كتب د. عصام شعيتو: تصحيح التاريخ المزوّر..
مقالات
كتب د. عصام شعيتو: تصحيح التاريخ المزوّر..
10 أيار 2022 , 17:04 م

كتب د. عصام شعيتو: 


إنّه عصر العزة والكرامة،فحافظوا عليه واجعلوا يوم 15 أيار يوماً للتخلّص من الذل والفقر والمهانة.

هذه المقالة هي موجز بسيط وصغير عن التحول الشيعي و اللبناني خلال مئة عام.

يحكى أنّ تاريخنا كان مجهولا وكانت طائفتنا مسلوبة الشرعية ، وكنا طارئين على البلد يسموننا متاولة (ابو ذنب).

وكانت ضيعنا خالية من المدارس نتعلم تحت الشجرة القراءة والكتابة

كنا جهلاء وأميين، وكنّا نقايض أرضنا بمدِّ القمح، وكانت النساء تدور على خدمة منازل البكاوات أسبوعيا، وكنّ يجمعن رؤوس ماشيته مقابل الرغيف، وكن يُضربن ويشتمن صبحاً" وعشيّة.

*وعندما كنا نطلب العلم، كان الجواب؛ بأن الوجيه إسماعيل الزين او احمد بك الأسعد يعلّم ولده نيابة عنا ، وعدا ذلك، كان علماؤنا يهادنون الزعيم طمعاً بتدريس وإطعام الرعية.

ويحكى أنّ الجراد أكل أخضرنا إبّان الحرب الكونيّة، وأنّ امرأة من جبلنا وجدوها تقتات على رؤوس الآدميين ، وأنّ مؤلفات كتبنا بيعت بمد من الطعام.

ويحكى أنّ  صادق حمزة  وادهم خنجر كانا عصابات وقطاع طرق __تماما كما أصبحت اليوم مقاومتنا إرهابا ومقاومينا عصابات ميليشيات وأنّهما نهبا غير أنّهما قد قاوما الإحتلال الفرنسي فما اشبه اليوم بالأمس ، وأنّ السيّد الكبيرعبد الحسين شرف الدين بايع الملك فيصلاً في الحجير، غير أنّ العرب تركونا وحيدين نعاين هزيمتنا من نيجر، الفرنسي الذي سلب كل ثرواتنا.

ويحكى أن لبنان الكبير ابتلع جبلنا، وصرنا على أبواب بيروت عتّالة في المرفاء وماسحي أحذية ، وأننا كنّا نمشي وراء  الفينيقي، الذي اصبح الآن وبين ليلة وضحاها عربي الانتماء واصبحنا نحن إيرانيين محتلين.

كنا نسير وراء هؤلاء الفينيقين ليضعوا حاجاتهم في سلتنا لنوصلها لمنازلهم ، لقد كنّا أشبه بعربة السوبرماركت، ويحكى أننا كنا ماسحي الأحذية وبائعي اليانصيب، وكناسي الشوارع، وكانت بعض بناتنا النازحات خادمات بيوت،

*وكنّا نكنس الشارع من زبالتهم، في الوقت الذي كانت طرقاتنا لا تصلح لمرور البغال ولا الحمير، وكانت أجمل أحلامنا مدرسة ومستشفى، و وظيفة تليق بنا، وكانوا يتذرعون، لعدم توظيفنا بأننا متاولة اي متخلفون، وكانت الوظيفة لقلة قليلة من ازلام البيك.

*يحكى أنّنا كنّا عبئاً عليهم وأنّنا اغراب عن لبنان، لقد حاول أميل إده سلخنا عن لبنان ، ولمّا عارضته مصلحة فرنسا، كان من جماعته من يريد شراء أرضنا لليهود وترحيلنا إلى العراق، ويحكى أنّ بشارة الخوري تساءل عنّا هل نحن لبنانيون ام جلب؟ بإعتبار اللبنانية رمز الرقيّ ال( Hi. والبونسوار) المسقط عنا.

ويحكى أيضاً أنّ القرى السبع، عددها أكبر من سبع، وأن بوليه-نيوكامب سلخاها عنّا لضعفنا، وأنّ إسرائيل كانت تستبيحنا ما قبل نكبة فلسطين وبعدها، وكانت تعربد ليلا نهارا فوق قرانا، حتى وصلت إلى فردان في بيروت، واغتالت 3 من قادة منظمة التحرير الفلسطينية، ودمرت مطارنا وطائراتنا المدنية، وكانت كل كم سنة تجتاحنا وتدمر قرانا، وأنّ أطماعها فينا سابقة لقيام لبنان.*

ولتمييزنا وتنفير الآخرين منا، كانوا يصفوننا بأنّنا متاولة ولنا ذنب بالخلف ، وكانوا يطلقون علينا اسم: متاولة استخفافاً واستهزاءً بنا،* غير أنّه يحكى أيضاً أنّه في أواخر الخمسينيات، خرج رجل من المدينة طالبا للإصلاح وله أصول في جبل عامل اسمه موسى فخرت له الجبابرة في الأصقاع ساجدةً.

