25 أيار تاريخ حفره الله في ذاكرة الأعداء والعملاء\ ناجي أمهز
مقالات
25 أيار تاريخ حفره الله في ذاكرة الأعداء والعملاء\ ناجي أمهز
ناجي أمهز
25 أيار 2022 , 22:02 م

بقلم ناجي أمهز,


لا أحد يمكنه أن يعرف أو يتصور ماذا فعله تحرير 25 أيار عام 2000، لأنه أمر كان أكبر من الجغرافية، وأقوى من الطبيعة وأسلحة العالم وجيوشها مجتمعة، بل وأعمق من تاريخ بداية الخليقة.

إن الله لم يناقش بالأمر إلا مخلوق واحد، وهذا المخلوق هو الوحيد ألذي تجرأ أن يعصي أوامر الله، هو لوسيفر أي إبليس.

وكان بقاء لوسيفر طول مدة بقاء الحياة، أعظم تجربة لتميز الروح الإنسانية الشر من الخير، وعندما بدا الصراع بين الخير والشر، كان آدم واحدا، ولوسيفر واحد، وامتدت الحياة وتمدد الصراع بين الخير والشر، وعلي مر ألوف السنوات، بدا الشر يكبر وينتصر، وبدأت الإنسانية تتقلص، حتى أصبح الإنسان كإنسان نادرا.

في عام 1948 جمع لوسيفر كل أعوانه ليحقق حلم إسرائيل الذي تصارع مع الله، كما جاء بسفر التكوين:

وَعِنْدَمَا رَأَى «يقصد الله» أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّب عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ مَفْصِلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26 وَقَالَ لَهُ: «أَطْلِقْنِي، فَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لا أُطْلِقُكَ حَتَّى تُبَارِكَنِي». 27 فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «يَعْقُوبُ». 28 فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيل» َ.

وكان مخطط لوسيفر أن يظهر أن الله ضعيف غير قادر أن يدافع عن أرضه وعباده، وبحال انتصر مخطط لوسيفر يكون الله قد انتهى من القلوب والعقول، وكانت أرض الله المطهرة المقدسة كما يعرفها الجميع هي فلسطين، فقرر أن يحتلها ويدنسها وأن يرتكب فيها هو وأعوانه واتباعه أكبر وأعظم وأفظع مجزرة عرفتها البشرية منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل، كي يقول لله، أين عبادك لا يدافعون عن مقدساتك.

فكان لهذا الاحتلال رمزية مهمة بالنسبة إلى الله وإلى لوسيفر.

وجمع لوسيفر كل شياطين الدنيا وخبثائها وقذاراتها، واحتل بهم أطهر وأقدس مكان عرفته البشرية، وهي القدس فلسطين التي كرمها الله وقدسها بأنها أرض الأنبياء.

لوسيفر أراد أن يقول للبشر لو الله موجود لما كان سمح لي بان احتل أرضه وأدنس بيته،

أنا جعلتكم تشاهدون قدرتي، أين قدرة الله أين هو لا يدافع عن أرضه وقدسه، لماذا لا يدافع عن فلسطين.

كان أعوان لوسيفر يحتلون يقتلون يعربدون، وهم يشعرون أن الله قد هزم، فلا أحد قادر على مواجتهتهم، فالعالم كله راكع امامهم، اكبر مفكر بالعالم لا يجرؤ على كتابة كلمة واحدة عن جرائم اسرائيل، انظروا ماذا فعلوا بالفيلسوف الفرنسي جارودي وغيره.

الكل يعترف بان فلسطين أرضا إسرائيلية، ولوسيفر ينتظر أن ينتصر ويثبت لله أنه أغوى الناس أجمعين.

حتى الملائكة تسالت هل أقترب يوم القيامة حتى أصبحت الدنيا خالية من المؤمنين الطاهرين الصادقين.

فجنود لوسيفر أصبحوا أقوياء يحتلون الأرض المقدسة وما حولها، وهم يمتلكون الأسلحة والأموال والنفوذ، لا يوجد رئيس دولة واحد من امريكا الى روسيا مرورا بالصين وفرنسا وبريطانيا يجرؤ على معارضة اسرائيل، مجلس الامن والامم المتحدة لا يجرؤ على مطالبة اسرائيل بتفيذ اصغر قرار، ولا حتى ان يصدر بحقها ادانة، وفي العالم العربي، جميع الجيوش العربية هزمت بساعات قليلة، وأصبح لديهم اتباع في كافة الدول، فمن أين سيأتي من يهزم لوسيفر وجنوده.

وفي يوم مبارك سمع العالم في منتصف الليل، سورة النصر، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اَللَّه وَالْفَتْحُ (1)

نعم جاء نصر الله نعم جاء حزب الله، بضعة رجال مؤمنين بالله ورسوله، وبدأت المعركة بين الخير والشر.

وشاء الله أن ينتصر الخير على الشر، وكان انتصارا عظيما، بضعة رجال انتصروا على مليارات البشر،

بضعة رجال، قلبوا الكون راسا على عقب، حطموا جبروت الطغاة، وأذلوا أمريكا والمليارات من البشر الذين يأتمرون بأمرها،

نعم لا تستغربون عندما يهاجم أحدهم حزب الله، فإبليس يكون قد تلبسه، وهو الذي يتحدث عنه.

لا تستغربوا عندما تسمعون عويل أبناء الشيطان واتباعه، فحزب الله داسهم بالأحذية.

لا تستغربوا عندما تفرض العقوبات وتشن الحملات وتجيش الدنيا على حزب الله.

فحزب الله حرقهم، دمرهم، زلزلهم، يحتاجون إلى خمسة آلاف سنة ليخرجوا من هزيمة حزب الله لهم.

فالبشر العاديين لن يعرفوا ماذا فعل حزب الله.

حزب الله لم ينتصر فقط للإنسان بل أيضا انتصر لله.

وكان حقا علينا نصر المؤمنين.

نعم أنه انتصار عمره منذ أن نطق الإنسان، وكان الله بقدره ينتظره ليكون حجة على العالمين.

انتصار أيار معركة حصلت بالسماء، وشاهدنا صورها على الأرض.

انتصار أيار ليس معركة بين بشر وبشر، بل بين جنود الله وجنود لوسيفر، وانتصر جنود الله

فكان هذا النصر أية، لا يمسها إلا المطهرون.

اعلموا أن لوسيفر هزم وإسرائيل سقطت، وانتهت.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري