محمد النوباني,,
يحتفل الشعب الروسي العظيم اليوم ومعه كل شرفاء و أحرار العالم بألذكرى السنوية ال ٧٧ لهزيمة المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية ورفع العلم السوفياتي الأحمر على مبنى الرايخستاغ الالماني في برلين في التاسع من ايار عام ١٩٤٥.
وبهذه المناسبة سيتم تنظيم عرض عسكري ضخم لاحدث الأسلحة الروسية في الساحة الحمراء بموسكو يحضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلفي بدوره خطاباً هاماً يتطرق فيه إلى آخر المستجدات العسكرية والسياسية في الحرب الآوكرانية وحول مخاطر المواجهة مع امريكا والغرب على خلفيتها.
ولكن وقبل الإسترسال في هذا المجال فلا بد من الإشارة في هذا السياق إلى ان الحديث عن ذكرى النصر النازية في الحرب العالمية الثانية له اهمية خاصة في هذا العام حيث أن القوى الإمبريالية التي غطت على جرائم هتلر ومكنته وسهلت له إجتياح آوروبا في الحرب العالمية الثانية على أمل أن يتسنى له القضاء على الاتحاد السوفياتي آنذاك ثم اضطرت لمحاربته بعد ان إستدار نحوها لا زالت تمارس نفس السياسة حيث تقدم الدعم لنازيي اوكرانيا على أمل أن يؤدي ذلك إلى إسقاط روسيا وتفكيكها ومنع تشكل عالم متعدد الاقطاب على انقاض عالم القطب الامريكي الواحد من خلال اكبر حرب بالوكالة تخاض في العصر الحديث.
كما أنه لا بد لنا من الإشارة ونحن نتحدث عن ذكرى الإنتصار على النازية في تلك الحرب إلى حقيقة مهمة أخرى وهي أن المعارك الحاسمة والحازمة في تلك الحرب قد جرت على الجبهة الروسية. كما أن آخر معارك المهمة وهي معركة برلين جرت بين قوات الجيش الاحمر السوفياتي والجيش الالماني.
وعلاوة على ذلك فإن العدد الأكبر من ضحاياها كانوا من السوفييت حيث بلغ تعدادهم ٢٧ مليوناً من أصل ٦٠ مليون انسان هم مجموع من سقطوا في تلك الحرب.
وفي ذات السياق فإن المؤرخين الموضوعيين وكل من كتب بتجرد عن تاريخ الحرب العالمية الثانية يعرف بأن الجيش الاحمر السوفياتي هو الذي أجبر عسكريي اليابان على الاستسلام وليس القنبلتين الذريتين اللتين امر الرئيس الامريكي الاسبق هاري ترومان بالقائهما على مدينتي ناجازاكي وهيروشيما اليابانيتين في نهاية الحرب مما ادى الى مقتل وجرح مئات الاف المدنيين الابرياء من دون اية ضرورات عسكرية.
وعلني لا ابالغ ان قلت في هذا المجال ايضا انه لولا الخطا الاستراتيجي الكبير الذي ارتكبه” ادولف هتلر” بانهاء العمل بمعاهدة عدم الاعتداء التي كان قد وقعها مع الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، والتي دخلت التاريخ بإسم اتفاقية مولوتوف ريبنتروب الموقعة في ٢٣ آب عام ١٩٣٨ وقيامه باجتياح الاراضي السوفييتية في ٢٢ حزيران عام ١٩٤١ في اطار ما اسماه آنذاك بعملية “بارباروسا” لتمكن من السيطرة على العالم باسره.
ومن نافلة القول أيضا بأن الكتابة عن هذه الحرب ليس ترفاً فكرياً بقدر ما هو ضرورة ماسة لفهم الحاضر والمستقبل واتخاذ المواقف الضرورية التي من شانها حماية العالم من النازية الجديدة التي تلوح من آوكرانيا.
فالمعركة الجارية هناك بين القوات الروسية والنازيين الجدد المدعومين من قبل الولايات المتحدة الامريكية والغرب وإسرائيل تشبه تماماً تلك المعركة التي خاضها السوفيات ضد المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وسميت بالحرب الوطنية العظمى.
ولذلك فإن وقوف الفلسطينيين والعرب مع روسيا في هذه الحرب التي تتحالف فيه إسرائيل مع أمريكا والغرب ضدها هو وقوف مع الذات واي موقف آخر هو هراء وخيانة لقضية فلسطين وللقضايا العربية مهما كانت الذرائع و المبررات.