كتب الأستاذ حليم خاتون: مهما تكن النتائج، لن يتغير شيئا بالتأكيد..
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: مهما تكن النتائج، لن يتغير شيئا بالتأكيد..
حليم خاتون
15 آذار 2022 , 18:55 م


كل المجلس السابق سوف يعود مع بعض التغيير الذي لن يؤدي إلى أي شيء جوهري...

من حق رئيس حزب القوات أن يتحدث عن معركة وجودية...

الرجل لا يساوي أكثر من حزمة تقل عن عدد أصابع اليدين، إذا أحجمت الطائفة السنية عن المشاركة في الانتخابات...

استنجد سمير جعجع أمس بالسعودية ودعاها للعودة إلى لبنان، علّ هذا الرجوع يضغط على القرار السني ويدفعه إلى العودة عن العزوف والمشاركة بكثافة أكبر، حيث قد يؤدي الضغط السعودي إلى زيادة نائبين أو أكثر لحزب القوات...

حاول جعجع بث الرعب من إمكانية انتصار سُنّة المقاومة وسُنّة العداء لإسرائيل بسبب هذا العزوف...

لم يفشل تماما في هذا الأمر، فقد انبرى لهذه المهمة رجل المخابرات المركزية الأميركية في لبنان، فؤاد السنيورة...

لكن، ورغم عداء السعودية لحزب الله والمقاومة وكل ما يمكن أن يقترن بهذا الفكر، تظل المملكة على خلاف مع إدارة بايدن المعادية لمحمد بن سلمان، وترفض بالتالي دعم جماعة اميركا في لبنان مجاناً ودون أن يتفضل بايدن ويتصل على الأقل بولي العهد طالبا هذا التدخل...

عندما يقول سمير جعجع أنها معركة وجودية لحزب القوات، هو محق تماما...

الطائفة السنية تعرف جيداً أن سمير حعجع كان احد اهم من حرض مملكة بني سعود على الرئيس سعد الحريري وتعرف أيضا مدى مساهمته في ذلك الاعتقال الشهير لرئيس وزراء لبناني وهو في السلطة، وتوسيعه ضربا ولكما، وتوجيه الإهانات له ولكل اللبنانيين الذين يعملون في المملكة بتهمة نهب ثروات البلد...

حتى فؤاد السنيورة نفسه، لم يكن بعيداً ضمناََ عن موقف سمير جعجع، واضعا في الحسبان أنه يشكل الوريث الشرعي لرفيق الحريري في غياب ابنه سعد، حيث يفتقر كل الباقين بمن فيهم، بهاء الحريري إلى المعرفة البدائية بأمور السياسة والاقتصاد...

طبعاً، لو كان فؤاد السنيورة حريصا على بيت الحريري كما يحاول الإيحاء، لكان وقف مع سعد كما يجب، وطلب من راعيه الأميركي أن يضغط على ابن سلمان كي يكف عن مضايقة الرئيس الحريري الابن فيما يشبه ايام محاكم التفتيش في اسبانيا في القرون الوسطى... أو على الأقل كان عمل مستشارا لبهاء كي يوصله إلى كرسي والده...

لكن فؤاد السنيورة يعتقد أنه أكبر من هذا بكثير...

ثم إن فرصة ابتعاد الرئيس سعد الحريري قد لا تتكرر سياسياً في الزمن المحتمل المتبقي لفؤاد السنيورة...

إذا كان عامل تخلي مصطفى علوش عن سعد الحريري هو الحقد والكراهية تجاه المقاومة، ووجوب عدم ترك الساحة لها؛ فإن الحافز عند فؤاد السنيورة شخصي ويبقى في محاولة وراثة رفيق الحريري ما دامت الفرصة سانحة اليوم وقد لا تتكرر...

هل يستطيع فؤاد السنيورة خدمة سمير جعجع ووليد جنبلاط...؟

الأرجح أن الجواب بالنفي هو الغالب...

كل صوت من جماعة سُنة أو مسيحيي المستقبل وجمهور رفيق الحريري يذهب إلى الإنتخابات، هو خنجر يُغرز في ظهر سعد الحريري...

كان المقصود من عزوف سعد عن المشاركة في الانتخابات هو إفقادها الشرعية الميثاقية عبر عزوف معظم سنة المستقبل عن هذا لإفهام محمد بن سلمان أن قاعدة رفيق الحريري هي مع سعد وليست مع غيره...

ما يفعله فؤاد السنيورة ومصطفى علوش، هو إفقاد الرئيس سعد الحريري آخر حصونه في مواجهة ابن سلمان، ومنعه من محاولة فرض وجوب احترام سُنّة لبنان وعدم معاملتهم قطيعا من الغنم كما يفعل ولي عهد مملكة "الخير" مع جنبلاط وجعجع...

ما سوف ينتجه هذا الفريق من نواب في حال جرت الانتخابات، لن يغير من الأمور شيئا...

مجرد أعداد تنتظر ما يقوله المحور الأميركي السعودي الإسرائيلي... لترداده لاحقاً...

ماذا عن الطرف المقابل...؟

ما هو الأمل المعقود على ما يسمى ٨ آذار...؟

المردة، هم جزء من تركيبة النظام... هم اساسا جزء من الحريرية السياسية التي جلبت على البلد كل المآسي التي نعيش...

