إذا وضع خطان متوازيان وطلب تحديد نقطة الالتقاء، سوف يجيب أي تلميذ تخطى الف باء الرياضيات باستحالة هذا الالتقاء...
إذا تم سؤال أي عالم رياضيات، سوف تكون الإجابة أن نقطة الالتقاء هي في اللا نهاية، أو في اللا بداية...
في كل العلوم، وفي كل الأنظمة (système)، يوجد دوما نقطة ارتكاز...
يمكن لأي حالم أن يرسم على الورق بناء أو هيكلا خياليا دون نقطة ارتكاز، أو دون أساس...
لكن عندما يأتي إلى الواقع، يجد أن تطبيق هذا أو بنائه، مهمة مستحيلة بدون نقطة ارتكاز وإحداثيات...
مؤتمر النائب حسن فضل الله هو ناطحة سحاب متناسقة، حيث معظم الأمور واضحة من الطابق الاول فوق الارض وصولا إلى الطابق الاخير قبل السحاب...
شرح النائب كل ما عمل الحزب على كشفه، وهي أشياء عظيمة، اشياء ربما لم يكن يعرفها الكثير من اللبنانيين، لكن أهل الاختصاص كانوا يعرفونها جيداً، وقد بدأ الصراخ منذ عقود عن غياب أمران في ناطحة السحاب تلك...
الجزء الموجود تحت الارض، والجزء الموجود على السطح تحت السحاب...
لا وجود لدرج أو مصعد وكأن الطوابق هي مجرد مسطحات مكعبة تم رصها من تحت إلى فوق، ولصقها بدون اي تواصل...
كل ما فعله النائب فضل الله هو توصيف هذا البناء المستحيل دون إظهار كيفية التخلص من تلك العيوب... حتى يصبح لهذا البناء معنى وفائدة...
إذا كان هذا المؤتمر الصحفي هو الجزء الاول من برنامج حزب الله الانتخابي.... فهذا أمر جيد...
لأن الجزء الاول قام بتوصيف المشاكل...
وتوصيف المشاكل لم يعد صعبا على فهم اللبنانيين...
ما يطالب به اللبنانيون هو الانتقال بروية من جزء إلى جزء ومن طابق إلى طابق، حتى يتم وصل البداية مع النهاية ونخرج بحل لكل تلك المشاكل الموصوفة...
مشكلتنا مع النائب النشيط جدا حسن فضل الله، هي أنه يسعى لإصلاح الوضع بالاعتماد على نفس المهندسين والبنائين الذين لا تزيد مداركهم عن ذلك الذي حصل...
ببساطة بسيطة إلى ابعد الحدود...
النظام اللبناني يتكون من مجموعة من السلطات المرئية وغير المرئية...
سلطات مترابطة فيما بينها... لها نفس الرؤى، ولها نفس المصالح...
كلها، دون استثناء، جزء مما حصل...
في هذا النظام، يجب إيجاد نقطة ارتكاز...
نقطة بداية حتى نعرف كيف نبدأ وكيف نصل إلى النهاية...
التوصيف الذي قدمه السيد فضل الله، لم يوضح لنا أين هي نقطة الارتكاز أو البداية للإصلاح...
الطامة الكبرى هي إذا عجز حزب الله أو لم يرد إصلاح هذا النظام، وأصر على أن يظل الجزء الذي يمنع هذا النظام من السقوط...
إذا فشل الحزب، فهذا يعني أن أحدا لن ينجح... على المدى المنظور على الأقل...
أيضاً ببساطة، لأن حزب الله هو أحد اهم من يملك القاعدة الشعبية الضرورية للتغيير...