كل تحرير وانتم بخير...
"المقاومة الوحيدة التي انتصرت وحررت، ولم تطلب حصة في السلطة.. هي مقاومة حزب الله"..
بهذه الكلمات البسيطة، رد السيد نصرالله على بعض الأبواق التي تحدثت عن المقاومة التي "تربًحنا جميلة"... لأنها حررت البلد...
مشكلتنا يا سيد لم تكن أبدا أن المقاومة لم تطلب السلطة، مشكلتنا أنها لم تكن السلطة التي يجب أن تكون...
الذين ينتقدون المقاومة في لبنان على اختلافهم، يمكن وضعهم على يمين المقاومة أو على يسارها...
لكل فريق من هؤلاء منطقه...
سامي الجميل أو سمير جعجع أو أشرف ريفي يهاجمون المقاومة من أقصى اليمين الرجعي العميل...
أن يأتي أحدهم من "جيش لبنان العربي"، ويأتي الآخر من خلايا جيش لبنان الجنوبي مباشرة أو غير مباشرة، لا يعني شيئا...
مصدر تمويل الاسماء الثلاثة المذكورة اعلاه، واحد...
لم يعرف التاريخ شيطانا يمول ملائكة...
تأبى ديمقراطية "مملكة الخير" إلا أن تكون دائما ضد حرية الشعوب وضد المقاومة والتحرير...
في المقابل، وعن يسار المقاومة نجد أسماء لامعة كثيرة تنتقد حزب الله مثل نجاح واكيم، الإعلاميان رضوان مرتضى وحسن عليق، الكاتب ابراهيم الأمين... الخ من الذين يرون ما لا تريد المقاومة رؤيته...
عندما يتكلم السيد بذلك الهدوء هو لا يرمي الحجة...
هو يعرف الإجابة سلفا حين يقول لهم أن كل الكلام عن الإجماع حول المقاومة ليس أكثر من اسطوانة مشروخة...
بالنسبة لأمثال سمير جعجع وأشرف ريفي، المقاومة لا يمكن أبدا أن تكون جيدة... فقط مواقف النذالة والخسة هي الجيدة...
إذا، إلى من يتوجه السيد نصرالله طالما أن لا شفاء يرجى لمرض الخيانة والخسة هذا...
بصراحة، لا يحسد المرء السيد نصرالله على هذا الوضع...
الرجل الذي هزم إسرائيل وأميركا وحلف الناتو في لبنان وسوريا، يحاول إدخال علم المنطق في رؤوس لم تعرف المنطق في يوم من الأيام...
لكن الصدمة لا تأتي فقط ممن ذكرت أسماؤهم في الأعلى...
عندما يخرج المفكر فواز طرابلسي ليتحدث أن صواريخ المقاومة في الشمال هي للدفاع حصراً عن النووي الإيراني وكأن هذا الأمر جريمة، يصاب المرء بالصدمة...صدمة تصل إلى مستوى ما تسبب به التصاق رفيق فواز، السيد محسن ابراهيم الذي أنهى حياته بقرب وليد جنبلاط في خط انحدار لامس نظريات انور السادات في الثورة المضادة...
لم يكن فواز طرابلسي مخطئا في ربط صواريخ المقاومة مع النووي الإيراني... لكن فات ذلك المناضل "الماركسي" أن الدفاع عن النووي الإيراني هو أيضا مصلحة عربية وفلسطينية بكل المقاييس...
أن تشابك المصالح بين الثورة الإيرانية، وقضايا التحرر العربي هو النقيض المباشر الذي لا لبس فيه لتشابك مصالح الصهاينة والرجعية العربية والغرب...
هذا الخلط ممنوع على مثقف من وزن الدكتور طرابلسي...
هذا الخلط يتسرب أيضا إلى مناضلين آخرين، أمثال الدكتور أسامة سعد...
من حق الدكتور أسامة الحزن، بل حتى الغضب من الكثير من مواقف حزب الله...
من حق الدكتور أسامة انتقاد المقاومة في أكثر من مكان وفي أكثر من زمان...
لكن لا يحق لابن الشهيد معروف سعد، وشقيق الشهيد مصطفى سعد انتقاد المقاومة من على يمينها...
انتقاد هؤلاء للمقاومة هو قائم اساسا على بعض التصرفات اليمينية لهذه المقاومة...
نفس الأمر ينطبق على الكاتب داوود رمال الذي يزيد عيار النقد لحزب الله مع توفير التيار العوني مما يستحقه من نقد يجب أن يصل إلى حد التقريع...
ثم يخرج الكاتب رمال، يعلن أن النائب الياس جرادي يمثله...
لا شك أن النائب جرادي يملك تاريخا نضاليا يبدأ قبل الوقوع في أسر العدو الصهيوني، ولا ينتهي عند هذا الأسر...
النائب جرادي يتعرض إلى ضغوطات هائلة من جماعة اميركا وال NGOs على شاشات خياط، المر والضاهر لكي يقف موقفا مضادا لحزب الله والمقاومة...
الشيكات تصل إلى هذه الشاشات فقط حين النجاح في التسبب بنقد ضد حزب الله...
أخيرا، استطاعت الجديد إيقاع النائب المذكور في شرك تعريف المقاومة...
الخلط بين من قاوم ولا يزال يقاوم الاحتلال الصهيوني وبين بعض من قاتل ضد الوجود السوري أو الوجود الفلسطيني في لبنان هو فخ وقع فيه النائب الدكتور جرادي...
رفض زمن الوصاية السورية أو هيمنة ياسر عرفات على لبنان شيء والقتال ضد هذين الأمرين من موقع التبعية لمحور الغرب والرجعية العربية، هو أمر آخر تماماً...
عفوا استاذ رمال...
في هكذا خلط وعمى في الرؤيا لا يمكن للنائب جرادي أن يمثل المناضلين...
المقاوم هو فقط من يقاوم المشروع الغربي الامبريالي وأدواته...
في منطقتنا، يوجد نوع واحد فقط من المقاومة...
سمير جعجع وامثال سمير جعجع، ليسوا بالتأكيد من هذا الصنف لذلك ليسمح لنا الاستاذ رمال والنائب جرادي...
إن من سقط من الكتائب والقوات أثناء الحرب الأهلية، لا يمكن أن يكونوا مقاومة؛ هؤلاء مجرد عملاء، أكثر ربما، ولكن بالتأكيد ليس أقل...
لكي يزداد الاستخفاف بعقول الناس أكثر، بدأت ظاهرة تخرج إلى العلن تعتبر كل من انتمى يوما إلى حزب أو فكر أو عقيدة، هو فاسد حتما، أو تقليدي، أو جزء من المنظومة...
وحدهم، الآتون من خلف النجوم من جماعة الNGOs هم الثوار التغييريون...
يقول النائب فانج من طرابلس أن كتلة هؤلاء قد تزيد على ١٤ عضواً...
هذا يعني أن ميشيل معوض أو پولا يعقوبيان أو جماعة حزب المصرف من التغييريين هم الثوار...
المضحك في الأمر أن معظم هؤلاء لم يسمع باسم يحي سكاف في الشمال، أو سمير القنطار في الجبل...
أما المذنب في وجود هؤلاء، أو على الاقل، المذنب في مصادرة هؤلاء للشارع والدخول إلى البرلمان... هو ليس إلا حزب الله نفسه الذي تمنعه المبادئ العظيمة من الاتجاه يمينا، وتمنعه النظرات الضيقة اليمينية في صفوفه من الاتجاه يسارا...
لذا نراه غارق في اللاقرار في وقت أكثر ما نحتاج فيه نحن اللبنانيون، هو قرارات حازمة لبناء الدولة القوية العادلة التي لا يمكن إلا أن تكون دولة مقاومة الهيمنة الغربية على لبنان...
حليم خاتون