*حتّى اذا ألقى موسى عصاه، تلقفت ما كانوا يأفكون بنا، وصار لهذا الجبل معه قلم ورصاص، قد هدم موسى بعصاه هيكل استبدادهم واستعبادهم التقليدي، وأخاط لنا من عباءته منديلا" ستر فيه عفتنا المنتهكة، قد كنا نخاف الخوف حتّى جاءنا، وكنّا شيعا"واخرجنا من القمقم إلى الحرية كنا موزعين في أحزاب شتى من بيروت لصور والبقاع  فلما جاء وجمعنا، وأشهدنا أمام كل العالم بأننا لسنا المتاولة، إنما نحن الروافض قبل التّاريخ وبعده، من عين البنية من المؤسسة نحن انطلقت المسيرة وكانت ولادة المؤسسات من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى مجلس الجنوب  لقد استعاد الامام السيد موسى الصدر كرامتنا المسبية مطالبا بحقوق الشيعة، وصار لهذه الطائفة سلاح يزين رجالها، وصار لنا وعمق خارجي.

وكان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 حيث كنا مواطنين الدرجة الثانية ففرضوا علينا رئيسا من صنع تل أبيب هو بشير الجميّل، ولما اغتيل جاؤوا بأخيه أمين، صاحب اتفاق الذل في 17 أيار المعروف مع الصهاينة المحتلّين، فخرج المارد الشيعي من القمقم وأطلق رصاصته الأولى في خلدة، وأنّطلق أحمد قصير  ليهدم في صور ألفاً وأربعمائة عام من القهر،

ومع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة إمامها العظيم آية الله الخميني وسلاح المقاومة "،حولنا الضعف إلى قوة، والغبن بآلاف الموظفين، وعربة الخضار  أصبحت مئات المؤسسات،

*والتعليم تحت الشجرة تحول إلى مئات المعاهد والمدارس وعشرات الجامعات،وانشأنا المبرات والمستشفيات وهكذا اسقطنا أحلام بن غوريون سنة 2000 ، وعبرنا عبر حفيد الحسين السيد حسن نصر الله من زمن الهزائم الى زمن الانتصارات عام 2006، حتّى صارت صواريخنا تصل إلى أيِّ نقطةفي فلسطين المحتلة،

واصبحنا أصحاب القرار ،قرار السلم والحرب، *وأصبح العالم يعمل لنا الف حساب واصبح لبنان بفضلنا نحن (المتاولةالروافض) الرقم الصعب في المعادلة والحسابات الدولية والاقليمية.

أيها السياديون الأغبياء المُرتهنون:

لم نعد"متاولة"ولن نعود إلى القهر والمذلة،ولن يكون بإمكان العالم كله إعادتنا إلى الوراء، بل سنظل أسياداً في مجتمعنا رغما عن انوفكم، ولن نكون حياديين، فهناك في البحر نفطنا وغازنا ومياهنا.

*لم ولن نترك السلاح لأنه زينة الرجال.

ولبنان ليس ملك الموارنة ولا ملك السنة ولا ملك الدروز ولن يكون ملك الشيعة،بل هو وطن الجميع،ولن نسمح بأن يُغبن فيه أحدٌ من أبنائه اامخلصين.

*ولا نقبل بعد اليوم أن يبقى مستعمرةً صهيو أمريكية، نواطيرها يدّعون أنّهم لبنانيون. مواطنين.

وأنت أيها المقترع اللبناني، إلى أيّ دينٍ أو طائفة انتميت، ألا ترى ما فعلته المقاومة بالصهاينة المحتلّين أرضنا العربية في فلسطين، ومقدساتنا المسيحية والإسلا مية فيها؟

ألم ترَ كيف تعامل المقاومة أبناء الوطن اللبناني، دون تفريق وتمييز، وتؤثره على نفسها ولو كان بها خصاصة؟

قولوا، بأصواتكم لهؤلاء: انتهى زمان استعبادنا لقد تحررنا وحررنا الأرض، نعم انه زمن العزة والكرامة والشرف، نعم لقد ولى زمن الاستعباد وجاء زمن الحرية والكرامة والعِزّة التي لن تزول إن شاء الله، ما دمنا متمسكين بمقاومتنا.

فليكن يوم 15 أيار عبر صندوق الاقتراع يوم الوفاء لدماء الشهداء، لا تخذلوا حفيد الحسين كما خذل في كربلاء.

*يوم 15 أيار أجعلوه يوم العزّة والكرامة الدائمة بإذن الله.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري