"الرئيس الذي يقتل شعبه".
هذا ما خرجت به كل الصحف في الكيان في وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين...
قبل حوالى عشر سنوات، كان يردد نفس تلك العبارة، مجموعة من الاغبياء الذين صدقوا أن هناك ربيعا عربياً يقوده برنارد ليفي بدعم من ساركوزي وإردوغان وبعض مشايخ الترف في الخليج...
قبل عقد من الزمن ردد السفهاء منا تلك العبارة بحق الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد...
عقدت المؤتمرات في كل زاوية من ذلك الجزء من لبنان المعادي لكل ما هو مقاومة (بالفطرة أو باللقاح)...
وصلت "مواصيل" أولاد القحبة، الحج إلى عرسال لإعلان التضامن مع أبي طاقية وغيره ممن ذبح جنود الجيش اللبناني بدم بارد وكأنه يقدم الاضاحي للوحش الإمبريالي الكاسر...
اسرع سمير جعجع في ارسال جورج عدوان للتضامن مع القتلة...
كذلك فعل نوفل ضو وفارس سعيد وجماعة الكتائب...
انضم هؤلاء إلى لفيف كبير من جماعة التيار الأزرق...
ماذا سوف يقول هؤلاء جميعاً الآن...
فلاديمير بوتين يقتل شعبه!!!
كما كان الرئيس الأسد يحظى بدعم الأغلبية العظمى من الشعب السوري في وجه جحافل احفاد ابن تيمية، كذلك يحظى إلرئيس بوتين باكثر من ٧٠٪ من المؤيدين من الشعب الروسي...
إلا إذا كانت تلك الصحف تقر اخيراََ بأن الشعب الأوكراني، على الأقل ذوي الأصول السلافية، هو شعب شقيق للشعب الروسي...
فلاديمير بوتين يقاتل فولوديمبر زيلينسكي...
إنه نفس الإسم، لكن اللهجة تختلف...
من يعرف أن كييف كانت عاصمة القياصرة قبل موسكو يعرف أن الفرق بين الشعب الأوكراني والشعب الروسي هو مثل الفرق بين أي شعبين من شعوب بلاد الشام حسب خريطة سايكس بيكو...
لماذا تغزو روسيا بلدا شقيقاََ...؟
لماذا هذه الحرب أذاََ...؟
هناك من يعتبرها حربا أهلية بين هانوي وسايغون بعد أن باع حكام سايغون أرواحهم للشيطان الأميركي...
هناك من يعرف أن الانقلابيين الذين سيطروا على السلطة بعد الانقلاب الذي دبره جورج سوروس، هم من النازيين الذين لم يتأخروا في ذبح من خرج يتظاهر ضد هذا الإنقلاب أو حتى أحرقهم أحياءََ...
إلا يذكًرنا هذا بالسبت الأسود في لبنان، أو بصبرا وشاتيلا...
عندما يخرج أبناء قومك لذبح الشرفاء من قومك، لا تستطيع سوى شن حرب عليهم لاسترجاع البلد من براثن التنين...
عندما صعد رئيس المخابرات الروسية ووضع أمام بوتين خرائط ممهورة بالدلائل تبين اماكن عمل علماء البيولوجيا الغربيين في مختبرات سرية في أوكرانيا...
عندما أخبره ضباط المخابرات أن كتيبة آزوف تتلقى السلاح والتدريب والأنصار من اميركا وبريطانيا، وإن جنود هذه الكتيبة ليسوا سوى احفاد الضابط النازي ستيبان بانديرا الذي حارب الجيش السوفياتي إلى جانب جيش ادولف هتلر، وظل يقاتل ويقتل الشيوعيين في أوكرانيا حتى منتصف الخمسينيات، أيضا بدعم غير مباشر يومها من المخابرات البريطانية والأميركية...
عندما أخبرت المخابرات الروسية الرئيس بوتين أن تماثيل ابطال أوكرانيا حُطمت وتم نصب تماثيل اعداء روسيا مكانهم، وإن أسماء الشوارع صارت تحمل أسماء النازيين...
عرف الرئيس الروسي، أن الغرب يريد أن يتعشى روسيا في أوكرانيا...
هل كان بوتين ساذجاََ، حين طلب الانضمام الى حلف الأطلسي...
أم أن الرجل أراد التأكد من نوايا الغرب...
بين روسيا وأميركا يوجد سوق كبيرة وغنية جداً اسمها أوروبا...
سوق تملك الكثير مما تبيع، وتحتاج الكثير مما تشتري...
كان غورباتشوف غبياََ حين آمن بطيبة الأميركيين...
يذكرني هذا الغبي بقول لأحد الحكماء...
"لا تعتقد أن الأسود لن تأكلك لأنك أنت لا تأكل الأسود"...
لأن غورباتشوف كان ساذجا فوق الوصف... آمن بحسن نية الأميركيين... إلى درجة أن جنرالات اميركا لم يصدقوا أن هذا الغبي تخلى ليس فقط عن أوروبا الشرقية دون ثمن، بل تخلى عن أوكرانيا، أرض القبائل السلافية الاولى، وتخلى عن شبه جزيرة القرم لقاء عقد إيجار الأسطول الروسي على موانئ البحر الأسود...
عندما طلب إريش هونيكر من هذا الاحمق أن يكون شرط إعادة توحيد الالمانيتين، إعلان حياد المانيا الموحدة، تجاهل غورباتشوف مصالح روسيا وتحدث عن حق تقرير المصير للشعوب...
حق تقرير المصير لدول تابعة لمن أباد هيروشيما وناكازاكي بالنووي، ولمن أحرق جنوب شرق آسيا بالكيماوي...
أمس جن جنون إسرائيل...
لافروف تحدث عن أصول يهودية لأدولف هتلر...
هل يعقل هذا...؟
من يعرف هتلر، يعرف نظرية هذا المجنون عن تفوق الجنس الآري الأشقر ذي العيون الملونة، رغم أن شعره هو كان أسودا داكنا، وعينيه من اللون البني...
كان قصير القامة كما الساميين...
هل يعقل أن يصل الجنون بهذا المعتوه أن يقتل بني قومه في محرقة...؟
كل شيء ممكن في عالمنا...
ألم يفعل بشير الجميل الأمر ذاته...؟
ألم يذبح عناصر الكتائب ونمور الأحرار وحراس الارز كل لبناني أو سوري أو فلسطيني أو مصري أو سوداني في سبيل النقاء العرقي "الفينيقي"..؟
يقول السيد أليف الصباغ، أن الأميركيين كانوا يضغطون دوما من أجل إقامة وطن قومي يهودي في أوكرانيا...
يبدو أن خطط إقامة إسرائيل في قلب الوطن العربي من أجل السيطرة هذا العالم العربي، كانت تقابلها نية إقامة إسرائيل أوروبية في أوكرانيا من أجل السيطرة على أوروبا...
لعل أحد أهم نبوءات كارل ماركس صحة هي قوله إن الصراع الأبدي سوف يكون بين العمال (المستضعفين)، وبين من يملك المال...
كلنا نعرف من يملك المال...
ليس الخليج ولا اليابان ولا حتى الصين...
من يملك المال هو من يتحكم بهذا المال حتى لو لم يكن هذا المال بحوزته...
اميركا هي البلد الوحيد الذي بإمكانه طباعة ما يشاء من الدولارات دون أية تغطية...
لذلك ليس للنفط ولا للغاز ولا للقمح ولا لأية سلعة أية قيمة طالما أن اميركا هي من يتحكم بها وبمصيرها...
لكن من يتحكم باميركا...؟
من يتحكم بالمصارف في أميركا...؟
هل الحديث عن روتشيلد من المحرمات...؟
لم يقل أحد عن ماكرون أنه يقتل شعبه حين تصدى لذوي السترات الصفراء رغم أن العنف الذي استعمله كان أكثر من العنف الذي تصدت به وزارة الداخلية الروسية لحفنة من عملاء الغرب...
لم يقل أحد أن الرئيس الأميركي يقتل شعبه رغم أن الشرطة الأميركية كسرت عظام واضلع المتظاهرين ضد دولة المصارف في وول ستريت...
حتى غوبلز، ما كان باستطاعته السيطرة على العقول كما يفعل الغرب...
إذا كان فلاديمير بوتين يقتل شعبه، لماذا يمنع الغرب موسيقى تشايكوفسكي...؟
هل قتل تشايكوفسكي أحدا في حياته...؟
هل باليه بحيرة البجع تدعو إلى القتل والعنصرية والتطهير العرقي...؟
كل ذنب تشايكوفسكي أنه روسي...
حتى قصص تولستوي "الحرب والسلام" و"آنا كاريننا" تم إزالتها من الرفوف والمعارض...
إنه جنون سلطة المال في اميركا خوفاً من خسارة أوروبا...
كما أنه غباء أوروبا التي تذهب كما النعجة إلى الذبح...
يبقى أن نرى إذا كان الروس سوف يدركون أن سياستهم في سوريا في السماح لإسرائيل بالعربدة كانت غبية...
يتحدث بعض الروس أن هناك من الاعراب من يقف في خندق إسرائيل وأنهم لا يستطيعون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك... هذا صحيح...
لكن هؤلاء عبيد وليسوا دولة عظمى كما روسيا...