القوميون السوريون، منشقين على أنفسهم... هم محسوبين على اليسار، ظلما وعدوانا...

كل ما يفعلونه وما فعلوه طيلة ثلاثة عقود هو التنظير لنظام الحريرية السياسية الذي أدى إلى التهلكة التي نعيش...

باستثناء ترديد بعض شعارات انطون سعادة المثالية، لا يتقن القوميون هذه الايام شيئا...

انتهى زمن الحلبي ومحيدلي بانتهاء دور الفعل المقاوم عند القوميين...

أسامة سعد في عالم آخر...

بات أسامة يرى العروبة بعدسات خليجية أو مصرية في احسن الأحوال، دون التمييز بين مصر الناصرية ومصر ماكدونالدز وكوكا كولا...

لا يبقى في الميدان إلا حديدان...

الثنائي الشيعي الذي بات النائب محمد رعد يتهم من ينتقد تحالف الصابون والوحل بأنه يحاول دق اسفين بين حزب الله وأمل...

ثلاثة عقود مرت، والحاج محمد رعد يحاول مع حركة أمل مزج الماء مع الزيت فلا الزيت بقي زيتاََ، ولا الماء بقي صالحا، لا للشرب ولا حتى لري الزرع...

من المؤسف أن كل الثقافة السياسية عند الاخ الحاج محمد رعد وصلت إلى أن ترى النقد الذي يوجه إلى عجز... وفشل... وعدم فعالية... وعدم نقاء... والف علة وعلة موجودة عند هذا الثنائي، على أنه محاولة شق الطائفة الشيعية ومؤامرة على المقاومة...

من المؤسف أن ينحدر تفكير سياسي إلى هذا المنحدر بدل محاولة إصلاح العيوب...

عوضاً عن ذلك لا ينفك الإخوة عن إجراء عمليات التجميل والشد والقطع المرة تلو المرة دون التمكن من إضفاء منظر بشري على مخلوق عجائبي هجين هو خليط من الحلال والحرام في زمن الحرام هذا...

دون كثير كلام نواب حزب الله لن يغيروا شيئا لأنهم أساساً لا نية لديهم للسير خطوة واحدة أكثر مما فعلوه وما كانوا يفعلونه طيلة السنين السابقة والذي لم ينقذ البلد من الإفلاس ولا من الانهيار...

أكثرهم حركة النائب حسن فضل الله، والنائب علي فياض، والوزير الحاج حسن، لم يفعلوا الكثير وسط سبات الآخرين... ومنهم من سكت عن المعاصي... فهل سوف يحققون معجزة من لا شيء، ووحده الخالق هو من يقول للأمر كن فيكون...

"لو كانت بدها تشتي، كانت غيمت"...

نواب حركة أمل، هم جوقة موسيقية لها مايسترو واحد هو الرئيس نبيه بري...

بعد ثلاثة عقود، من قيادة الأوركسترا للعب نفس اللحن الذي أدى إلى الإنهيار، لن يقوم المايسترو بتغيير لا اللحن ولا حركة يديه...

هو بدل بضعة اسماء بأسماء أخرى؛ كأن مروان خير الدين أكثر رحمة بالناس من انور الخليل، أو كأن كل مصائب وزارة المالية والاقتصاد سببها ياسين جابر...

باختصار...

"دق المي، بتضل مي"...

لا المايسترو، ولا نواب حركة أمل سوف "يشيلو الزير من البئر"...

هم اصلا من تشارك مع وفي كل الحكومات والمجالس النيابية، وأنتج كل تلك السياسات العقيمة التي أدت إلى الإنهيار الحالي...

لو يتجرأ كل واحد من كل هؤلاء، من كل الأحزاب ويرفع السرية المصرفية والحصانة الاقتصادية، ويضع نفسه كل يوم على شاشة لمدة ساعتين يجيب فيها على كل اسئلة الناس... لكنا املنا خيرا ممن لا خير فيهم...

يقول الحاج محمد رعد إن المطلوب هو أن تحصل المقاومة على ٢٧ نائبا شيعيا... بئس المنطق لمقاومة يجب على الأقل أن لا تتفوه بهكذا كلمات، فتضع نفسها في مستوى مصطفى علوش وأحمد الأسير وشارل جبور... والله عيب يا جماعة...

عيب أن نصير مذهبيين بلا أفق...

المشكلة أن حزب الله الآتي من أرض مذهبية، وجد مجموعة مذاهب فصرنا أمام مجموعة مذاهب + واحد...

يبدو أن حزب الله مقاومة رغما عن نفسه...

هو مقاومة لأنه يحمل فكراً حسينياََ إلى مستوى ما قبل الفكر الحسيني بقليل...

نعم، قد نكون في وضع وضعنا فيه حزب الله أكثر من مرة...

إما تأييد الحزب في الانتخابات... وإما يربح أولاد القحبة هذه الانتخابات...

مرة أخرى نرى أنفسنا مضطرين لانتخاب حزب الله كي لا ينتصر اولاد القحبة، لأن البديل عن الحزب حتى اليوم ليس خيارا صالحاً...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري