسيا التاريخي والمعاصر وما وصفه بمحاولات زحف الغرب نحو الشرق، حيث أشار إلى أن روسيا كانت هدفا لما سماه "توسعا غربيا".

وسرد القذافي في مقاله أن هذا الاستهداف بدأ في مستهل القرن التاسع عشر بمحاولة نابليون الوصول إلى الثروات الروسية، تلته محاولة هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية تحقيق الهدف نفسه بجيوشه الجرارة.

وأعرب الزعيم الليبي عن اعتقاده بأن حلف شمال الأطلسي يسير بتوسعه نحو الشرق على خطى نابليون وهتلر مستغلا تفكك الاتحاد السوفيتي والفراغ الذي خلفه، وذلك لأن الغرب يعتقد أنه حقق انتصارا في الحرب الباردة على المعسكر الاشتراكي وبالتالي فإن ذلك يدفعه إلى سد الفراغ المحيط بروسيا لإحكام الطوق حولها ومحاصرتها.

ويصل القذافي إلى استنتاج مفاده أن تمدد الحلف نحو الشرق وضمه لبلدان شرق أوروبا وسعيه لمحاصرة روسيا من جميع الجهات، يعد استفزازا خطيرا ومحاولة لتطويقها واخضاعها.

وفي الخاتمة يشدد على "أن روسيا دولة لا يمكن حصارها وهزيمتها بسهولة كما أثبتت ذلك وقائع التاريخ البعيدة والقريبة".

ويتطرق العقيد في هذا السياق إلى الإمكانات العسكرية الروسية التي يرى أنها تجعلها صعبة المنال بفضل امتلاكها الثالوث النووي، أي الصواريخ الاستراتيجية والقاذفات بعيدة المدى والغواصات النووية.

ويرى القذافي أن تهديد روسيا ومحاولة تطويقها يزج بالبشرية في مغامرة جديدة تختلف عن مغامرة الحرب العالمية الثانية في كونها تعرض البشرية قاطبة هذه المرة للإبادة والدمار.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري