واشنطن- محمد دلبح,
يتوقع أن يقوم الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بزيارة إلى فلسطين المحتلة في إطار جولة في المنطقة العربية في نهاية شهر حزيران/يونيو المقبل. وذكر موقع أكسيوس الإخبار الأميركي إن البيت الأبيض ناقش ذلك مع مكتب رئيس حكومة كيان الاحتلال الصهيوني.
ونقل آكسيوس عن مسؤولين إسرائيلين قولهم إن الجولة تهدف إلى عقد اجتماع لزعماء المنطقة الذين سيلتقيهم بايدن يؤكد فيه قيادة واشنطن والتزامها في وقت يُنظر فيه إلى الولايات المتحدة على أنها تنسحب من المنطقة. ونقل آكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن جولة بايدن المتوقعة قد بحثت في اجتماع بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال هولاتا في البيت الأبيض الأسبوع الماضي. وفي حال تحققت تلك الزيارة فإنها ستكون أول زيارة يقوم بها بايدن إلى المنطقة منذ توليه منصبه. التي ستكون قبيل الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي التي يسعى بايدن وحزبه الديمقراطي إلى استخدام نتائجها لتعزيز موقفهم الانتخابي الذي يشهد تراجعا حسب استطلاعات الراي.
وكانت إحدى الأفكار التي نوقشت هي عقد اجتماع بين بايدن ورئيس حكومة الكيان الصهيوني نفتالي بينيت والعديد من القادة الآخرين من المنطقة إما في فلسطين المحتلة أو في دولة عربية أخرى تقيم علاقات كاملة مع كيان الاحتلال الصهيوني كوسيلة لمواصلة زخم أجتماع النقب الذي عقد في النقب في فلسطين المحتلة في أواخر آذار/مارس الماضي وكوسيلة لزيادة تقوية اتفاقيات إبراهيم الصهيونية بين حكومتي الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني.
وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن المناقشة كانت أولية للغاية وليس من الواضح ما إذا كان مثل هذا الاجتماع سيكون ممكنا ، لكن المحادثات بشأن الموضوع مستمرة.
وعلى الرغم من امتناع البيت الأبيض عن التعليق إلا أن مسؤولين إسرائيليين ذكروا أن الموعد النهائي لزيارة بادين لم يتحدد ولكن يجب أن يتم في الأسبوعين الأخيرين من شهر يونيو. ويتوقع المسؤولون الإسرائيليون أن تكون زيارة بايدن قصيرة نسبيًا ، حيث يقضي بايدن ما بين 24 و 36 ساعة على الأرض ويلتقي بمسؤولين إسرائيليين في القدس ومسؤولين فلسطينيين في بيت لحم أو رام الله.
من جهة أخرى بحث سوليفان وهولاتا أيضا سبل ممارسة المزيد من الضغط على إيران في سيناريو لا عودة فيه إلى الاتفاق النووي لعام 2015 في المستقبل القريب. وقد أدى "التوقف" لمدة سبعة أسابيع في محادثات فيينا النووية إلى وضع المفاوضات في مأزق. وقد أعربت حكومة بايدن وحلفاؤها الأوروبيون وكيان الاحتلال الصهيوني عن مخاوفهم من أن تواصل إيران دفع برنامجها النووي أثناء توقف المحادثات. ونقل موقع آكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير إن مناقشات هولاتا مع سوليفان ومسؤولين كبار آخرين في البيت الأبيض الأسبوع الماضي كانت تركز إلى حد كبير على إيران ، بما في ذلك التحضير لواقع محتمل حيث لا عودة للاتفاق النووي.
ويذكر إن كيان الاحتلال الصهيوني يعارض مسودة الاتفاقية الحالية بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 ، لكن سوليفان وهولاتا ناقشا كيفية الضغط على إيران من أجل التوضيح لحكومة الجمهورية الإسلامية في طهران أنها بحاجة إلى اتفاق، وفي في الوقت نفسه منح الولايات المتحدة ميزة للحصول على اتفاق أفضل في حال استئناف المحادثات النووية ، حسب قول المسؤول الإسرائيلي الكبير.
كما بحث سوليفان وهولاتا كيفية القيام بذلك دون الضغط على إيران لتصعيد برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 90 في المئة - وهو المستوى المطلوب لإنتاج قنبلة نووية.
وقال المسؤول الإسرائيلي أن حكومته اقترحت عدة طرق ممكنة للضغط على طهران، بما في ذلك تمرير قرار اللوم في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران/يونيو المقبل وزيادة الردع العسكري الأميركي في المنطقة. وأضاف موضحا أن "كل هذه الخطوات الممكنة تهدف إلى إرسال إشارات للإيرانيين بأن لا أحد ينتظرهم وأن الوقت لا يعمل لصالحهم".
وقال البيت الأبيض في بيان حول الاجتماع إن سوليفان "أكد" أن الولايات المتحدة "متناغمة مع مخاوف "إسرائيل" بشأن التهديدات لأمنها ، بما في ذلك أولاً وقبل كل شيء من إيران و وكلاء مدعومون من إيران ".
واضاف البيان ان سوليفان وهولاتا "اتفقا على زيادة تعزيز التنسيق الجاري من خلال المجموعة الاستشارية الاستراتيجية الاميركية-الاسرائيلية وتقوية التعاون الامني والدبلوماسي حيثما كان ممكنا مع الشركاء الاقليميين الاخرين".
واشار بيان البيت الأبيض إلى أن اجتماع سوليفان-هولاتا جاء بعد يوم واحد من إجراء بايدن مكالمة هاتفية مع بينيت لمدة 35 دقيقة ناقشا خلالها "التحديات الأمنية الإقليمية والعالمية المشتركة ، بما في ذلك التهديد الذي تشكله إيران ووكلائها". وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن اعتقاده بأن شيئا مثيرا قد يحدث عقب تلك المكالمة الهاتفية بين بايدن وبينيت ربما تكون إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية لما يدعى "المنظمات الإرهابية" وهو مطلب إيراني رئيسي للمضي قدما في محادثات الاتفاق النووي.