محمد النوباني,
صحيح أن منصب الرئيس في الولايات المتحدة الامريكية ليس منصبا فخريا كمنصب ملكة بريطانيا ولكنه في واقع الأمر ليس حاكماً مطلقاً كما هو الحال في الوطن العربي والعالم الثالث وبعض بلدان العالم الأخرى.
فهو عبارة عن مايسترو يدير سياسات لحكام فعليين مكونين من اصحاب مصالح ورساميل واصحاب نفوذ وقوة ومجموعات دينية ولكن فإن له في نفس الوقت صلاحيات واسعة ويستطيع إعلان الحرب بالتشاور مع الكونجرس كما أن بحوزته ازرار الحقيبة النووية الامريكية التي يمكن له أن يستخدمها في لحظة غضب او فقدان لعقل مما قد يؤدي إلى فناء البشرية.
بكلمات أخرى صحيح أن الحكام الفعليين لأمريكا هم الدولة العميقة المكونة من احتكارات النفط والسلاح والبنوك ومجموعات الضغط (اللوبيات) والكنائس الخ ولكن منصب الرئيس ليس فخرياً ولا شكلياً كما اسلفنا. كما أنه من نافلة القول ايضاً أن أمريكا التي اوصلت معتوهاً مثل دونالد ترامب إلى سدة الحكم لا تستحق إلا من هم على شاكلته من الرؤساء والمسؤولين في مرحلة تفككها وانهيارها.
لكن من الواضح ايضاً أن وجود شخص مصاب بألخرف مثل جو بايدن في حكم امريكا في هذه الظروف الدولية الخطرة التي تفقد فيها تلك الدولة المشرقة من مقدرتها على حكم العالم من خلال نظام القطب الواحد بات يشكل خطراً مضاعفاً على الأمن والسلم الدوليين.
فالرجل بلغ من العمر عتياً، كما فقد جزء من قدراته العقلية و الذهنية ولم يعد بمقدوره أن يتحدث حتى في مؤتمر صحفي او في خطاب متلفز موجه إلى الامريكيين من دون ان يشت ويتطرق إلى موضوع آخر لا علاقة له بألموضوع الذي يتحدث عنه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد كان يتحدث قبل أيام في خطاب له عن تعريف جديد للأمة الامريكية وفجأة ودون سابق إنذار إنتقل إلى الحديث عن رحلة له مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في جبال الهملايا قطعا خلالها (١٧) الف ميل.
ورغم انني مقتنع بأن إنتقال الحكم إلى نائبته المتصهينة كامبيلا هارس لن يغير شيئاَ في السياسة الخارجية الامريكية إلا أن عزل هذا الكهل عن الحكم هو أفضل للبشرية لأن بقائه فيه قد يسرع في نشوب الحرب العالمية الثالثة ويمنع الجهود المبذولة لتفاديها.