كتب الأستاذ حليم خاتون: مفتي، التحريم.. مفتي التجريم؛ والسفارة في العمارة
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: مفتي، التحريم.. مفتي التجريم؛ والسفارة في العمارة
حليم خاتون
4 أيار 2022 , 16:58 م

"كلمة المفتي ما لازم تصير إثنين"...

كل يفتي على ليلاه...

أن يقول المفتي رأيه في أمور الدنيا... هذا حق له مثلما هو حق كل المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات...

لكن، هل نحن مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات؟

في لبنان يساوي صوت المواطن الجنوبي أو البقاعي أو الشمالي نصف أو ربع او حتى أقل من ٥٪ من صوت بعض المواطنين في بعض المناطق من لبنان...

في لبنان، قدم ابن الجنوب، وابن البقاع، ومناطق من أهل الشمال، أضعاف أضعاف ما قدمه أو يقدمه أبناء مناطق معينة من لبنان من أجل التحرير وصون السيادة الحقيقية، وليس سيادة سامي الجميل أو ابن عمه نديم أو نديم (مرتو)الآخر الذي تخرج من المستقبل برتبة صبي والتحق بالسفارة ليصبح "صبي معه مصاري"...

في لبنان، ترتكب ماريا معلوف أفعال العهر على أنواعها، فتحظى بحماية أميركية في دولة لا يجرؤ ابن "مرى" في سلطتها أن يرفع حتى جبينه استهجاناََ...

في لبنان كان ممنوعاََ باسم المذهبية، وباسم المناطقية، وباسم التبعية للدولة العميقة أن يكون على رأس المصرف المركزي "آدمي ابن آدمي"...

في لبنان، توفي والدي، فأُجبرت على دفع أكثر من ٣٥ ألف دولار سنة ٩١، ثم توفيت الوالدة فأُجبرت على دفع حوالي ١٠آلاف دولار من أجل حصر إرث لأملاك تسبب رياض سلامة بضرب قيمتها حتى وصلت إلى الحضيض...

في كل مرة، كان يجب الانتظار أشهر قبل انتهاء المعاملات...

بينما قبض فؤاد السنيورة معنوياً، وعلى الأرجح مادياََ أيضاً، حتى يوفر على آل الحريري مليار دولار حين جمد قوانين حصر الإرث بضعة ساعات، تم خلالها حصر ونقل الإرث دون دفع فلس واحد لخزينة الدولة اللبنانية...

في لبنان يسافر الوزراء والنواب والمديرون العامون والقضاة والقادة الأمنيين على متن طيران الشرق الأوسط على حساب الشعب اللبناني لأن محمد الحوت المعين من قبل "بيت" الحريري يعتبر هذه الشركة مزرعة خاصة له ولأركان الحريرية السياسية من مستقبليين، وجنبلاطيين، وأملاويين، مع قليل من البهار من جماعة ١٤ آذار وبعض جماعة ٨ آذار المحسوبين من عظام رقبة ١٤...

في لبنان، "المناوشات" السياسية العلنية لا تفسد في الود قضية...

يستطيع جورج عدوان أو سامي الجميل تناول العشاء أو قضاء سهرة لحضور كأس العالم مع علي بزي... في الوقت الذي يتبادل فيه طوني وعلي إطلاق النار على الطيونة...

ابتسم انت في لبنان...

أن يخرج المفتي الاول، ثم يتبعه المفتي الثاني يحملان "صكوك الغفران" في القرن الواحد والعشرين لكل من يذهب إلى انتخابات أقل ما يقال فيها أنها تجري على أسس وقوانين تفتقد كل قواعد المساواة في الحقوق والواجبات... وهذا القول...هو أقل الإيمان...

في هذا الخروج خروج على وصايا الرب...

على ماذا استند المفتي الأول حين زاد من "عندياته" شاكراً مملكة "الخير" التي لا خير يرجى منها...

على ماذا كان الشكر...؟

على الودائع التي التي حُفظت في المصرف المركزي بفوائد تراوحت بين ٣٨ و ٤٢٪... أم على الحصار وخنق البلد...

أم على عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين يعيشون في خوف دائم من بطش سلطان جائر، أوسع الرئيس الشيخ سعد الحريري ضربا ولكماََ ورفسا، ثم منعه من الترشح لهذه الانتخابات تحت تهديد فعل ما فُعل وما لم يُفعل بعد، به والذين خلفوه...

يا حضرة المفتي الذي يجب أن تكون كلمات الله على لسانه،

المقاطعة موقف...

من انت حتى تفرض على الناس أن يكونوا بلا موقف...

كل من يذهب إلى الإنتخابات من جماعة المستقبل هو إما مرتزق أو خائن لقضية الرئيس سعد الحريري الذي أراد بالمقاطعة أن ترى مملكة الشر أنه وحده هو الرقم الصعب في الطائفة السنية وليس لا فؤاد السنيورة ولا أشرف ريفي ولا مصطفى علوش ولا ذلك المحمد مجهول باقي الاسم الذي تسلق إلى المنصب على ظهر آل الحريري قبل أن يعض اليد التي دفعته إلى أعلى...

حتى الكلاب أكثر وفاءََ من كل هؤلاء...

صحيح أن الرئيس الحريري خصم إلى حد العداء...

لكن الخصومة والعداء شيء...

وخيانة من أكل من صحن الرجل ثم بصق فيه شيء آخر تماماً...

لا يوافق على هذا لا دين ولا عرف ولا حتى أبسط قواعد اللياقة لمن تعود لحس الأحذية...

نأتي الى المفتي الثاني الذي قرر تجريم عدم المشاركة في الانتخابات...

ثم قرر تجريم الورقة البيضاء...

مرة أخرى، نسأل حضرة المفتي الثاني على اي حق إلهي استند في التحريم والتجريم...

أن يقول المفتي رأيه شيء... وأن يحمل صولجان السماء شيء آخر تماماً...

رغم كل العجز وعدم الفاعلية الذي ميز معظم المرشحين من المقاومة، ورغم اني شخصياً ادعو إلى انتخاب الأقل سوءا من مرشحي المقاومة، لأن الوضع الإقليمي والوضع الدولي والعداء الذي يجمع الثوار ((الحقيقيين)) وهذه المقاومة ضد امبراطورية الشر الأميركي... رغم كل هذا اقول للناس هذا رأيي واحاول جهدي إقناعهم وليس إصدار فتاوى تهدف إلى ترويع الناس من إله رحيم يرى ما يعانيه الناس ويعرف أن ٩٠٪ من المرشحين على كافة اللوائح هم السبب... ويعرف أن معظم المرشحين الجدد ليسوا أكثر من خدم لمن يقوم بحصار البلد وخنقه...

كان الأجدر أن يكون هناك تحريم وتجريم لمن يمنع معامل الكهرباء الإيرانية أو مصافي النفط الروسية أو سكك الحديد أو المرافئ الصينية في صور وصيدا وبيروت وطرابلس...

لو خرج المفتي يفرض على السلطة شيئا من الكرامة في التحرر من الإذلال الأميركي...

لو خرج المفتي الأول يقول للبخاري أن مال الجزيرة ليس ملكا شخصيا لابن سلمان بل هو ذخر للأمة...

أما بعض المحسوبين من عظام الرقبة والذي دافع عنه أمس الاخ ناجي أمهز بحرارة... الاخ الدكتور أسامة سعد...

قد تكون، بل انت محق يا دكتور في انتقاد مواقف المقاومة في تعاطيها مع الأزمة الداخلية في لبنان...

الكثيرون يشاطرون الرأي في هذا النقد ويزيدون على هذا النقد أطنانا من النقد...

حق الخلاف والاختلاف مع هذه المقاومة لا يُخرج هذا الطرف أو ذاك من تحت عباءة المقاومة التي تظلل كل من يعادي إسرائيل والمطبعين أياََ كانوا...

المقاومة يا دكتور... مقاومة واحدة، ولا يمكن أن تكون إلا مقاومة واحدة...

لا نحتاج في لبنان الى محمود عباس ثاني...

كما لا نحتاج في لبنان الى حركة وطنية يقودها وليد جنبلاط من جديد...

الاختلاف مع المقاومة حرية رأي وحرية فكر يتم إثباتها على الأرض... ولا يتم توريثها كما حاول الاخ ناجي الإشارة...

نعم، تعاطي المقاومة مع الأزمة اللبنانية ناقص، بل ناقص جدا ويجب التصويب عليه ليلا نهاراً...

أما القول إن هناك اختلاف مع المقاومة في مسائل إقليمية...

عفواً... لكن هكذا أمر لا يمر...

يكفينا تحسين خياط واحد... تكفينا صرعات الجديد التي لا تنتهي...

الذي يريد اطلاق مواقف باسم "العروبة المعاصرة، أو الحديثة" آخر طبعة، كما فعل الحريري الابن يوما، قبل "العلقة" في السعودية...

الذي يريد بيع مواقف يقبضها شيكات من مملكة الشر، هو حر...

لكن عندها لا يحق لهذا المرء أن يحمل اسم جمال عبدالناصر أو يتخفى خلف هذا الإشعاع القومي...

لا نريد رفيق حريري آخر من "حركة القوميين العرب" يُبلينا بفؤاد سنيورة آخر من نفس هذه الحركة...

صحيح أن الدكتور جورج حبش زاد هذه الحركة شرفاََ... لكن السنيورة والحريري لم يكونا سوى وبالا عل الحركة وعلى العروبة وعلى العرب الأقحاح الذين لا يخطئون حرف الضاد لا لفظا ولا انتماء ولا نضال...

أما البخاري، وما أنت ببخاريِِ...

لو سمع ابن سينا بما تفعل وما تقول...

لعنة الله على تلك الأفعال والاقوال...

انت وسفارتك وأمير الشؤم ذاك لستم سوى عار على هذه الأمة...

أن تفرضوا على الطائفة السنية مجرما قاتلا لرئيس وزراء لبنان الأسبق رشيد كرامي، ليس مذمة واحدة فقط...

أن تبددوا ثروات الأمة من أرضِِ اكرم الله على باطنها في سبيل خنق احرار أمة نبي هذه الأمة هو جريمة لا تغتفر...

لا اهلا بك، ولا سهلا...

انت ومن تمثل لستم سوى أنجاس لا يستطيع أي دار إفتاء تطهيرهم...

فقط نار جهنم وبئس المصير يوم سوف يرسلك إليها كبّاََ أحرار من هذه الأمة... انت وامير الشؤم وحكام العهر في الامارات...

بانتظار أن ترسل ديما صادق وشاية جديدة لحكام تلك الأراضي الطاهرة التي لن تطؤها قدم حر إلا مع بندقية وثورة تعيد تصحيح التاريخ...

هل فهم المفتي...؟

وبقية المفتين...؟

وأسامة، وكل من يتفذلك حتى لو تحت شعار عروبة مع (ميكرو جوپ)...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري